نتيجة لبعض الاضطرابات التي شهدها مصنع الفسفاط ومسالك توزيع منتوجه خلال السنة المنقضية شهدت السوق التونسية ومراكز التزويد نقصا كبيرا في مادة ( D.A.P) ما جعلها عرضة للتداول في السوق السوداء والتهريب إلى خارج البلاد. وقد صرح وزير الفلاحة الى وسائل الإعلام أن شاحنات الفسفاط تصل إلى باجة ثم تعود باتجاه القطر الليبي؛ كما تم ضبط العديد من المضاربين ينتصبون بالساحات العامة بكل من تبرسق وتستور يبيعون السماد بزيادة 10 دنانير في القنطار الواحد. العمليات استفاد منها المضاربون والمهربون وأدخلت الذعر والشك في نفوس الفلاحين الذين عاشوا صعوبات في الحصول على الأسمدة الضرورية في بداية الموسم الزراعي 2012 – 2013 واضطر العديد منهم، مكرهين، إلى بذر الحبوب على مساحات كبرى دون هذه المادة الضرورية. وتحسبا لكل طارئ وحتى لا يعاودهم نفس الارتباك في موسم بذر " الأمونيتر " تزود كل من توفرت له الإمكانيات المادية ومواقع التخزين بما يكفي لإنجاز مراحل التسميد الثلاث وظل عامة الفلاحين يعيشون تحت وطأة الاضطراب السابق واشتد بهم القلق عند احتجاب كميات" الأمونيتر" في نقاط التزويد لبعض الوقت خلال نهاية شهر ديسمبر المنقضي خصوصا أن القسط الأول من مادة "الأزوت" يتزامن تقديمه مع نهاية شهر ديسمبر وبداية شهر جانفي ليساعد النبتة الفتية على( التجذر) أي تحسين نمو جذورها والرفع لاحقا من عدد السنابل في المتر المربع الواحد. وللإجابة عن تساؤلات العديد من الفلاحين اتصلت "الصباح" بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بباجة فأفادنا يوسف العزّابو أحد المديرين المشرفين على القطاع النباتي بأن الإدارة الجهوية حال علمها بوجود حالات تذمر بين الفلاحين حول نقص مادة "الأمونيتر" ببعض نقاط البيع اتصلت بالإدارة العامة للإنتاج الفلاحي بتونس فتبين أن عطبا طارئا، لمدة يوم واحد خلال الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر المنقضي بمصنع الأسمدة الكيميائية بقابس أدى إلى بعض الخلل في التزود واستشعر من ورائه الفلاحون حالة القلق لكن ذلك لم يدم وسرعان ما عادت الأمور إلى نصابها كما قامت المصالح الجهوية بباجة بتفقد أهم مراكز التزويد فتبين أن الكميات متواجدة بما يكفي لهذه المرحلة خصوصا لدى الشركة التونسية للأسمدة الكيميائية (STEC) بمجاز الباب (المزود الأساسي) ولدى عدد من الشركات التعاونية الأخرى والمزودين الخواص بجميع نقاط البيع في الولاية لكن ذلك لا ينفي وجود بعض النقص في التزود نتيجة محدودية نقاط البيع أو اقتصار المزود على ترويج بضاعته لحرفائه دون غيرهم والتزام البعض الآخر بالبيع بالحاضر ما يطرح إشكالا أمام الفلاحين الصغار الذين لا يمتلكون السيولة الكافية في مثل هذا الموسم على خلاف أغلب الفلاحين الكبار الذين تزودوا مسبقا بالكميات الضرورية لمزروعاتهم وخزنوها تحسبا لكل المفاجآت علما أن مزارع الحبوب تحتاج إلى ثلاثة أقساط من "الأمونيتر" توزع خلال الفترة المتراوحة بين ديسمبر ومارس بمعدل سنوي يقدرب 250 كغ/هك وأن تقدم عمليات بذر "الأمونيتر" بالولاية في مرحلته الأولى بلغ، إلى موفى شهر ديسمبر، 50 ألف هكتار أي ما يعادل 38 % من مجموع 133 ألف هكتار من الحبوب في الجهة. وكإجراء تعديلي نتيجة الاضطرابات في الانتاج المحلي برمجت الدولة توريد 40 ألف طن من مادة "الأمونيتر" سيصل منها حوالي 13 ألف طن بين 7 و10 جانفي الجاري.