بيّن رياض عبيدي رئيس الجمعية التونسية للحراك الثقافي أن هذه الجمعية الفتية التي تأسست منذ ما يقارب سنة وجدت الصدى الكبير لدى ثلة من المجتمع المدني داخل عديد الجهات نظرا لأهمية وجدوى أهدافها المرسومة وحاجة الراهن التونسي لها في هذه المرحلة بالتحديد مما سهل بعث فروع لها داخل الجهات على غرار صفاقس وسيدي بوزيد والرقاب وقريبا فتح فرع آخر بالمنستير. وأوضح أن هذه الأهداف تتمثل في دعم الحراك الثقافي في تونسالجديدة والعمل على إرساء ثقافة بديلة تكرس حقوق الإنسان والمواطنة فضلا عن سعي الجمعية لتمكين كل الفئات الاجتماعية من حقهم في الثقافة والترفيه. واعتبر ذلك من العوامل التي دفعت عددا كبيرا من الشباب داخل الجهات للتطوع لخدمة المشهد الثقافي ونزّل ذلك في إطار إيمان الجميع بمبدإ الدفاع عن حرية الإبداع والفكر والتعبير على اعتبار أن الثقافة بمختلف القطاعات التابعة لها تعد المخرج الحقيقي للمجتمع التونسي من حالة المخاض والتململ التي يتخبط فيهما في هذه الفترة حسب تأكيده. إبداعات من رحم الواقع أما فيما يتعلق بأبرز الأعمال التي أنجزتها الجمعية خلال هذه الفترة فبيّن رياض عبيدي أن الحراك الثقافي في حركية ونشاط متواصلين رغم الظروف الصعبة في ظل غياب الدعم من الجهات الرسمية تحديدا. وأكد أن أغلب الأعمال المقدمة تستمد أفكارها وطرحها من رحم الثورة والواقع وأن فرع مدينة الرقاب قد أعد برنامجا خاصا في الاحتفال بالذكرى الثانية لسقوط شهداء الجهة المحدد لتسعة من الشهر الجاري ويتضمن هذا البرنامج حسب ما أفاد به عرض الفيلم الوثائقي "كفنو فوقو" للمخرج أحمد عبيدي الذي يعرض علاقة الفنان بمحيطه وفيلم "مازال حي" فضلا عن عملين مسرحيين أنتجهما نفس الفرع في غضون سنة من النشاط الأول " زواولة" والثاني "هل سمعتم" العرض الفرجوي الضخم تحت إدارة المخرج عبدالفتاح الكامل سيعرض في نفس هذه المناسبة. في نفس السياق بيّن محدثنا أن أغلب أعمال "الحراك الثقافي" هي محاولات شبابية بحتة تتضمن نقدا ورؤى وقراءات للواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في تونس أو في العالم العربي. واعتبر ذلك من العوامل التي جعلت هذه الأعمال تحظى بمتابعة كبيرة في المناسبات التي عرضت فيها واستحسان كل من شاهدها. من جهة أخرى أفاد رئيس جمعية الحراك الثقافي أن الناشطين في هذا الهيكل لم يكتفوا بما هو ثقافي فقط وإنما يقومون بأدوار حقوقية من خلال الدفاع عن حرية الرأي والتعبير ومناصرة المضطهدين والمظلومين. واعتبر ما قام به شباب الجمعية من مجهود لإيصال أصوات ومطالب بعض من اعتبرهم ضحايا العنف والظلم من قبيل الأهداف التي تضطلع بها الجمعية بالتنسيق مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وذلك من خلال الأفلام التي تتضمن شهادات حية لبعض من تعرضوا للعنف من النقابيين أو المعطلين أو المساجين وغيرهم ليتم إيصال هذه المشاهد والشهادات الحية إلى الجهات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان. وبين في ذات الإطار انه سيتم عرض فيلم آخر يتضمن شهادات أخرى قريبا.