اختارت وزيرة الخارجية الأمريكية رايس أن تتزامن زيارتها الى المنطقة مع استضافة دمشق لاجتماعات وزراء الخارجية والاقتصاد العرب ثم للقمة العربية السنوية وهو ما اعتبر ضغطا اضافيا على القيادة السورية وعلى القادة العرب .. على غرار ما دابت عليه عدة عواصم غربية بينها واشنطن عشية كل القمم العربية.. بما فيها تلك التي عقدت العام الماضي في العاصمة السعودية الرياض. إن من حق واشنطن خدمة ما تصفه مصالحها القومية عالميا لكن من حق الدول العربية كذلك اعطاء الاولوية للاجندا التي تشغلها وعلى راسها بناء دولة فلسطينية مستقلة وتسوية الصراع العربي الاسرائيلي تسوية مجزية ..قد تبدأ بهدنة طويلة يتحقق فيها الامن والاستقرار لكل الاطراف ..بما يمهد لتنظيم مفاوضات هادئة حول القضايا الخلافية وعلى راسها قضايا اللاجئين والمستوطنات والقدس والحدود الدولية لدولتي فلسطين واسرائيل وان مشاركة تونس في هذه القمة بوفد كبير يراسه الرئيس زين العابدين بن علي شخصيا تاكيد على ايمان تونس العربية رئيسا وحكومة وشعبا باهمية خدمة القادة العرب للاولويات التي تشغلهم وتشغل شعوبهم وعلى راسها قيام سلام دائم يضع حدا لنزيف الثروات البشرية والمادية في المنطقة. إن القمة العشرين للقادة العرب ستوجه رسائل سياسية عديدة للعالم من بينها الرهان على السلام والأمن الشامل ضمن رؤية تربط بين التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.. ومن بين هذه الرسائل تنسيق المواقف المغاربية في القضايا العربية والدولية ومن بينها مستوى المشاركة في القمم العربية والاسلامية والعالمية. إن تونس العربية التي استضافت خلال 14 عاما منظمة التحرير الفلسطينية ثم احتضنت طوال 12 عاما مقر الامانة العامة للجامعة العربية ولا تزال مقرا لعدد من مؤسساتها المختصة وللمقرالثاني للامانة العامة اكدت دوما عروبتها ودعمها للقضايا العادلة في المنطقة وفي العالم وعلى راسها تصفية مخلفات الاستعمار في العالم العربي لا سيما في فلسطين الجريح. وفي هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به المنطقة العربية ومحيطها الاسلامي وبروز بوادر توسيع التوتر ليشمل ايران وباكستان وبقية دول الخليج العربية من المفيد للقادة العرب ان يلتقوا على اعلى مستوى في قمتهم الرمز بدمشق الفيحاء و يوجهوا للعالم رسالة سياسية واضحة فحواها التمسك بقيم الاعتدال وبمواثيق الاممالمتحدة ومقررات مجلس الامن التي تطالب اسرائيل بانهاء احتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وبالاعتراف بالحقوق المشروعة للشعبين الفلسطيني واللبناني والانسحاب من الجولان السوري المحتل . فعسى ان توفق هذه القمة العربية في بلورة مواقف مشتركة حول الحد الادنى المشترك. وعسى ان تبادر القيادات العربية بعدها بتطبيق مقررات الاقتصادية التي سبق ان اصدرها القادة والوزراء العرب في اكثرمن مؤتمر عربي مشترك.