افتتح يوم السبت 19جانفى الجاري بقاعة المعارض بدار الثقافة الشيخ ادريس ببنزرت معرض للرّسوم التشكيلية للرّسّام محمد أكرم خوجة ويضمّ المعرض إحدى وثلاثين لوحة موزّعة بين الزّيتيّ والمائيّ وقد احتفل الرّسّام في لوحاته بجوانب من الحياة اليومية التونسية في المناطق الدّاخلية للبلاد فإذا به يرصد لقطات من الهموم التّي ينغمس فيها أبناء هذه المناطق مناطق الظّلّ مثل لوحة جني البرتقال ولوحة صناعة الزربية ولوحة بائع السّمك إلخ... يعتبر الفنان التشكيلي أنّ رسومه والشّخصيات التّي تجسّدها هي ترجمة لأحلام هؤلاء النّاس في مناطق الظّلّ بتونس من خلال هذه القوّة التّي تدفعهم إلى الحلم بغد أفضل عن طريق العمل ولا يعتبر هذا الرّسّام الشّابّ أصيل المهدية أنّ اختياره لمدرسة الرّسم الانطباعي في هذه اللّوحات يمثّل تقصيرا في التّعبير عن هذه الأحلام وفي إخراج جوانب من الحياة في مناطق الظّلّ من النّسيان والتّهميش ولذلك فإنّه يرى أنّ تغليب الألوان الحمراء والبنّية لا يعكس مجرّد احتفال بالألوان السّاطعة بقدر ما تعبّر عن طبيعة التّربة التّي تميل إلى اللّون البنّيّ والأحمر في هذه المناطق من البلاد ورغم ما يوحي به المعرض من نظرة مرتبطة بالجهد والشّقاء في مواجهة معترك الحياة مثل لوحة حاملة الحطب فإنّ لوحات أخرى تبشّر بالمستقبل الباسم من خلال عديد اللّوحات التّي تصوّر براءة الطّفولة وباقات الأزهار. هذا المعرض الذّي يتواصل إلى غاية يوم 2 فيفري المقبل كشف عن رسّام شابّ في سنّه ولكنّه متمكّن من فنّه وصاحب رؤية واضحة وملتزمة للواقع.