على خلفية ما تعيشه منطقتهم من تفقير وتهميش وتضخم نسبة البطالة والنقص الفادح في التجهيزات الطبية والمرافق الأساسية لحياة الإنسان من ماء وكهرباء وخدمات أخرى دخل بداية من يوم أمس عدد من متساكني منزل بوزيان في اعتصام مفتوح أمام مقر دار الشهداء رافعين عدة شعارات ولافتات تمحورت مضامينها الأساسية بالخصوص حول استحقاقات الجهة في التنمية والتشغيل والعدالة الاجتماعية بالإضافة إلى بعض المطالب ذات العلاقة برد الاعتبار لعائلات شهداء وجرحى الثورة وغياب التوافق والانسجام بين السلط المحلية والأحزاب ومكونات المجتمع المدني ومعالجة الحكومة لملف التنمية دون الأخذ بعين الاعتبار جملة من المعطيات الدقيقة والموضوعية حول النقص الفادح في الإطار الكفء لتنفيذ المشاريع وبيروقراطية الإدارة والتسوية العقارية وانعدام البنية التحتية. ويهدف هذا التحرك الاحتجاجي الذي أضحى من الظواهر المألوفة بمختلف مناطق الولاية حسب ما أكده الناشط النقابي الجمعي حيدوري ل"الصباح" إلى لفت أنظار المسؤولين لتفعيل المشاريع التنموية والتشغيلية المبرمجة التي أضحت مجرد حبر على ورق وتبخرت إثر رحيل الحكومة السابقة حيث بقيت هذه المنطقة الجبلية بعد انكسار القيود وانجلاء الظلم بلا رجعة في انتظار لفتة كبيرة تكون بحجم معاناتهم والأضرار التي لحقتهم خلال الفترة الماضية تعوضهم سنوات العطش والجوع والليالي الظلماء وبطاقات العلاج المحظورة والمسالك الفلاحية الوعرة وخاصة الواقع التنموي المكبل الذي ظل وعلى امتداد عقود طويلة يدور في مدارات الحلقة المفرغة التي لا يفهم شكلها الهندسي على حد قوله إلا من تورط قاصدا متعمدا في تفقير هذه المنطقة المتروكة ومحاولة شطبها من الخارطة الجغرافية لولاية سيدي بوزيد.