حفل الافتتاح.. لطفي يتألق وألفة تبدع وسنية تتميز ركحيا - المكرمون يصرون: "للتكريم في تونس مذاق خاص" - شهد المسرح البلدي بالعاصمة في سهرة أول أمس الأحد حفل افتتاح الدورة الخامسة عشرة للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون.. حدث هب له عدد كبير من الدبلوماسيين المعتمدين في تونس وأفراد بعض الجاليات العربية ومن الإعلاميين التونسيين والمعنيين بالشأن الثقافي والإعلامي المرئي والمسموع وحتى المكتوب وان لم يكن الإعلام المكتوب معنيا لا بالمسابقات ولا بالتكريم.. توافد الجمهور رغم ذاك البرد القارص وملأ المسرح وأعاد له رونقه وإشعاعه.. هذا المسرح التونسي العريق والصامد الذي لم يتخلف المشرفون عليه عن أي موعد ثقافي محلي أو عربي وعالمي واثبتوا في كل المناسبات انه بقي وسيبقى الحضن الدافئ للمثقفين والباحثين عن كل ما هو راق لما يضفيه من احترام وإجلال على ما يعرض فيه بصفة عامة... المسرح البلدي الذي كان شاهدا على نضال الفنانين وعلى تنكيل النظام السابق بهم وأصبح ملاذهم بعد 14 جانفي يقفون أمام مدارجه ويعلنون مواقفهم وآراءهم في ما يسلط على الثقافة والمثقفين والفنانين خاصة من ظلم ومحاولات إقصاء. كان الجمهور غفيرا وقد جاء لرؤية النجوم العرب الذين استضافهم اتحاد إذاعات الدول العربية ليشاركوا في الدورة الخامسة عشرة للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون-والتي ستتواصل إلى يوم27 ديسمبر الحالي- وقد كان من بينهم المصرية ليلى علوي والتونسية هند صبري والكويتية هدى حسين والأردنيان نادرة عمران وياسر المصري والجزائرية رزيقة فرحان والعراقي نصير شمة والأمين النهدي وفتحي الهداوي وعصام الشوالي من تونس. لطفي بوشناق سعيد بالضيوف العرب هؤلاء الضيوف تلألؤا تحت أضواء ركح المسرح البلدي وقد تم إخراجه في حلة جميلة تنم عن الكثير من الذوق الرفيع وعبر كل منهم عن سعادته بالوقوف أمام الجمهور التونسي المحب للفن والفنانين كلام جميل وان كان حاملا للكثير من الدبلوماسية بالنسبة للفنانة ليلى علوي فقد كان نابعا من القلب بالنسبة لهند صبري التي صرحت لوسائل الإعلام واتفقت في ذلك مع عصام الشوالي على ان التكريم في تونس يحمل نكهة خاصة ويسعد القلب لأنه من أبناء البلد ولأنه يدفع إلى المزيد من العطاء والبذل. أمن الفقرة الغنائية الأولى في حفل افتتاح المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون الفنان لطفي بوشناق وقاد المجموعة الموسيقية التابعة للإذاعة التونسية المايسترو عبد الحكيم بالقايد. فتح بوشناق ذراعيه ليحتضن الجمهور وخاصة منه العربي ووجه له التحايا ولم يبخل عليه بالتكريم والتبجيل وقد خاطب البعض منه بلهجته وانشد باقة من احلي أغانيه القديمة والجديدة فكانت قصيدة البلد وموال وأنا عربي أصيل تكتيك وكل ما فيّ يحبك وخدعني ونسايا وأنت شمسي وبطلب خاص من الممثلة ليلى علوي"لاموني إلي غارو مني". ساعة كاملة انتشى فيها الجمهور صفق وغنى وحاول نسيان النكبة التي يعيشها خارج أسوار المسرح ولو لوقت قصير اثبت فيها انه بالفعل وكما قالت ليلى علوي"شعب فنان ويحب الفن ويحترم ويجل أهله ويحب الحرية" وانه أصبح اليوم متعطشا للحياة أكثر من أي وقت كان. سعادة اكتملت بموافقته على الأسماء التي تم تكريمها خاصة وقد كان من بينها ولأول مرة منذ فارقنا سنة1998 المرحوم نجيب الخطاب هذا الذي وكما صرحت ابنته أحلام ظلم ومحي ذكره تماما إلى درجة ان الجيل الجديد لا يعرفه. نعم.. لنجيب الخطاب ولكن أين صالح جغام تم ليلتها تكريم الإعلاميين والتقنيين شعبان لوناكل من الجزائر ومعتصم فاضل عبد القادر من السودان ويوسف مصطفى من الكويت ويوسف الزين من لبنان ومحمد البوكيلي من المغرب والحبيب بالعيد وعبد الكريم قطاطا وحورية القلاتي وعبد الرحمان ضيف الله والراحل عبد الرزاق الحمامي والمهندس الإذاعي علي القريشي من تونس لنضالهم الذي امتد عشرات السنين كل في اختصاصه ولما قدموه للمجتمع العربي من خدمات نبيلة وبرامج تربوية وتثقيفية وترفيهية ودرامية. ولكن ورغم الموافقة على كل هذه الأسماء بالتصفيق طبعا فان البعض من الحاضرين تمنوا ان تتسع القائمة لتشمل الراحل صالح جغام الذي لا يمكن لأي كان ان ينكر ما قدمه في حقيبة المفاجآت وغيرها من البرامج الإذاعية والتلفزيونية مما يؤهله للتكريم علما وان السهو وحسب ما تداول من أحاديث في بهو المسرح البلدي كان من الإذاعة التونسية التي لم تقترح اسمه على ما يبدو ولعلها ترى ان يتم تكريمه في الدورة السادسة عشرة.. فقرة ختام هذا الحفل أمنتها الفنانة ألفة بن رمضان التي غنت من أغانيها"خلينا نكون أصحاب" و"ارحل" و"من غير ليه" لمحمد عبد الوهاب إلى جانب كوكتال من الأغاني التونسية التراثية ولكن هذه الفنانة المتألقة وذات الصوت الشجي والحضور المتميز تعرضت لمظلمة حيث انه وبمجرد انتهاء السادة صلاح الدين معاوي مدير عام مجلة الإذاعات العربية وإيمان بحرون الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزة الوطنية ومحمد المدب الرئيس المدير العام للتلفزة التونسية من تسليم شهائد التقدير ودرع التكريم للمكرمين أو أفراد عائلاتهم غادر الضيوف واغلب الجمهورالحفل ولم يبق في المسرح إلا النزر القليل. أما مفاجأة السهرة وبلا منازع فقد كانت المنشطة سنية الوافي التي أبهرت الجميع بإتقانها لفن التنشيط وبسرعة بديهتها وقدرتها على الخروج السليم من المآزق هذا إلى جانب الذوق السليم والحضور الركحي المتميز.