دعا المؤرخ خالد عبيد ان قضية محاولة انقلاب 1962 يجب ان لا تخرج عن إطار المؤرخين لأنها أصبحت تستعمل سياسيا لضرب هذا أو ذاك وعلى هذا الأساس طلب عديد المؤرخين فتح الأرشيف. وقال:محاولة انقلاب 1962 لم تكن عملية يوسفية بالمرّة..وأنا أتحمل مسؤوليتي في ذلك". وبيّن خلال يوم دراسي انتظم امس بتونس حول "محاولات الانقلاب في تونس والمغرب الأقصى.. بين الذاكرة والتاريخ"، أن مشروع قانون العدالة الانتقالية يمهد لفتح الأرشيفات لكن هناك مشكلة استبعاد المؤرخين وعملية فتح الأرشيف عملية معقدة على عكس ما يعتقده الحقوقيون وأوضح قائلا: "هناك شعور بأنّ القطيعة يراد بها ان تسيّس والرغبة من محاولة إحياء التاريخ لا يعني إحياء الأحقاد والأخطاء المتعلقة بالماضي بقدر درجة الرغبة في رد الاعتبار لهؤلاء المناضلين وعلى هذا الأساس يجب الفصل بين التاريخ والتجاذبات السياسية". وعن الانقلابات في منطقة المغرب العربي قال عبيد انه في فترة مضت كانت الانقلابات في الدول الإفريقية والمنطقة العربية عادية. الذكرى الخمسون لمحاولة انقلاب 62 تمرّ اليوم الذكرى الخمسون لمحاولة انقلاب 62 وهي ذكرى ترتبط فيها الذاكرة بالتاريخ على حد قول فوزي محفوظ مدير المعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية الذي اشرف بالتعاون مع مركز الشرايطي المتوسطي لإنصاف النضالات الوطنية على تنظيم اليوم الدراسي. وفي سياق حديثه قال محفوظ ان محاولات الانقلاب في تونس والمغرب صحيحة جدا لكن التعامل معها لم يكن حسب المؤسسات بل تمت المحاكمات في وقت وجيز. وقال:"في تونس في ظرف اسبوع تمت محاكمة المجموعة التي قادت محاولة الانقلاب في حين ان الدول المتقدمة عاشت انقلابات، فمثلا جدت في فرنسا اثناء حكم شارل ديغول محاولة انقلاب اطلق خلالها على السيارة التي تقل ديغول وزوجته اكثر من 180 رصاصة ولكن دامت محاكمة المتورطين في العملية 8 اشهر وانتهت المحاكمات بثلاثة إعدامات لم ينفذ منها إلا واحدة في حين حوكم البقية بين مؤبد و10 سنوات سجنا وفي 1968 أطلق سراح الجميع اما في تونس فقد تمت الإعدامات دون طلق رصاصة واحدة بل لمجرد التفكير في محاولة الانقلاب وهذا هو الاختلاف بين مؤسساتنا ومؤسسات الدول المتقدمة." تصحيح التاريخ وأكدت ربح الشرايطي ابنة المناضل لزهر الشرايطي ومديرة مركز الشرايطي المتوسطي لانصاف النضالات الوطنية على ضرورة فتح الأرشيفات لكشف ملابسات القضية وتصحيح التاريخ. ونفت الشرايطي عن والدها تهمة التفكير في اغتيال الرئيس بورقيبة آنذاك مؤكدة ان التهم التي وجهت اليه ملفقة باعتبار ان الشرايطي كان منذ البداية من مساندي سياسة بورقيبة قبل ان يحيد عن المسار الديمقراطي الذي نادى به في أول مشواره الرئاسي. شهادات وأثث اليوم الدراسي عدد من الضيوف من بينهم أحمد المرزوقي ضابط مغربي سابق، إذ ادلى بشهادته بخصوص محاولة الانقلاب التي تمت في المغرب في 1973 ومعاناته التي انطلقت من سجن "تزممارت الذي يقع في الصحراء بالجنوب الشرقي للمغرب أين تنخفض درجة الحرارة في الشتاء إلى اقل من 6 دراجات تحت الصفر وقد قضى فيه أكثر من 18 سنة ولم ير خلالها النور وشلت خلالها حاسة البصر". وعن تفاصيل معاناته قال المرزوقي "تم استعمال بعض الطلبة العسكريين آنذاك كأداة لتنفيذ عملية الانقلاب وكنا نعتقد في البداية انها ستكون مناورة ككل سنة تجرى فيها عديد المناورات التدريبية لكن الغريب خلال هذه العملية هو إعلامنا بانه ستستعمل الذخيرة الحية في المناورة مما اثار ريبة العديد منا". وواصل قائلا:"اثر العملية تمت الاعتقالات على امتداد اسبوع وتم تعذيبنا والتنكيل بنا وقد دونت كل تفاصيل معاناتي في كتاب يحمل عنوان "تزممارت: الزنزانة 10".