- مشروع تعصير المناطق السقوية أشرف على النهاية - دور هام ل22 شركة احياء في دفع الانتاجية - في لقاء خاص أجرته معه "الصّباح" عرض والي منوبة واقع التّنمية وآفاقها في هذه الولاية الماسحة ل 42.75 % من مساحة إقليمتونس الكبرى والتي تعد 372 ألف ساكن وأعتبر محدّثنا أنّ منوبة قطب إقتصادي متنوّع لخصوصيّات الأنشطة الممارسة رغم محافظتها على الطّابع الفلاحي الّذي عرفت به إذ يتوفّر بها 88 ألف هك من الأراضي المحترفة 26 ألف هك منها سقويّة بإعتبار الموارد المائيّة الهامّة المتاحة للاستغلال (174 مليون) وذلك لم يكن عائقا أمام تشكّل نسيج صناعي هام يمتدّ على 122 هك ويوفّر ما يقارب ال 20 ألف موطن شغل، إضافة الى ذلك فإن منوبة قطب جامعي يضم أكبر مؤسّسة جامعيّة في الجمهوريّة: جامعة منّوبة الّتي تؤمّ 28 ألف طالب، كما أنّها قطب إجتماعي صحّي للعدد الهام لمؤسّسات الشّؤون الإجتماعيّة والمؤسّسات الإستشفائيّة الوطنيّة (الرّازي ومحمّد القصّاب..) إذًن تجتمع كلّ هذه الميزات والمؤشّرات لتجعل من الولاية ذات ثقل وتستوجب الإهتمام والمتابعة. وبالتّطرّق إلى واقع التّنمية بالجهة إعتبر الوالي المنصف العمراني أنّ الإنشغالات متعدّدة والعمل متواصل لتحسين الأداء العام والبحث عن الحلول خاصّة في مجال التّشغيل الّذي يبقى الشّغل الشّاغل للمسؤولين والمتساكنين على حدّ سواء فما أقرّ من مشاريع وقع إنجازها وما هو في طور الإستكمال وحتّى المقترحة للدّرس إنّما هو دليل على هذا السّعي نحو تحقيق الصّحوة التّنمويّة الفعليّة والرّفع من سقف الإنجازات: ففي القطاع الفلاحي أشرف مشروع تعصير المناطق السّقويّة الّذي سيشمل 4500 هك على النّهاية بنسبة أشغال 90 % وبتكلفة قدّرت ب 50 مليون د إذ يمكن التعويل عليه في فتح آفاق التّشغيل وإستقطاب اليد العاملة كما أشار الوالي إلى الدّور الّذي تلعبه 22 شركة إحياء وعدد من المقاسم الفنيّة في دفع الإنتاجيّة بالجهة دون غضّ الطّرف عن البعض منها ممّا لم تحترم بنود كرّاس الشّروط إذ وقع توجيه إنذارات وإسقاط الحقّ في خصوص 3 منها ووضعها تحت إدارة ديوان الأراضي الدّوليّة.. وعلى المستوى الصّناعي فيعتبر القطب التّكنولوجي، المحدث والتّام في قسطه الأوّل منذ أكتوبر2011، مكسبا للجهة وحاملا لمستقبل واعد عند الإنتهاء إذ تنتصب به حاليا 18 مؤسّسة تشغّل 150 من حاملي الشّهائد العليا في الميدان التّكنولوجي والإتّصال والعمل متواصل لتحقيق أكثر من 1000 موطن شغل آخر، وفي خصوص المناطق الصّناعيّة فقد بدأ عدد من الشّركات في الإنتصاب بالمنطقة الصّناعيّة " الفجّة " (50 هك) كما أنّ أشغال التّهيئة بالمنطقة الصّناعيّة "سيدي علي الحطّاب" (5 هك) بلغت نسبة 95 % وسيكون قطبا صناعيا مستقطبا لليد العاملة والإطارات، هذا إضافة إلى إنطلاق عمليّات تهيئة منطقة " سيدي عاشور" (19 هك) في القريب العاجل ويزفّ والي منوبة البشرى لمتساكني "طبربة" بإقتراب بعث منطقة صناعيّة وقع المصادقة عليها على مستوى حكومي والمرور من الوعود إلى التّفعيل حيث سيشرف القطب التّكنولوجي ب " سيدي ثابت " على بعثها (70 هك في مرحلة أولى) وسيكون الشّروع فيها في المستقبل القريب. وبالحديث عن المشاريع العموميّة المنجزة فقد إعتبر والي منوبة أنّ أشواطا كبيرة قطعت في إنجاز ما يقارب 420 مشروعا بكلفة جمليّة قدّرت ب 350 مليون د بعنوان سنة 2012 وشملت خاصّة مجال التّجهيز وبنية تحتيّة كما أنّ 20 مليون د ستوجَّه قريبا بإستكمال عدد من الأشغال تخصّ المسالك الفلاحيّة ودعم موارد الرّزق وتحسين السّكن وتحسين مداخل المجالس القرويّة إضافة إلى ما وقع رصده للتّطهير (40 مليون د) إهتّمت بتهذيب الأحياء الشّعبيّة الكبرى وغيرها، ويعتبر مشروع حماية المدن والتّجمّعات السكنيّة من الفيضانات مكسب للمنطقة لما سيحقّقه من فائدة.. وإجمالا إعتبر الوالي أنّ نسق إنجاز هذه المشاريع عادي ومقبول إلى حدّ كبير فلا وجود لمشاريع معطّلة بل تقتصر الإشكاليّات على بعض الصّعوبات المرتبطة أساسا بأمور عقاريّة أو بعدم الإلتزام بالتّعهّدات وهو ما يقع العمل على تجاوزه وستسمح كلّ هذه المشاريع المنجزة والّتي في طور الإستكمال من رفع سقف التّشغيل بالجهة وتحسين المستوى الإجتماعي العام فإلى حدود ديسمبر 2012 تمّ تسجيل 8492 طلب شغل منها 3928 لحاملي الشّهائد العليا في حين كانت عروض الشّغل في حدود 2774 بتطوّر 18.14 % مقارنة ب 2011 وقد سجّلت 1371 عمليّة تشغيل منها 222 لفائدة الإطارات بتطوّر 8.5 % ويتواصل الإهتمام دون تراجع في هذا المجال من خلال برامج الإدماج والتّشجيع على العمل خاصّة إذا ما وقع التّسريع في الإجابات من الوزارات في خصوص 400 مشروع مقترح لسنة 2013 بإعتماد قدره 290 مليون د.. وفي إجابته عن موضوع الإحتجاجات المتكرّرة في الجهة فإنّها تتمحور دائما وأبدا حول التّشغيل ويقوم بها خاصّة أصحاب الشّهائد العليا والمحرومين من حقّ الشّغل وقد وقع إحتوائهم وإحاطتهم بالمعلومة الصّحيحة حول الواقع الرّاهن وصعوبة الظّرف كما تمّ النّظر في عدد من الحالات العاجلة. وختاما طمأن والي منوبة متساكني الجهة بإشراقة قريبة ستحسّن الكثير من واقعهم وأكّد على ضرورة الإستقرار الأمني لما فيه من كسب لثقة المستثمرين التّونسيّين والأجانب خاصّة أنّه ما من شركة خاصّة عبّرت عن عزوفها في مواصلة عملها، كما أشار إلى أنّ عديد العمادات بالولاية في حاجة إلى الإنتفاع بالإمتيازات الّتي تتمتّع بها الأماكن الدّاخليّة وطالب الوزارات المعنيّة للتّدخّل والإستجابة للطّلبات المرفوعة إليها بهدف تحسين الوضع الإجتماعي وأكّد على أنّ خصوصيّة الظّرف تحتّم على الجميع التّفهّم وتكاثف الجهود. عادل عونلي