استجاب صباح امس الصحفي زياد الهاني للدعوة المستعجلة التي وجّهت له من قبل قاضي التحقيق الليلة قبل الماضية وحضر في الموعد للإدلاء بأقواله فيما يتعلق بالاتهامات التي وجّهها لبعض الاطراف المتنفذة في قضية مقتل الشهيد شكري بلعيد. وقد قرر حاكم التحقيق الاستماع الى الهاني صباح غد الاثنين بعد ان استمع فقط الى محامييه. وتواجد الهاني في بهو المحكمة صحبة عدد من الزملاء الصحفيين وعدد كبير من المحامين الذين دخلوا مكتب التحقيق ال 13 للاستفسار حول ما إذا كان الهاني متهما أو وجهت له الدعوة للشهادة فحسب. وأكد المحامي عبد الستار المسعودي ل"الصباح" أن القضية تحوم حولها شكوك كبيرة وان الملف خال من كل وثيقة. كما أن الاستدعاء الذي سلم للهاني دقائق فقط بعد تصريحه في قناة نسمة للمثول أمام حاكم التحقيق تشوبه عديد الخروقات الشكلية أبرزها انه لا يتضمن لعدد القضية ولا لسبب الاستدعاء ولا الصفة التي سيمثل بها الهاني كمتهم أو كشاهد00 وهو ما يوحي بأنّ الأمر كان سياسيا بحتا وأن الاوامر صدرت عن اطراف غير قضائية لفتح الملف بهذه السرعة الغريبة والاستثنائية لذلك تمّ تأجيل استنطاق زياد الهاني إلى يوم غد الاثنين القادم السّاعة 10 صباحا كشاهد وليس كمتهم. نقاط استفهام من جهته صرح المحامي فوزي بن مراد ان قاضي التحقيق لم يكن على علم باستدعاء الصحفي زياد الهاني وهو ما يفسر تأخره في الحضور الى مكتبه في يوم عطلة حيث طُلب منه صباح أمس وبصفة استثنائية الالتحاق بالمحكمة لمباشرة الملف. وظهر أنه يجهل حتى محتواه. وعرّج بن مراد الى الخروقات الاجرائية التي شابت هذه القضية منها أن الاستدعاء لم يكن يحمل ختم قاضي التحقيق وصدر عن فرقة أمنية مما يعني ان هناك اطرافا سياسية معينة هي التي اتخذت هذا القرار في اطار اسكات الإعلاميين وكبت الإعلام والتضييق على المعلومة خاصة بهذا المستوى من الخطورة في أخطر قضية تشهدها تونس في تاريخها والمتمثلة في تصفية جسدية لقيادي سياسي. وأكد بن مراد ان الهاني مجرد ناقل لمعلومة يمكن ان تفيد العدالة. من جهتها ذكرت المحامية سعيدة لرقش انّ قاضي التحقيق قرر تأجيل الاستماع الى زياد الهاني الى يوم الاثنين 11 فيفري كشاهد لا كمتهم. وان الدفاع طالب بالاستماع كذلك الى كل من ادلى بمعلومات او وجه اتهامات في قضية اغتيال شكري بلعيد على غرار سامية عبو التي اتهمت مباشرة الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي وسفيان بن فرحات وغيرهم وكذلك من صرح علنا بانه سيتم اخراج جثة الشهيد بلعيد من قبرها... وهو ما لم يمانع فيه قاضي التحقيق الذي اكد على اهمية الملف وانه لن يتأخر في توجيه الاستدعاء لهؤلاء للإدلاء بأقوالهم وتبرير اتهاماتهم. كما حمّل زياد الهاني في تصريح ل "الصباح" مسؤولية ما يمكن ان يتعرّض له من أذى ومسّ من سلامته الجسدية او سلامة عائلته الى وزارة الداخلية. ويذكر انه تم ليلة أول أمس (حوالي العاشرة ليلا) توجيه إستدعاء لزياد الهاني مباشرة بعد مغادرته لستوديو قناة نسمة للمثول أمام قاضي التحقيق أمس السبت على خلفية تصريحاته في خصوص تورّط مدير في وزارة الداخلية سمّاه بالاسم وهو محرز الزواري في عملية إغتيال شكري بلعيد. مشيرا ان المدير العام للمصالح المختصة معيّن من قبل حركة النهضة وتحديدا من طرف القيادي فيها حبيب اللوز بحسب ما أسّر اليه مصدر أمني اتصل به أثناء جنازة شكري بلعيد.