توتّرات الشارع اللبناني... إرسال مدمّرات أمريكية على مشارف السواحل السورية واللبنانية... تواصل المجازر الإسرائيلية في غزّة وتأكيد وزير الحرب الإسرائيلي على ضرورة تغيير الواقع في القطاع... هل تعتبر مؤشرات على أنّ أجواء الحرب لم تعد مستبعدة في المنطقة؟. إنّ ما يجري في غزّة من فظاعات إسرائيلية يومية ضدّ الشعب الفلسطيني ليس معزولا عن بعض القضايا الخطيرة المطروحة في المنطقة ومن أبرزها الملف اللبناني والملف النووي الإيراني وما يحملان في طياتهما من تحالفات ومواقف سياسية متباينة بين أكثر من طرف في المنطقة وفي الجوار. لقد سعت إسرائيل مدعومة من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى كسر شوكة المقاومة اللبنانية إبّان تفجير الوضع العسكري في جنوب لبنان وما تلاه من حرب في صائفة 2006... ثمّ بدأ التحرّش بسوريا على خلفية مجريات الأحداث في لبنان... بدعوى إعاقة الإتفاق بين الفرقاء اللبنانيين.. كما تعزّزت القناعة لدى حكومة أولمرت أنّ حركة المقاومة الفلسطينية ستظل شوكة في خاصرتها عليها العمل على كسرها والخلاص من كابوس غزّة للتفرّغ إلى مفاوضات الحلّ النهائي بشروطها وحسب مصالحها. وبين المقاومة اللبنانية التي رفعت السّلاح في وجه العدوان الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية التي رفضت التنازل عن حق الشعب الفلسطيني المشروع في العيش بسلام ضمن حدود آمنة معترف بها يبرز الدور الأمريكي في ممارسة ضغوطه الهائلة على بعض الأطراف المعنية في المنطقة لتأزيم الأوضاع هناك والعمل على استفحالها في جوّ من التصعيد قد يجرّ إلى إعلان حرب إقليمية تكون فرصة للحسم عسكريا في عدّة ملفات حيوية مطروحة ومنها المعارضة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية ودور سوريا على خلفية علاقتها الوثيقة بإيران. ولكن هل حقيقة أنّ الإدارة الأمريكية معزّزة بالالة الحربية الإسرائيلية تعتزم حسم هذه الملفات عسكريا؟ إنّ نتائج حرب صائفة 2006 بين القوات الإسرائيلية والمقاومة اللبنانية مازالت حاضرة في الأذهان... ومازالت تداعياتها تتفاعل خصوصا داخل الشارع الإسرائيلي بعد انهيار مقولة «الجيش الذي لا يقهر»، كما أنّ عشرات الضحايا من المدنيين الفلسطينيين الذين سقطوا نتيجة المجازر الإسرائيلية المتواصلة بعد إطلاق عملية «الشتاء السّاخن» لم تزد الشعب الفلسطيني إلا إصرارا على مواصلة المقاومة ورصّ الصفوف في وجه الإحتلال... يضاف لذلك الممانعة السورية في التنازل عن مواقفها السياسية المبدئية في المنطقة وإصرار إيران على مواصلة سعيها لكسب التكنولوجيا النووية السلمية هل تدفع بدُعاة شنّ الحرب الإقليمية «لصيد أكثر من عصفور في وقت واحد» إلى إعادة النظر في هذا النهج؟. وأمام حقائق الأرض واحتمالات الضربة العسكرية في المنطقة أين تكمن المصلحة العربية... وماذا عن الموقف الرسمي العربي المرتقب ابتداء من اجتماع وزراء الخارجية العرب الحالي وصولا إلى القمّة العربية المنتظر انعقادها موفّى هذا الشهر بدمشق؟.