لا يزال الغموض يلفّ قضية ناظم السعيدي أصيل المكناسي من ولاية سيدي بوزيد منذ أن تمّ إيداعه بالسجن المدني بسيدي بوزيد بتاريخ 30 نوفمبر 2010 ونقله بعد ذلك إلى السجن المدني بصفاقس وما يرافق هذه القضية التي باتت غامضة لدى عائلة المتوفى بخصوص ظروف وملابسات الوفاة في ظل حالة الفوضى التي عمّت السجون في الأيام التي أعقبت تاريخ الثورة. وعائلة ناظم السعيدي لا تبغي اليوم إلاّ مطلبا وحيدا وهو كشف الحقيقة، كل الحقيقة لا غير وما عاشه ابنها مما وصفته ب"الإهمال" داخل السجن وتحديدا داخل غرفة منعزلة لفترة طويلة". قضية عدلية السيدة شهيبة السعيدي والدة ناظم قالت إن ابنها كان يعمل في ليبيا، وبعد أربع سنوات عاد إلى أرض الوطن قصد الإندماج من جديد داخل المجتمع ولكن عقب خلاف مع أحد أقربائه ألقي القبض عليه من طرف أعوان مركز الأمن الوطني بالمكناسي ثم أحالوه على العدالة بتهم رأى فيها ناظم الكثير من الظلم. أدوية و"سيلون" والدة الهالك أكّدت أنّها خلال زياراتها الدورية لابنها أثناء إقامته بالسجن المدني بسيدي بوزيد لم تلاحظ عليه أي بوادر مرض أو هزال عدى انّه كان يفيدها بأنّه يتمّ مدّه بأدوية مهدّئة للأعصاب لا يرى فيها موجبا في وقت أكّدت فيه والدته شهيبة أنّ ابنها سليم المدارك العقلية وليس في حاجة إلى أية أدوية يناولونها إياه، مضيفة:"كان ابني يعلمني بأنّه يتمّ مناولته أدوية معبّرا بقوله:يامي اشبيني وليت هكة راهم يهرسوا في الحرابش ويعطيوني فيها..ويحطوني في السيلون". الوالدة عبّرت عن شديد استنكارها لتجاهل قضية ابنها التي ترى فيها اهمالا وتشوبها خفايا متعلّقة بالتعذيب، وذكرت أنه تمّ نقل ناظم إلى السجن المدني بصفاقس أين تنقّلت لزيارته في مناسبتين كان فيهما ابنها يعلمها بأنّ أعوان السجون يناولونه الأدوية المهدّئة للأعصاب ثم يتم وضعه في حبس انفرادي وطلب منها إثارة الموضوع والتشكّي في حقه حتى يقع الإقلاع عن مناولته تلك الأدوية بحكم سلامة مداركه العقلية مثلما كان يفيدها بذلك ثم دخل في إضراب جوع لا تعلم مدّته ليتم نقله لاحقا إلى قسم الطب النفسي بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر. تعذيب..نقص مناعة ووفاة؟! أفراد عائلة ناظم يرون أنّ ابنهم قد تعرّض إلى ضغوطات وصفوها بأنّها نوعا من التعذيب الذي أدّى إلى وفاته في ظروف غامضة وهم اليوم يطالبون بإعادة فتح تحقيق في ملابسات هذه الواقعة، مفيدين خاصة بأن ابنهم تلقى إذنا بالإفراج عنه يوم 2 مارس 2011 إثر تقرير طبي تمّ رفعه إلى الإدارة العامة للسجون والإصلاح بخصوص وضعيته، غير أن ابنهم ظلّ مقيما بقسم الطب النفسي بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر إلى أن أصيب بأزمة صحية حادة أدت إلى فقدانه المناعة ثم وفاته يوم 19 مارس 2012 في ظروف مسترابة.