تواصلت على امتداد اليومين الماضيين ردود الفعل الدولية على عملية الاغتيال الآثمة التي تعرض لها المناضل اليساري والأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، من عديد المنظمات الدولية والدول، والتي أدانت كلها هذا الإغتيال السياسي الذي يأتي في وقت حساس تعيش فيه تونس مرحلة انتقال سياسي. أول ردود الفعل جاءت من المنتظمم الأممي، حيث أصدر الأمين العام لمنظمة الاممالمتحدة بان كي مون أمس، بيانا يندد فيه بعملية اغتيال الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد شكري بلعيد. وقال بان كي مون في نفس البيان أنه رغم الخطوات الهامة في عملية الانتقال الديمقراطي التي حققتها تونس فإنه مازال أمامها انجازات تتعلق بالمسار الدستوري والاستجابة لانتظارات الشعب التونسي الإقتصادية والإجتماعية. ودعا بان كي مون السلط للعمل على دفع مسار الإصلاحات وعلى الحيلولة دون تأثير أحداث العنف في تعطيل المسار الديمقراطي في تونس. في نفس السياق، أدان الاتحاد الافريقي اغتيال بلعيد، مؤكدا أن مثل هذه الأفعال تقوض الجهود المبذولة باتجاه الإكمال السلمي للعملية الانتقالية الجارية في البلاد. وقالت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي الدكتورة انكوسازانا دلاميني زوما في بيان انها «علمت ببالغ الأسف والقلق نبأ اغتيال شكري بلعيد وكذلك مقتل ضابط شرطة في أعمال احتجاجات لاحقة على هذا الحادث»، مطالبة زعماء وشعب تونس بالتغلب على خلافاتهم والارتقاء فوق اعتباراتهم الايديولوجية لضمان الوفاء بالتوقعات الكلية للثورة التي شهدتها البلاد في عام 2011. من القاهرة ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، بعملية اغتيال شكري بلعيد، الذي يعد من أبرز رموز المعارضة الديمقراطية التونسية ومن المدافعين عن الحريات السياسية والقيم الديمقراطية، التي أطلقتها ثورة الشعب التونسي. وبين العربي، أن عملية الاغتيال تشكل تهديدا خطيرا لمسار عملية التغيير الديمقراطي في تونس، مؤكدا على ضرورة الكشف عن مرتكبي هذه الجريمة الإرهابية النكراء وتقديمهم للعدالة. وأشار إلى أن عملية اغتيال بلعيد، تشكل تحديا خطيرا لمسار التغيير الديمقراطي الذي تشهده تونس وعدد من الدول العربية. وكانت الممثلة السامية للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون والمفوض المكلف بالتوسع وسياسة الجوار الأوروبية ستيفان فول قد نددا بشدة باغتيال زعيم حزب الوطنيين الديمقراطيين التونسيين الموحد. من جهتها أدانت وزارة الخارجية الأمريكية عملية الاغتيال، مشددة على ضرورة إجراء تحقيق عادل وشفاف لتقديم الجناة إلى العدالة. وشددت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند على أنه لا يوجد مكان للعنف في تونسالجديدة. في نفس السياق أدانت روسيا بشدة اغتيال شكري بلعيد المنسق العام لحركة الوطنيين الديمقراطيين المعارضة في تونس. وقال ألكسندر لوكاشيفيتش الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، «نأمل أن لا تسمح الحكومة التونسيةالجديدة التي أعلن رئيس الوزراء عن تشكيلها، والقوى السياسية التونسية بتدهور الوضع، وأن تضمن ظروفا مناسبة لمواصلة التحولات الديمقراطية العميقة لمصلحة كل التونسيين». من جهتها قالت صحيفة «الوطن» القطرية، أن دولة قطر تدين عملية الاغتيال. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها، إن الإرهاب أيا كان مصدره ومكانه وتوقيته لادين له ولا أخلاق، ومن هنا جاءت إدانة قطر لاغتيال المعارض التونسي البارز شكري بلعيد، الأربعاء الماضي في العاصمة التونسية. في غضون ذلك، أدان المغرب بشدة اغتيال بلعيد واصفا هذا العمل ب»الإرهابي والخطير وغير المسبوق في تونس الثورة». وأفاد بلاغ لوزارة الخارجية المغربية أن «الجمهورية التونسية الشقيقة عرفت جريمة اغتيال الفاعل السياسي الأستاذ شكري بلعيد المنسق العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد» مؤكدا أن «المملكة المغربية تدين بشدة هذا العمل الإرهابي الخطير وغير المسبوق في تونس الثورة وتجدد رفضها للعنف والاغتيال السياسي أيا كان مصدره». في نفس السياق ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان صحفي بجريمة اغتيال شكري بلعيد. من جهتها أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا تطالب فيه السلطات التونسية بفتح تحقيق شامل ومستقل ومحايد في مقتل بلعيد.