رغم تراجع الأنشطة الفنية بصورة ملحوظة بعد الثورة فإن الفنانة الشعبية المثقفة زينة القصرينية حافظت على نسق عملها على الأقل في الحفلات الخاصة بحكم خبرتها وماضيها الفني وعلاقاتها. زينة أعدت إنتاجا جديدا من كلماتها وألحانها، من بين هذه الأعمال أغنية وطنية في شكل وصورة مختلفة عما عودتنا به حول هذا الإنتاج وحول مشاريعها القادمة.. وكان لنا معها هذا الحديث: لو نتعرف على جديدك بعد الثورة؟ قمت بتسجيل أغنية وطنية وأخرى عاطفية واجتماعية الأولى بعنوان «نعم» والثانية «حسيبي ربي» وهي من كلماتي وألحاني. وهل تنتمي الأغاني الجديدة إلى نفس التوجه الشعبي الذي عهدناه في أعمالك السابقة؟ بالنسبة للأغنية الوطنية «نعم» مختلفة عن النمط الذي عرفت به ويقول مطلع الأغنية «نعم نعم نعم أنا روحي في الوطن تونس الشعب معاك في السر والعلن».. متى سنراها في التلفزة؟ هذا مربط الفرس فمشكلتي اليوم يبدو أنها مع الإعلام المرئي فبعد الثورة دعيت في مناسبتين فقط بقناة حنبعل ومناسبة واحدة في قناة نسمة، أما القناتان الوطنيتان الأولى والثانية كأنها محجرة على زينة القصرينية رغم أنني فنانة لا علاقة لي بالسياسة ولم أفهم «الفيتو» الذي يرفع في وجهي. هل فكرت زينة القصرينية في قرطاج بعد الحمامات؟ لم أطلب ذلك ولو مرة واحدة ولكن أيضا لم أتلق ولو مقترحا واحدا من سلطة الإشراف أو إدارة مهرجان قرطاج ومع ذلك أفكر ولاول مرة أن أعرض ملفا على الوزارة صحبة مجموعة من زملائي في عمل مشترك نعيد به رد الاعتبار للفن الشعبي والتراث الوطني التونسي. فإذا تم قبوله فأهلا وسهلا.. وإذا رفض فليس هناك مشكل.