تواصلت أمس فعاليات أسبوع الغضب في القصرين من خلال تنظيم مسيرة احتجاجية ثانية في غضون أسبوع جابت شوارع المدينة ورفعت فيها شعارات مطالبة بالتنمية ورافضة للتهميش وتواصل سياسة الوعود دون انجازات على أرض الواقع. كما تضمنت الشعارات المرفوعة عديد الرسائل للأحزاب السياسية التي تغافلت عن المطالب المشروعة "لا سبسي لا جبالي ثورتنا ثورة زوالي" بالإضافة إلى التأكيد على تواصل سياسات العهد البائد ولعل ذلك ما جعل المحتجين يعودون إلى رفع شعار "التشغيل استحقاق ياعصابة السراق". رفع أيضا المشاركون في المسيرة السلمية شعارات تطالب بمحاسبة قتلة الشهداء وتؤكد مواصلة النضال من أجل تحقيق المطالب المشروعة التي ثارت من أجلها الجهة وقدمت فيها حوالي 60 شهيدا وعديد الجرحى . وأكد ل"الصباح" عدد من الناشطين في جبهة "كلنا قصارنية" المشرفة على تنظيم المسيرة بمشاركة عديد الحساسيات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني،أنهم عازمون على مواصلة التحركات الإحتجاجية السلمية تجاه ما يعتبرونه تسويفا من الحكومة الحالية وتجاهلا لمطالب الجهة في التنمية والتشغيل والعدالة الإجتماعية والتمييز الإيجابي للجهة في الميزانية وفي المشاريع التنموية استنادا إلى ما تؤكده الأرقام والإحصائيات بأن القصرين في أسفل الترتيب في عديد المؤشرات فهي في المرتبة الأخيرة في مؤشرات التنمية وفي نسب التشغيل وهي تحتل المرتبة الأولى في معدلات الفقر.. عمال الحضائر على الخط من جهة أخرى شهدت القصرين أمس وأول أمس وقفات احتجاجية نفذها عمال الحضائر مطالبين بإيفائهم بمستحقاتهم التي تأخر صرفها وقام هؤلاء باغلاق الطرقات واشعال الإطارات المطاطية . كما نفذ المنتفعون بالآلية 16 وقفات احتجاجية بمقرات عملهم لأن عقودهم انتهت ولم يتم البت في وضعيتهم. وتجدر الإشارة إلى أن القصرين ستعيش على امتداد الأيام المقبلة على وقع أسبوع الغضب (من 1 إلى 8 جانفي الجاري) وذلك عبر تواصل المسيرات السلمية والوقفات الإحتجاجية والندوات المطالبة بحق الجهة في التنمية قبل المرور في مرحلة ثانية إلى التصعيد وكل الخيارات مطروحة وفقا لما أشارت إليه جبهة "كلنا قصارنية" . ويأتى اقرار أسبوع الغضب ليعوض الإحتفالات بأيام ومهرجان الشهيد الذي انتظمت دورته الأولى خلال السنة الفارطة. ورفضت مكونات المجتمع المدنى ومختلف الحساسيات في الجهة أي مظهر من مظاهر الإحتفالات هذه السنة في رسالة قوية للحكومة ولكل مكونات الساحة السياسية في تونس مفادها أنه لا مبرر للإحتفال بالثورة وذكرى الشهداء ولم يتحقق شيء من استحقاقات الثورة التى ضحى من أجلها الشهداء كما لم يتغير واقع الجهة التي ظلت مهمشة. مطالب مشروعة وعبر أهالى القصرين عن عزمهم مواصلة الإحتجاجات السلمية في انتظار ردة فعل الحكومة في الإستجابة إلى جملة من المطالب المرفوعة وخصوصا تدخّل الدولة المباشر في الجهة عن طريق إحداث مؤسسات ذات طاقة تشغيلية عالية وإقرار الأقطاب الجامعية والمؤسسات الصحية الجامعية ومنطقة للتبادل التجاري الحر والطريق السيارة، خاصة المسار الغربي (القصرين-قفصة عبر فريانة وماجل بلعباس) مع إيصاله إلى نقطة العبور ببوشبكة، وتطوير خط النقل الحديدي للمسافرين في إتجاهي تونس والساحل بالإضافة إلى التنصيص على التمييز الإيجابي في انتداب أبناء الجهة من خريجي الجامعات ومراكز التكوين في الوظيفة العمومية. ويتداول أهالي الجهة أنباء حول زيارة مرتقبة للرؤساء الثلاثة بمناسبة يوم الشهيد يوم 8 جانفي وهم يؤكدون في هذا الصدد أنه وحتى لا تتكرر سيناريوهات مشابهة سجلت في جهات أخرى يجب أن تكون الزيارة مثمرة وتحمل إجابة شافية وواضحة للمطالب المرفوعة. وأن كل زيارة بروتوكولية غير مرحب بها استنادا لما أكده ل"الصباح" عديد أبناء الجهة من مختلف الحساسيات.