- عندما تعود فرنسا الى مالي والصومال وجزر القمور وافريقيا الوسطى وتحاول زعزعة لبنان وسوريا يمكن لنا القول ان فرنسا ذات عقلية استعمارية بامتياز وفي كل مراحل حياتها وكأن ديدن العقلية الفرنسية الاستبداد والاستخراب وكلّ كلام في الحرية هو للتسويق وليس للتطبيق ويبدو انه ليس حنينا للماضي بل هو كامن في ادغال النفس الفرنسية والاستعمار الغربي عموما الذي يصنع القتل والتشريد والتقسيم ويعبث بمصائر شعوب باكملها بهذه العقلية المتوحشة وهو محركها بالاساس!! يبدو ان الاستعمار الفرنسي يخطط للاطاحة بالجيش العربي الجزائري رغم العشرية المرة التي مرت بها الجزائر والاف الضحايا من المدنيين من الجيش بتحريك القاعدة بالمغرب العربي لاجل بعثرة اوراق الثورات العربية به طبعا لن تنطلي الحيلة على الجزائر ولن تسقط كما سقط العراق من قبل وليبيا فحذار من عودة فرنسا الى الجزائر! اذا ماذا فعلنا بسنوات الإستقلال؟ ان ما تقوم به فرنسا الان هو احتلال ايا كانت دوافعه ولا يمكن استساغته ابدا وكأن فرنسا تقول انا موجودة ولم اتغير، طبعا الجشع والطمع هما سببان رئيسيان ضمن اسباب اخرى موروثة في جينات العقل الفرنسي المتهور، خيرات افريقيا لن تكون الا لها لاناسها، ولا تستطيع فرنسا الملآى بنوكها بالمال والذهب الافريقي ومتاحفها بكنوز افريقيا المنهوبة ان تعود الى افريقيا الان فافريقيا تغيرت وفرنسا لزمت مكانها. الزعيم معمر القذافي سعى جاهدا لبناء افريقيا والنهوض بها وكان يعلم بيقين ان عيون الغرب على افريقيا تكاد تتخطفها فلم ينسى له الغرب هذا الجهد في محاولته لتوحيد افريقيا واستقلالها وتبنيه لهذا المنهج الوطني الافريقي لعشرات السنوات من دون كلل ولا ملل فكان ما كان لتخريب ليبيا وسلب خيراتها والموت الفظيع والبشع والمهين لمعمر القذافي المؤمن بافريقيا المستقلة، وهو وصمة عار لزعيمة العالم الحر فرنسا وستفتح الملفات ونعلم من اغتال الشعب الليبي الابي و الزعيم القذافي باني افريقيا الحديثة ولاي سبب وان كنا نجزم ان فرنسا وراء كل هذا؟ الازمة الاقتصادية على اشدها ولا حل لمن اعتادوا على سرقة خيرات الشعوب الا احتلال الارض والثقافة والتاريخ لانه في الحقيقة قد سهلنا نحن الافارقة موطأ قدم للاستعمار الفرنسي لاحتلالنا ولم تعمل الدول الافريقية لتغيير حالها ما بعد الاستقلال او لعلها لم تستقل...! وقد جاء في مجلة جون افريك في ما معناه أن استقلال بعض دول افريقية عن المستعمر جاء باتفاق سياسي لانعدام مقاومة قوية، فخروج فرنسا كان تقريبا انفصالا تكتيكي عن افريقيا، حيث جنح معظم الزعماء الأفارقة إلى التفاهم والتراضي مع فرنسا حرصا على عدم استعدائها ورغبة في استدرار عطفها في مرحلة ما بعد الاستعمار. كما أن عددا من زعماء هذه البلدان، مثل السنغالي ليوبولد سيدار سنغور والساحل العاجي فليكس هوفويت بوانيي، كانوا نوابا عن 'أقاليم ما وراء البحار' في البرلمان الفرنسي ووزراء في الحكومات المتعاقبة في عهد الجمهورية الفرنسية الرابعة. اذا لم تقم الثورات الحالية بانتزاع الطبقاتالمتأكلسة والمتراكمة المعيقة للتحرر الافريقي بكل افريقيا والعالم العربي وبالنهوض بالاقتصاد الافريقي والسياسي والتي يبدو انها قبرت مع معمر القذافي زعيم افريقيا ثم ردم النظرة الدونية للمراة واحتقار الاقليات فسوف تتحول الثورات الى مجرد خيال لثورة نجح في خلع بعض رؤوس لانظمة عميلة وبعض اعوانها لكنها عجزت عن احداث تغيير جذري في الضمير الجماعي لافريقيا و الشعب العربي بالكامل ففرنسا لن تحتمل اتحادا افريقيا قويا ومنفصلا ومستقلا عنها. لطالما كان تراث الأمم ركيزة أساسية من ركائز هويتها الثقافية، وعنوان الدفاع عنها والاعتزازها بذاتيتها الحضارية في تاريخها وحاضرها، والمحرك الاساس للذود عن استقلالها ولطالما كان التراث الثقافي للأمم منبعا للإلهام ومصدرًا حيويا للإبداع المعاصر ينهل منه ساساتها وفنانوها وأدباؤها وشعراؤها، كما مفكروها وفلاسفتها لتأخذ الإبداعات الجديدة موقعها في خارطة التغيير الشامل، وتتحول التغييرات السياسية والاقتصادية ذاتها حبلا متينا يربط حاضر الأمة بماضيها ويساعدها على الخروج الى فضاء اوسع خارج الهيمنة الغربية بفضل تلك الحضارة الغنية بافريقيا والعالم العربي، وتعزز حضورها في الساحة العالمية. وليست السياسة هي معلم وصرحا فحسب، بل محرك قوي يضاف الى الثقافة والادب والفولكلور، والأغاني والموسيقى والمعارف التقليدية تتوارثها الأمة الافريقية عبر أجيال وعصور للتكون رادفا منيعا للحضارة الافريقية التي تضاهي الحضارة الغربية بل تتغلب عليها لاننا لا نشرب الدماء ولا ناخذ حب الدماء منهجا اصيلا في الحياة كما لدى الثقافة الغربية!!. على الإعلام العربي والافريقي ان يلعب دوراً أساسياً يؤثّر على مسار الحياة اليومية للأفراد والأمم والدول وافريقيا خاصة. وفي عصرنا الحالي الذي سيكون الاعسر على افريقيا وقد بدا يتعرى الوجه الحقيقي لفرنسا رغم علمنا به ولكن لم نكن نريد ان نخدش وجه الصاحب! نقولها ولفرنسا كفى عبثا واستهتارا بنا . فرصة الاعلامية علينا ان لا نضيعها ونتفوق فيها والتكن الحواسيب والانترنت، فرصة للتواصل بين الشعوب الافريقية والعربية لتحرير افريقيا من الاستعمار الفرنسي والغربي لانه بات مؤكدا أنه يمكن لك ان تؤثّر وتغير وأنت في بيتك. وإذا كانت افريقيا قد سلّمت بعجزها العسكري لحسم المعارك لافتقارها للتصنيع، فإنه يجب عليها أن لا تسلّم أمرها مرة أخرى في المعركة الثقافية والاقتصادية والإعلامية وفرض الشخصية الافريقية الاسلامية والمسيحية ذات الحضارة التي سطعت على الغرب المتغول..! في هذه المواجهة لا حاجة للطائرات والصواريخ العابرة للقارات، ولن يسقط القتلى والجرحى والأسرى، وإنما ستسقط الأقنعة والهواجس والمخاوف للغرب المتحضر!! ليذهب هذا التغول الغربي وزعيمته فرنسا بلا رجعة فَأولَى الحضارات كانت هنا في الشرق و كنا الانبياء وكانوا التائهين في ظلمات الجهل و الاقتتال الى عصور قريبة نكاد نسمع اصوات بنادقها وصهيل جيادها. لقد كان بامكان القارة الافريقية ذات الثقل التاريخي والحضاري ان ترسي سيطرتها على العالم لكنها خابت، اما اوروبا فكانت راغبة وقادرة بقوة السلاح فكان لها ما ارادت. *كاتب و محلل سياسي