ارتباك في الحكومة.. وعقلية الغنيمة في "التأسيسي" قال الدكتور حبيب حسن اللولب المختص في التاريخ المعاصر ورئيس جمعية البحوث والدراسات لاتحاد المغرب العربي إن الجمعية ستحتفي يوم الأربعاء القادم بالذكرى الثانية للثورة من خلال تنظيم يوم دراسي بدار الثقافة ابن خلدون تحت عنوان:"عامان من الثورة التونسية: الحصيلة والآفاق".. وشارك في الإعداد لهذا اليوم الدراسي ثلة من الجامعيين المتميزين وسيحاضر خلاله عدد من الأستاذة المتخصصين في العلوم الاجتماعية والانسانية والسياسية والقانونية والاقتصادية وسيقدمون قراءات نقدية في ما تحقق ويستشرفون الآفاق ويقدمون المقترحات والحلول لتصحيح المسار ولوضع خارطة طريق لهذه الثورة حتى تصل بر الأمان. وأضاف اللولب أن الثورة التونسية التي تعتبر مفخرة التونسيين جميعا لأنها حررتهم من الخوف ووهبتهم حرية التعبير أضحت مهددة ويتقاذفها المتربصون بها.. ولاحظ الجامعي أن الطبقة السياسية ضعيفة ولم تتمكن من مسك زمام الأمور ومن تخطّي العقبات التي يضعها الفاسدون في طريقها، كما كشفت مداخلات نواب المجلس الوطني التأسيسي عن ترد كبير لمستويات العديد منهم الثقافية والمعرفية، وعن عدم اطلاعهم على الشأن العام، وعدم إيلائهم مشاغل المواطن المفقّر والمهمّش والمسحوق أية أهمية، ولعلّ المؤسف في الأمر أنهم استماتوا في الدفاع عن الغنائم التي يجنونها مقابل عملهم في المجلس أكثر من أي شيء آخر.. وفي نفس الإطار تبدي الحكومة ارتباكا واضحا في معالجة الكثير من الملفات الحارقة وأثر هذا الأمر سلبيا على مسار الانتقال الديمقراطي وأضر بالثورة. أما على المستوى الشعبي، فقد كثرت الاضرابات والاعتصامات، وإن كانت هذه التحركات الاحتجاجية من أجل مطالب مشروعة فإن تسييسها يعتبر خطرا على الثورة خاصة في ظل التصحر السياسي وغياب هيبة الدولة وتراجع الأمن واستفحال المال السياسي الفاسد الذي يسعى قدر الامكان إلى اجهاض الثورة. ولبحث جميع هذه المسائل وغيرها سيتحدث خلال اليوم الدراسي الأستاذ المنصف وناس عن"ما بعد الثورة احتجاجية سياسية أم احتجاجية مطلبية؟" وسيتطرق الأستاذ صالح المازني لعوائق الثورة التونسية والحلول الممكنة أما الأستاذ نبيل قريسة فقد عنون مداخلته ب"الثورة التونسية بعد عامين إلى أين؟". وسيقدم الأستاذ عادل بوسنينة مداخلة عنوانها عامان بعد الثور التونسية الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والديمغرافية. وسيبحث الأستاذ حسن المناعي موضوع الشعوب العربية بين التشرذم والتوحد زمن الثورات العربية تونس نموذجا.. ويقدم الأستاذ المولدي الأحمر قراءة في أحداث سيدي بوزيد 17 ديسمبر 2012. وعنون الأستاذ عادل بن يوسف مداخلته ب"سنتان بعد الثورة التونسية ما أنجز وما لم ينجز". أما الأستاذ عبد المجيد بلهادي فاختار لها عنوان :"عامان من الثورة التونسية الحصيلة الاقتصادية وامكانيات التجاوز".. وسيتطرق الأستاذ عبد الستار السحباني لموضوع صيرورة الثورة المخيال والتمثل والممارسة.. وسيبحث الأستاذ منير السعيداني مسألة تحولات الحقل الثقافي بعد عامين من الثورة التونسية ويحاضر الأستاذ الهادي الغيلوفي حول الثورة التونسية في ذكراها الثانية تعثر المسار التنموي أما الاستاذ المصباح الشباني فإنه سيتحدث عن العدالة الاجتماعية بعد سنتين من الثورة. كلفة "اللامغرب" وبين حبيب حسن اللولب أن هذه النخبة تتوق إلى البحث عن الحلول الممكنة من أجل انقاذ الثورة التونسية وغيرها من الثورات العربية. وأضاف أن جمعية البحوث والدراسات لاتحاد المغرب العربي التي تأسست سنة2011 تسعى لتطوير البحوث العلمية المغاربية في ظل الثورات العربية وربط العلاقات بين النخب المغاربية ودعوتها لطرح فكرة الوحدة المغاربية وتقريبها من أذهان الناس.. وقد نظمت إلى حد الآن أربعة أيام دراسية وملتقيين حول المغرب العربي. وتعمل خلال كل ندوة على تكريم شخصية على غرار الأساتذة علي محجوبي ورؤوف حمزة وأبو القاسم سعد الله وهشام جعيط وستكرم خلال ندوة الأربعاء القادم المرحوم أحمد الجدي. وذكر اللولب أن الشّعوب المغاربية تدفع اليوم فاتورة باهظة بسبب تلكؤ الساسة وتباطؤهم في إرساء اتحاد حقيقي للمغرب العربي، كلفة ناجمة عن نقص الاستثمارات المشتركة والتبادل التجاري والصناعي والثقافي. وأضاف الخبير في العلاقات المغاربية أن أعوص الاشكاليات التي تعوق بناء الاتحاد المغاربي تكمن أساسا في غياب موقف موحد بين ساسة الدول المغاربية من أجل أن يكون هذا الاتحاد فاعلا، وناشطا على غرار الاتحاد الأوروبي ومنطقة آسيان. فالنخب ليس لها بعد النظر في ما يتعلق بأهمية تطوير العلاقات بين الدول المغاربية..كما أن التبادل المعرفي والثقافي مازال محتشما وهذا لأن النخب الحاكمة لا تؤمن بجدوى المغرب العربي..