ينكبّ حاليا الثالوث الفني محمد السيّاري وجمال العروي وفرحات الجديد في اطار شركة"زاد" للفنون على إعداد عمل مسرحي جديد يحمل عنوان"هاملت"وذلك بدعم من وزارة الثقافة. والواقع أن هذا الثالوث انطلق في الاشتغال على هذه المسرحية منذ أشهر إلا أن أحداث خارجة عن نطاق المجموعة عطّلت انجاز هذه المسرحية والآن عاد جمال العروي إلى مواصلة تجسيد حلمه وتنفيذه على ارض الواقع بعد أن ظل حبيس أحلامه الفنية التي كثيرا ما راودته. وتتواصل حاليا التمارين على قدم وساق وقد تقدم الثالوث أشواطا هامة باتجاه الانجاز الفعلي حتى يكون جاهزا خلال أسابيع.. ومسرحية "هاملت" التراجيدية هي واحدة من أهم مسرحيات شكسبير. وقد كتبت في عام 1600 أو 1602 وهي من أكثر المسرحيات تمثيلاً وإنتاجاً وطباعة فهي من كلاسيكيات الأدب العالمي، وربما ترجع شهرتها إلى العبارة الشهيرة والسؤال الذي يناجي فيه هاملت نفسه قائلاً: أكون أو لا أكون. وقد استقاها شكسبير من حكاية بطولية رواها ساكسو غراماتيكوس وترجمت المسرحية إلى جميع لغات العالم وهناك ترجمات عديدة باللغة العربية. وقد قام الممثل المصري محمد صبحي ببطولتها وإخراجها في بداية حياته الفنية وحقق من خلالها نجاحا باهرا كان السبب في أن يتم تدوين اسمه في الموسوعة البريطانية للمسرح... فلماذا يتم الان فقط انتاج مسرحية "هملت" وفي خضم ما تعيشه تونس من أحداث تاريخية؟ بالعودة إلى ملخص من النص الأصلي لمسرحية "هاملت" يخوض هاملت الأب ملك الدانمارك حرباً قاسية ضد ملك النرويج، وتطول الحرب بينهما، فيتفق الطرفان على إنهائها بمبارزة فرسان بين الملكين تعهدا بأن يؤول في نهايتها ملك المملكتين(الدانمارك والنرويج) للملك المنتصر.. وينقشع غبار المبارزة عن انتصار"هاملت" ملك الدانمارك ومقتل ملك النرويج، ويخضع ملك النرويج الجديد شقيق الملك القتيل لشروط المبارزة ويأتمر بأمر ملك الدانمارك... هذا تقريبا ملخص سريع للعمل المسرحي الأصلي "هاملت"، وإذا اعتبرنا أن النصوص العظيمة والكبيرة المؤسسة للإبداع المسرحي تظل خالدة لا تموت، فهي في كل زمن تتم إعادة قراءتها بشكل مختلف عمن سبقه وبتناول متجدد بما يخدم اهداف ورسائل المخرجين المسرحيين. ونعتقد أن في مسرحية "هاملت" على الطريقة التونسية ومع هذا الثالوث الفني التونسي جمال العروي ومحمد السياري وفرحات الجديد ستتم إعادة استنطاق هذا النص من جديد وتونسته بما يتماشى والواقع المعيش اليوم وهنا. موعد العرض الأول لهذا العمل سوف لن يطول وسيكون على خشبة المسرح البلدي بالعاصمة خلال أسابيع قليلة قادمة والأكيد أن لنا عودة لقراءة نقدية أعمق لهذا العمل المسرحي الهام خصوصا إذا ما علمنا وأن الإخراج كما التمثيل سيكون لنفس هذا الثلاثي الفني.