بقلم: نواف الزرو - هي الهستيريا، هي الجنون، هي اللوثة الصهيونية العنصرية اللصوصية، فما يجري في القدس والضفة من موجات متلاحقة من الهجمات الاستيطانية المسعورة، انما هي كل ذلك واكثر، غير انها منسقة مخططة مبرمجة تتزامن أولا مع الحملات الانتخابية الاسرائيلية، فلديهم هناك من يتطرف ويعادي الفلسطيني اكثر يفوز اكثر، وهي تأتي في ظل الغياب العربي والاممي الكامل عن فلسطين وقدسها، لذلك كيف يمكن ان يحسب نتنياهو أي حساب يردعه عن هذا الجنون الاستيطاني..؟! تصوروا، الاممالمتحدة تعلن انها "تطالب بالحاح" اسرائيل ب"التخلي" عن خططها لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربيةالمحتلة"، مجددة التأكيد على "ان هذه المشاريع غير شرعية وتهدد عملية السلام مع الفلسطينيين"، وقال مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان:"نطالب بالحاح الحكومة الاسرائيلية بالاستجابة للنداءات الدولية والتخلي عن هذه المشاريع (وكالات: 2012/12/19)"، والاتحاد الاوروبي بدوره يشجب ويحتج ويهدد ولكن بدون اجراءات رادعة، والادارة الامريكية تعلن ان هذه المشاريع الاستيطانية تعرقل حل الدولتين، وهل بقيت مقومات لهذا الحل..؟، واخيرا مجلس الامن يتخذ قرارا بشجب الاستيطان باربعة عشر صوتا مقابل رفض الولاياتالمتحدة، غير ان نتنياهو لا يكترث كالعادة بكل هذه الاحتجاجات، فمن وجهة نظرهم ليحتج العالم كله كما يشاء، ولكن المهم ما يفعله اليهود على الارض، وما يفعلونه على الارض هو عملية سطو مسلح في وضح النهار على الارض العربية، ولكنه سطو يختلف في هذه المرة عن كل عمليات السطو السابقة، من حيث الزخم والضخامة والجنون. فها هي القدسالمحتلة تشهد اخطر طوفان استيطاني منذ عام 1967، فمن يكترث ومن يرى ومن يسمع ومن يتحرك..؟، الا يستحق هذا الطوفان الاستيطاني ان يواجه بتحرك عربي حقيقي..؟، وفي انحاء الضفة الغربية نتابع الكاوبوي الصهيوني يصول ويجول تخريبا تدميرا وارهابا، فمن يوقف هذا الإرهاب المنفلت..؟ ومن يقرع الجرس ويطالب مجلس الامن بالبند السابع ضد هذه الجرائم الصهيونية المفتوحة..؟، او على الاقل من يضغط على الادارة الامريكية التي تمنح الاحتلال ترخيصا مفتوحا لشن حروب مفتوحة على الارض والانسان في فلسطين..؟! ففي المشهد الفلسطيني في الايام الاخيرة فقط:الاحتلال يبني آلاف الوحدات الاستيطانية على امتداد مساحة القدس والضفة، ما يعني ضخ آلاف المستعمرين اليهود الى هذه المناطق على حساب اهلها واصحابها التاريخيين، وفي تحد للفلسطينيين والعرب والعالم، يعلن نتنياهو عن واصلة الاستيطان في القدس، زاعماً "أن القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل"، ويضيف: "نحن موجودون هنا في القدس ليس منذ 25 عاما، وإنما منذ 3000 عام، ونحن موجودون في البلاد قرابة 4000 عام، ولدينا إرادة قومية قوية وصلبة ووعي تاريخي متواصل، وعظمة نفسية لشعب كافح من أجل وطنه ويعرف كيف يبقي دولته في الوجود."، ويتابع:"بالأمس أشعلت شمعة ثامنة لعيد حانوكا (عيد الأنوار اليهودي)، في أقرب مكان للموقع الذي جرت فيه معجزة جرة الزيت، وقد لمست الحائط وقلت هناك، وأكرر القول اليوم، إن الحائط المبكى (البراق) ليس أرضا محتلة"، واعتبر"أن حائط المبكى لنا، وهو يرمز إلى صخرة الأساس لوجودنا منذ آلاف السنين، وسنقف بصلابة أمام جميع أولئك الذين يريدون طردنا من هنا، ودولة إسرائيل والقدس والحائط المبكى ستبقى بأيدينا إلى الأبد." ومن جهة ثانية تكشف صحيفة "هآرتس" الصهيونية (الأربعاء 2012/12/19) النقاب عن"إن دوائر مكلّفة بشؤون الاستيطان اقرت مخططات بناء 6210 وحدات استيطانية تشمل مخطط البناء في رمات شلومو"، مؤكدة:أن من شأن المصادقة على مخططات البناء أن تغيّر خريطة جنوبالقدس بشكل دراماتيكي"، وتضيف"أن المخططات تقضي بإقامة مستوطنة جديدة جنوبالقدس باسم غِفْعات هَمَتوس، ومخطط البناء فيها يشمل 900 وحدة بموازاة مخطط لبناء 2610 وحدات في المستوطنة ذاتها، ويجري البحث في مخطط ثالث يقضي ببناء 1200 وحدة في مستوطنة"غيلو" بين القدس وبيت لحم، وفي7 جانفي المقبل، يبحث مخطط بناء منطقة فنادق كبيرة تابعة لمستوطنة "غفعات همتوس"، وصادقت قبل ذلك، بشكل نهائي على مخطط بناء 1500 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة"رمات شلومو" في شمال القدسالشرقية"، بينما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة (الأربعاء 2012/12/19)، أن وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك، قد وقع على مصادقة ببناء 523 وحدة استيطانية في مستوطنة غفعوت في غوش عتسيون"، وفي القدس ايضا، سلمت قوات الاحتلال (الاثنين17 /12/ 2012)، أهالي بلدتي العيزرية وابو ديس شرق مدينة القدس إخطارات تقضي بمصادرة 1200 دونم من أراضيه". لذلك، غريب هذا التعاطي الفلسطيني العربي أولا ثم الدولي ثانيا، مع أخطر وأشرس هجوم وسطو صهيوني على الارض والانسان في القدس والضفة، وكأن كل ذلك يجري في كوكب آخر..؟!