ينتظم منذ السبت 24 نوفمبر بقاعة العروض بدار الثقافة الشيخ إدريس ببنزرت معرض ثنائي في الفنّ التشكيلي لرسّامين من بنزرت هما منصف بن جامع وأبوبكر الزياتي ويشتمل المعرض الذي عنوانه (تعبيرات) على ثلاثين لوحة أغلبها زيتيّ توزّعت مناصفة بين الفنّانين وهي في مواضيع مختلفة من المشاهد الطبيعية مثل لوحة (غروب) لمنصف بن جامع ومن المناظر المصوّرة للمدينة العتيقة ببنزرت في القديم مثل لوحة (البياصة قديما) لأبو بكر الزياتي ومن مشاهد لجوانب من الحياة اليومية ببنزرت مثل لوحة (النجارين) للزياتي ولوحة (لاعبو الورق) لبن جامع على أنّ الاستلهام من الفضاء المكاني والمنبع الزّماني والتاريخي لمدينة بنزرت يبقى قاسما مشتركا بين الرّسّامين وخاصّة تلك اللوحات التّي تصوّر المرسى القديم ببنزرت وهي مجسمة في لوحات منصف بن جامع تحمل الاسم نفسه( المرسى القديم) ولاحظ أبو بكر الزياتي أنّ هاجسه هو على الأقلّ ليس التّقيّد بمدرسة معيّنة في الرّسم بقدر الاستجابة إلى ما يخطر في الذّهن وما يرسمه الخيال من صور وأفكار ولذلك فإنّ الرّسوم المعروضة منها ما هو أقرب إلى الرسم الانطباعي ومنها ما هو تجريدي ومنها ما هو مندرج ضمن الرّسم الواقعي مثل لوحة (الزنايدّية) لأبوبكر الزياتي ومن الرّسوم ما يمثل احتفالا بفنّ الخط العربي عن طريق أشكال هندسية وتوظيف كبير للألوان وهذا توفر خاصّة في لوحات أبو بكر الزيّاتي مثل لوحة (سورة ص) ولوحة (خط عربي) وحول هذا المعرض المشترك ومدى نجاح مثل هذه المعارض الثنائية أشار أبو بكر الزياتي إلى أنّ العملية لها جانب إيجابي على مستوى ترويج هذه الأعمال باعتبار أنّ هذا المعرض يهدف إلى بيع أكثر عدد من اللوحات لتسديد مصاريف الرّسم التي ليست بالقليلة وكلما كان عدد اللوحات كبيرا ومحتواها متنوّعا كان ذلك في خدمة الجمهور ووفر للمشتري إمكانية الاختيار بين أعمال عدّة كما أنّ محدّثنا رأى أوجه التقاء مع زميله منصف بن جامع على مستوى الاتجاهات الفنية فهما يتفقان في التحرّر من قيود المدارس والحدود الفاصلة بينها فهما ينطلقان ممّا تعبّر عنه النفس وما يعتمل فيها من انفعالات من غير تخطيط مسبق ولذلك كان معرضهما تحت عنوان مشترك هو (تعبيرات) ولقد لاحظنا في جولتنا في المعرض اتفاقا بين الرسّامين في الاحتفال بالألوان السّاطعة مثل الأحمر والأزرق كما أنّ لوحة (العازف) لمنصف بن جامع تكاد تشبه لوحة أخرى لأبو بكر الزياتي وهذا لعله يعكس مدى التواصل الفنّي والإنساني بين الرّسامين. يوفر هذا المعرض الذي يتواصل إلى الأسبوع الأول من شهر ديسمبر متعة المشاهدة لأعمال فنية متنوّعة بعيدة عن النمطية فنيا ومضمونا ويوفر للمغرمين بتاريخ مدينة بنزرت لقطات من حياة المدينة ومعالمها العتيقة التي زال بعضها مع الزّمن.