تنطلق بداية من مساء الغد الجمعة 3 فيفري الجاري مغامرة فنيّة من طراز خاص. وهي بامضاء كل من الفنان التشكيلي التونسي المعروف نجا المهداوي (ولد بتونس سنة 1937) والرسام الإيطالي الذي لا يقل عنه شهرة "أوغيستينو فيراري" ( ولد بميلانو سنة 1938). فبمناسبة المعرض (المشروع) الذي ينظّمه الرّسام الإيطالي في تونس لأول مرة بعنوان" علامات لقاء " يحتضن المركز الوطني للفنون الحية بالبلفيدير المغامرة وهي تتمثل في عمل فني بأربع أياد يقام بالمكان ينجزه كل من الفنان والخطّاط نجا المهداوي والفنان التشكيلي"أوغيستينو فيراري" حيث تنطلق الرّحلة عشيّة افتتاح المعرض وتتواصل إلى غاية إتمام العمل. وإذ تثير هذه التجربة الفضول فليس لقيمة الفنانين التشكيليين فحسب ولا فقط لأنّ الرّسام الإيطالي جعل من الفنّ العربي المعاصر وخاصة فن الخط سببا رئيسيّا من أسباب الإلهام لديه وإنّما بالخصوص لأنّه من المهمّ جدّا أن نعرف ردّة فعل كبار المبدعين في العالم تجاه الأحداث السياسيّة التي يشهدها العالم العربي منذ قيام الثورة في تونس ومدى نجاح المنعرجات التي نعيشها في منطقتنا في التحوّل إلى مادة إبداع وإلهام لدى فنانين لهم صيتهم ومكانتهم على الساحة الفنية العالميّة. ويبدو من خلال فكرة المشروع أن الثورة التونسية قد وصلت إلى قلب الفنان الإيطالي المعروف الذي أراد أن يشارك التونسيين فرحة النصر على طريقته الخاصة التي تقوم على الخلق والإبداع والمشاركة. عناصر تجعل الفضول مضاعفا وقد يكون من المفيد الإشارة إلى أن نجا المهداوي الخطاط والرسام له بدوره علاقة وطيدة بالفن الإيطالي فقد درس بروما وعرض بإيطاليا ولكن لكل من الرسامين عالمه وثقافته وأسبابه في التعامل مع الخط العربي. فإن كان الرسام الإيطالي يعمل على تحويل العلامة في الرسم التجريدي إلى كتابة ممكنة فإن نجا المهداوي يتعامل مع الحرف باستقلال كامل عن المعنى أو عن النص ويحوله إلى شكل فني وإلى لوحة بأتم معنى الكلمة. ولكن ولئن يتمثل الحدث في الإنجاز المشترك بين الفنانين التونسي والإيطالي فإن المعرض الذي ينتظم بالتعاون مع المركز الثقافي الإيطالي بتونس لا يقتصر على ذلك وإنما يضمّ عدة عناصر من شأنها أن تجعل الفضول مضاعفا لزيارة المعرض ليس فقط بالنسبة للمهتمين بالفن التشكيلي وإنّما حتى لدى المارين بالمعرض صدفة. فبالإضافة إلى مجموعة من الأعمال التي يمكن أن تقدم صورة عن تنوّع رصيد نجا المهداوي وغزارته وإلى جانب عدد هام من اللوحات ذات المقاسات الكبرى للفنان الإيطالي التي تعرض بالمناسبة يدعو"أوغيستينو فيراري " الجمهور وسواء كان من الرسامين أو من الفضوليين إلى مشاركته لوحة ذات مقاسات كبيرة ( 500 على 120 متر ) لم ينهها عن قصد. كل أنواع المشاركات ممكنة. وضع علامة مثلا أو رسم صورة أو ملاحظة أو كتابة شيء ما. المهم أن يقع إكمال اللوحة بمشاركة التونسيين. وقد أعلن المركز الثقافي الإيطالي بالمناسبة أنّ الفنّان الإيطالي الكبير وهو يتوجه بالدعوة إلى مشاركته إنهاء اللوحة من خلال تبادل الافكار مع زوار المعرض لكأنما يدعو تونس بالكامل للوحته وفي ذلك شحنة رمزية عميقة. من المنتظر كذلك أن يتولى"مايتيّو برنارديني"وهو مخرج شاب ولامع توثيق رحلة الفنان التشكيلي" أوغيستينو فيراري" إلى تونس وتقديمها في فيلم يعرض في إيطاليا في الربيع المقبل كما سيتولى القيام يريبورتاجات حول الحركة الفنية في تونس. وتجدر الإشارة إلى أن فكرة المشروع تعود ل"مارتينا كورنياتي" وهي مختصة في تاريخ الفنون وتحديدا في تاريخ الفن بالعالم العربي والمتوسطي وهي تتابع منذ فترة طويلة عمل الفنان"أوغيستينو فيراري". المعرض الذي يقام كما سبق وذكرنا بدار الفنون بالبلفيدير الذي تديره السيدة سناء طمزيني وهو يتواصل إلى غاية 29 فيفري الجاري ومن المنتظر أن ينتظم صباح اليوم لقاء بالمركز الثقافي الإيطالي بتونس لتقديم صورة كاملة حول المشروع الثقافي المشترك التونسي الإيطالي.