منذ تنظيم تونس لكأس العالم لكرة اليد 2005 والقاعة الأولمبية برادس مغلقة الأبواب ولم تفتح إلا في مناسبات قليلة باحتضان بعض نهائيات الكأس وبعض الحصص التدريبية لمنتخباتنا الوطنية إلى جانب بعض التظاهرات الثقافية الشيء الذي يجعلنا نطرح عدة أسئلة عن بقاء هذه الجوهرة دون استغلال على امتداد سنوات طويلة رغم ما يتوفر بها من مرافق وتجهيزات من أعلى طراز إلى جانب الموقع الجميل وما يحيط بها من فضاءات شاسعة... 40 مليون دينار في مهب الريح ! وقاعة رادس هي متعددة الاختصاصات وتتسع لحوالي 12 ألف متفرج وبلغت تكاليف انجازها حوالي 40 مليون دينار ولذلك من غير المعقول أن تظل هذا المليارات في مهب الريح دون أي استغلال بالإضافة إلى مصاريف الصيانة وغيرها وها أن الوقت حان كي يتم التفكير بجدية في إيجاد الحلول الملائمة للإستثمار فيها كأن تنتظم بها معارض مختلفة أو حفلات فنية أو تظاهرات متعددة حتى لا تبقى مجرد «قُبَّة» لا شيء فيها بالليل والنهار... عزوف لا مبرر له؟ ولئن تتسابق الجمعيات في تونس الكبرى مثل الترجي الرياضي والنادي الإفريقي والملعب التونسي ونادي حمام الأنف لاستغلال الملعب الأولمبي لكرة القدم بالإضافة على الضغط الكبير بخصوص الملعبين الفرعيين لإجراء التمارين حتى من فرق من داخل الجمهورية في بعض الأحيان، وإذا كان المسبح الأولمبي «يملا ويفرّغ» إلى حدّ كبير، وإذا كان الملعب الأولمبي لألعاب القوى يفتح أبوابه بين الحين والآخر للمسابقات الوطنية والتظاهرات الدولية فإن القاعة الأولمبية المشار إليها تعزف عن استغلالها المنتخبات الوطنية والفرق الأخرى لأسباب واهية قال عنها المسؤولون في إدارة الحي الوطني الرياضي إنها تتعلق ببعدها عن العاصمة... ضغط كبير على قصر الرياضة بالمنزه ومقابل ذلك هناك ضغط كبير على قصر الرياضة بالمنزه الذي تقبل على استغلاله كل المنتخبات الوطنية وبقية الفرق في الرياضات الجماعية وحتى الفردية إلى جانب احتضانه للحفلات الفنية والاجتماعات الكبرى وهنا لا بدّ من التنويه بالمجهودات التي يبذلها العاملون في الحي الوطني الرياضي بالليل والنهار على مستوى الصيانة والتعهد، علما وأن التكاليف باهظة ومعاليم الكراء لا تفي بالحاجة لأن هدف إدارة الحي الوطني الرياضي ليس تجاريا... ملعب رادس في حلة جديدة وتجدر الإشارة إلى ملعب رادس أصبح في حلة جميلة بعد انتهاء أشغال التهيئة والصّيانة وسيحتضن هذا السبت لقاء الترجي الرياضي ضد الأولمبي الباجي بأرضية ممتازة وهذا ما أكده لنا السيد لطفي الشلّي المدير العام للحي الوطني الرياضي الذي أعرب لنا عن شكره لكل العاملين في الحي الوطني الرياضي تقديرا لتضحياتهم في السّهر على صيانة كل المنشآت والتجهيزات وبقية الفضاءات...