استمعت لجنة شهداء الثورة وجرحاها والعفو التشريعي العام مساء أمس في اجتماعها المنعقد بقصر باردو إلى عدد من السجناء السياسيين المشاركين في اعتصام الصمود بالقصبة. وبينوا أنهم يطالبون بحقوقهم المتمثلة أساسا في تفعيل العفو، وأنهم لا يتسوّلون أحدا، وقالوا إن المشاركين في الاعتصام لا يخضعون لأي تجاذب سياسي أو جمعياتي، وانهم يعبّرون عن جميع السجناء السياسيين، ولا يريدون أن يكونوا طرفا في أية معادلة.. وأكدوا على ضرورة انطلاق مسار إنصاف المتمتعين بالعفو العام وتفعيل هذا العفو وتحديد جدول زمني واضح لذلك. وتحدثوا بإطناب عن معاناتهم الطويلة والمريرة في السجون، وفي هذا السياق ذكر محمد العقربي أنه من المؤسف جدا عدم إيلاء أي اعتبار للسجناء السياسيين إلى غاية الآن، وذكر أن المطلب الوحيد للمعتصمين هو تفعيل العفو، وبين أحمد العوادي انه تم ايقافه سنة1987 في بداية عهد بن علي وأنه عانى طويلا في السجن وحتى خارجه إذ تواصلت مضايقته وملاحقته أمنيا وتعرض أفراد عائلته إلى الحرمان من أبسط حقوقهم. وذكر عماد الشيحاوي أنه قضى14 سنة في السجن وتعرض للتعذيب أما عائلته فقد شردت وهو نفس ما أشار إليه محمد الميساوي الذي أكد أنه سجن خطأ سنة 2006 بعيد احرازه على شهادة التخرج ومناقشة رسالة ختم الدروس الجامعية فقد كان لا ينتمي لأي حزب لا أي تيار سياسي، وعاش في السجن سياسة التغريب وعند خروجه طلب منه أن يشتغل مخبرا للأمن لكنه رفض، ونتيجة لذلك مورست عليه الكثير من الضغوطات، وأكد أنه لا يرغب الآن إلا في حقه الذي جاء به مرسوم العفو. وبين بشير الخلفي أنه حوكم ب52 سنة سجنا قضى منها17 سنة في غياهب الزنزانة، وهو يرغب اليوم بعد الثورة في الاعتراف بدور المساجين السياسيين لأنهم هم من نطقوا بكلمة الحق وقالوا لا لبن علي في وقت صمت فيه الجميع وهم من دفعوا الفاتورة باهظة.. وكشف بشير بنبرة حزينة أوجه التعذيب والحرمان التي عاشها في السجن حيث كان يكبل بالسلاسل في الزنزانة ولا يستطيع حتى قضاء حاجته البشرية.. وبين أن عائلات السجناء السياسيين وخاصة الاسلاميين عانت كثيرا ومن واجب الدولة ان تعتذر لهؤلاء. وهدد بتنظيم لقاء مع ممثلي الصحافة الاجنبية يتم خلاله حرق بطاقات التعريف الوطنية لهؤلاء السجناء السياسيين احتجاجا على عدم الاهتمام بهم وعدم تكريمهم وعدم الاعتذار لهم. وعبر النواب عن أسفهم الشديد للمظالم التي تعرض لها السجناء السياسيون وعن مساندتهم لمطالبهم المشروعة المتمثلة في تفعيل العفو.