2013سنة وطنية للفنون التشكيلية ..قرار جريء خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما عاناه أهل هذا القطاع طيلة سنتي 2011 و2012 من مشاكل واعتداءات طالت حتى ذواتهم البشرية كما لفقت لبعضهم التهم وكفروا وأسيء فهمهم وذهب البعض حتى إلى الدعوة الى إهدار دمائهم بسبب فنهم الذي يرى البعض انه يمس بالمقدس في كل حالاته لأنه يعتمد التجسيد والتجسيد حرام حسب رأي البعض. من الجيد ان نحتفل بسنة وطنية لفن من الفنون ومن المثلج للصدر أن يتم تسبيق الفنون التشكيلية في هذه الفترة الصعبة من تاريخ تونس - والفن التشكيلي خاصة- على بقية الفنون التي تعاني بدورها من حملات الإقصاء و إلحاق المتاعب والتشكيك في إيمان وعقيدة أهلها. ومن الجيد ان يتم تخصيص ميزانية خاصة تصرف في التعريف بالفنون التشكيلية التونسية وروادها ومدارسها والاهم من ذلك أن تتم استشارة أهل الاختصاص لإنجاحها والبحث في ملفاتها العالقة. حتى تكون هذه التظاهرة فرصة لمراجعة التشريعات وتحسين البنية التحتية وإشاعة التعبيرات التشكيلية الحديثة. وأهل الاختصاص إضافة إلى الرابطة الوطنية للفنون التشكيلية واتحاد الفنانين التشكيليين هم الفنانون التشكيليون أنفسهم وكل الجمعيات والجامعيين الذين ينشطون صلبها فهم وحدهم القادرون على تحديد برمجة الاحتفالات بهذه السنة الوطنية للفنون التشكيلية واختيار الأسماء التي ستتم دعوتها من الخارج لتساهم في إحياء هذه التظاهرة ليتبادل معها أهل الاختصاص التجارب والخبرات في مجال التشريع والقوانين التي تخص هذه القطاع بالذات. ولكن أهل الاختصاص مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى لحسن استغلال هذه الفرصة ولفتح الملفات المتعلقة بالفساد والانتهاكات التي تستهدف القطاع ككل لإيجاد مخارج وحلول جذرية للإصلاح بعيدا عن الجدل في موضوع علاقة عادة تخصيص سنوات كاملة للاحتفال بالفنون بمنظومة النظام السابق ورموزه واختياراته او التفكير في جدوى المساندة والمشاركة او المقاطعة. على الفنانين التشكيليين ان يتفاعلوا ايجابيا مع هذه التظاهرة وان يحرصوا على إنجاحها وترك بصمة واثر عميق في برنامجها وان يطالبوا الوزارة بدعم ومساندة مشاريع الشباب في هذا الفن بالذات بخلق المزيد من فرص عرضه في الداخل وفي الخارج وفرص شرائه من خلال تنشيط سوقه ومزيد تفعيل وتنظيم عمل لجنة شراء الإعمال الفنية التشكيلية لفائدة الدولة (التي تم الإعلان مؤخرا عن تركيبتها النهائية ) وحثها على التعامل بأكثر حياد واستقلالية وإيمان بالمواهب الجديدة القادرة على ولوج السوق العالمية والتصدير واحترام حقها في عرض ما تشتريه هذه اللجنة في المتاحف الوطنية وفي مؤسسات الدولة حتى لا تتآكل إبداعاتهم في مخازن الوزارة كما يحدث للكتب التي تشتريها الوزارة ولا توزعها على المكتبات العمومية .