قال عبد الرحمان الابنودي في قصيدة "المواويل" وهو الذي عودنا بالاصداع بكلمته في حكام مصر والعرب في زمن كان الهمس فيه صعبا والكلام أصعب على انه لا ينتظر شيئا من احد.. يثور شعرا ويواصل طريقه خالي الوفاض من كل الرهانات مهما كان نوعها.. يقول قصائد يحلل فيها الأوضاع وأخرى يرفض التسليم بها كأمر مقضي وثالثة يتنبأ فيها بسوء المصير وحدود ما يطلق عليه العرب ظلما مصطلح التغيير . "أنا باشكر اللى خلق لى الصوت وأوصانى//أقول كلام حُرّ.. مايقبلْش لون تانى ما اسكتش ع الضِّيم واهشّ الغيم بقولة "آه"// وإن سرقوا صوتى.. بينسوا ياخدوا قولة "آه"فى الفرْح فى الجرح إيه حيلتى إلاّ قولِة "آه"// يحميك يا ولدي وكنت اسكت وتتكلم// يحميك يا ولدي واكون مجروح وتتألم// ياما حرسْت النهار.. آدى النهار.. ضلِّم// وإن شفت جرح الوطن جوّه الفؤاد علم//تقول كلام.. يا سلام.. يحيينى من تانى!!" تذكرت هذه القصيدة وأنا أتابع صباح أمس فيديو صوتي لقصيدة سبق ان القاها الابنودي في ميدان التحرير وتنبأ فيها تقريبا بما يحصل اليوم في مصر وخاصة بموقف محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية مما حدث في بور سعيد والإسماعيلية والسويس وبالطريقة التي أعلن بها عن حالة الطوارئ وعن حضر للتجول في هذه المحافظات المصرية الثلاث. وتبين لي ولغيري ان الابنودي الذي فرح وهلل بالثورات العربية وبثورة مصر لم يدم فرحه كثيرا بل هو اليوم مستاء وثائر محبط يعلن على طريقته الخاصة بان الثورة المصرية تسرق وان الإخوان المسلمين لا يحسنون التصرف فيها والعسكر يتآمر عليها وانها تحتاج اليوم إلى ثورة . في فيديو "قوم يا مصر " المصحوب بصور عن الوضع المتأزم في مصر والذي يزداد تأزما يوما بعد يوم وعن تقاتل الإخوان المسلمين والسلفيين من اجل المصالح الضيقة قال الابنودي مستبقا أهل الحل والعقد من السياسيين الذين تعهّدوا بحماية الثورات والتغيّر لما فيه خير الشعوب متنبئا مشيرا إلى مواقع الخطر الذي يتربص بمصر في قصيدة عنوانها " النظام لسه ماسقطش": "و انت اللى دافعت عنى ف عركة التغيير//بكره حتقتلنى بإيديك فى ميدان التحرير//كشر بأنيابك السودا.. بلا محاذير//رافع نداك للجهاد.. ويفط آيات الرب// لكن وقلبك عتم مفيهش شيء يتحب//ناوى على قتلنا.. خصومك ولاد الكلب//عارفك ما تكرهش فى الكون قد كلمة شعب//وقد(مصر) اللى ياما فى عرفكم..تتسب//قاريك وحافظك أنا.. وانت قارينى كمان//نكنس دروب الوطن تفرشها بالمسامير!!" يادى مصرية سمرا ليها فى التمييز//ممدودة وسط الزئير بتكسّر البراويز//سطوع لصوت الجموع شوف مصر تحت الشمس //آن الآوان ترحلى يا دولة العواجيز //عواجيز شداد مسعورين //أكلوا بلادنا أكل.. ويشبهوا بعضهم نهم وخسة وشكل //طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع //وحققوا المعجزة.. صحّوا القتيل من القتل //اقتلني! قتلى ما يعيد دولتك تاني" وتذكرت قوله : ياللى حاكمني..ما صدقت انى صدقتك//يومها اتحميت بي..وانا اتداريت فى دبابتك//وفرحت غنيت هتفت وطرت..وكتبتك!!//الثورة دى ثورتي.. سنابلها من خيري..//وانت فى ساعة الحوار تخلطنى مع غيري//ريحك مصره..أتوه فى السرب عن طيري//جايين سوا تسرقوا ميداني.. وتحريري// وبيك..بغيرك..حقول يا مركبى سيري//شعللنا إحنا الوطن وغيرنا بيطفوه//زنادي-صدقني-مش محتاج لسبابتك"!!.." فما أشبه اليوم بالأمس وان كان التاريخ لا يعيد نفسه بتفاصيله الصغرى. علياء بن نحيلة