يستعد زعماء الدول الإسلامية والعربية لعقد قمتين " تاريخيتين ".. جديدتين.. الاولى في العاصمة السنغالية دكار يومي 13 و 14 مارس الجاري وهي الدورة الحادية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي.. والثانية الدورة الجديدة للقمة العربية في العاصمة السورية دمشق يومي 29 و30 من نفس الشهر.. سيشارك في الاولى رؤساء وملوك وامراء ووزراء وخبراء من أكثرمن 50 بلدا اسلاميا.. وفي الثانية أكثر من 21 دولة عربية.. تنعقد الدورة 11 لمؤتمر القمة الإسلامي تحت شعار "الإسلام في القرن الحادي و العشرين" و سيجري خلالها بحث أربعة مواضيع أساسية وهي التقييم المرحلي لتنفيذ برنامج العمل العشري الذي أقرته القمة الاستثنائية في مكةالمكرمة في ديسمبر 2005.. فضلا عن موضوعين آخرين سوف تخصص لكل منهما جلسة هما سبل دعم التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء و تقاسم المعرفة في العالم الإسلامي. كما ستبحث قمتا دمشق وداكار المستجدات والتحديات " الخطيرة جدا " التي تواجه المنطقة وخاصة تعقيدات الصراع العربي الاسرائيلي.. والمستجدات في الخليج.. ومكافحة الارهاب والعداء المتزايد للإسلام ("الاسلاموفوبيا").. والعرب (" العرابوفوبيا).. وتجسيم القرارات الصادرة عن عدة مؤسسات عربية مشتركة بينها الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب والالكسو واتحاد اذاعات الدول العربية والهيئة العربية للطاقة الذرية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي.. ومن يستعرض تاريخ القمم العربية والاسلامية يلاحظ ان البند الرئيسي فيها كان دوما ملف احتلال فلسطين.. وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي.. وتحرير القدس.. ومقاومة التطبيع.. والدفاع العربي المشترك.. لكن الواقع يفند للاسف الشديد مقررارت كل القمم العربية والاسلامية السابقة.. فأوضاع فلسطين الجريح تزداد بؤسا.. وقوات الاحتلال الاسرائيلي تعربد.. فتقتل وتهجر من جهة وتبني المستوطنات من جهة ثانية.. والعالم العربي والاسلامي يتفرج.. أو يكتفي بالتنديد المحتشم غالبا.. في زمن وصل فيه الحد بوزيرة الخارجية الامريكية إلى تبرير الغارات الاسرائيلية الشرسة ضد ملايين المدنيين والاطفال والنساء الفلسطينيين العزل في قطاع غزة المحتل.. رغم تسببها في قتل مزيد من الابرياء.. بضوء أخضر " ديبلوماسي أمريكي "علني غير مسبوق من حيث " وضوحه "..رغم الانتقادات التي توجه منذ مدة الى اداء الادارة الامريكية الحالية من قبل الساسة والاعلاميين الامريكيين أنفسهم.. على هامش الحملة الانتخابية التمهيدية.. ورغم حاجة فلسطين الى استصدار قرارات عربية واسلامية ودولية جديدة تعارض العدوان الاسرائيلي وتتمسك بخيار بناء دولة فلسطينة مستقلة (تجسيما لتعهدات الرئيسين كلينتون و بوش الابن)..فان الاهم هو ان تهتم القمتان بمعالجة مشاكل مئات ملايين العرب والمسلمين بدءا من انتشار البطالة والفقر والمخدرات والجريمة المنظمة والعنف والتطرف.. لعدة اسباب من بينها استثمار اغلب الاموال العربية خارج الدول العربية.. وتحمل الدول العربية والاسلامية الفقيرة اعباء اقتصادية ومالية جديدة بسبب الارتفاع السريع في اسعار المحروقات.. بالرغم من وجود نصف الاحتياطي العالمي في دول "شقيقة "؟؟ لقد تغنى البعض طويلا باتفاقيات "الدفاع المشترك".. واهدرت مليارات في برامج التسلح الفاشلة.. فماذا لو تعطي اللجان التحضيرية لقمتي داكار ودمشق أولوية مطلقة للملفات الاقتصادية والقضايا غير السياسية.. مثل بيع النفط والغاز باسعار تفضيلية للدول العربية والاسلامية غير النفطية.. من الايجابي أن من أهم المواضيع المطروحة على القمة الاسلامية في داكار إنشاء صندوق لمقاومة الفقر براس مال مستهدف يبلغ 10مليار دولار.. وبرنامج خاص للتنمية في القارة الإفريقية.. وتوصيات بالرفع من التبادل التجاري بين الدول الأعضاء إلى 20 في المائة عام 2015 مقابل 13 في المائة عام 2005 لكن خطورة المشاكل والتحديات التي تواجه الانظمة والشعوب في المنطقة تستوجب خطوات اقتصادية عملية أكثر جرأة.. تهم الاسثمار المشترك والسيولة المالية.. والتجارة.. وخطة مشتركة لمعالجة ملفات البطالة وماينجر عنها من مشاكل اجتماعية وثقافية وأمنية حادة.. بينها انتشارالتسيب والميوعة من جهة والتطرف والارهاب من جهة ثانية..