نتحاور اليوم يا أحفادي اسكندر، وسليمة، ومحمد يونس، وأحفاد بني وطني وعقيدتي حوارا حرّا فاطرحوا أسئلتكم فتساءل اسكندر، وكريم، وحسان، ووسيم، وعمر هل يجوز لوم انسان ممّن يفعل مثله؟ أجبت: لا يقول الشّاعر "لا تلم المرء على فعله وأنت منسوب إلى مثله من ذمّ شيئا وأتى مثله فإنما دلّ على جهله وقد قال علي بن أبي طالب «النّاس أعداء ماجهلوا». وتساءلت سليمة وأسماء وكنز ما الفرق بين الإرادة والعناد؟ أجبت بقول أبي النجا «الإرادة غير العناد، فالإرادة منهاج، والعناد افتعال» وقال «شامفور» «من لا يعرف كيف يضيف إرادته الى قوّته لا قوّة البتّة لديه» والملاحظ أنّ النّبيّ سليمان عندما نسي «إن شاء الله» أخفقت إرادته فاستغفر الله. وتساءل محمد يونس، ويوسف، واحمد، ومحمد عزيز عن ثمرة القناعة والتّواضع؟ أجبت «ثمرة القناعة الرّاحة، وثمرة التّواضع المحبّة» وقد قيل «تاج المروءة التّواضع» ولهذا «تواضعوا يرفعكم الله» قال الشّريف «النّاس إمّا قانع، أو طالب لا ينتهي، أو راغب أو راهب» وتساءلت مريم وسارة وإيناس وما الفرق بين الصحّة والسّلام؟ أجبت «السّلام نقيض الهلاك، والصحة نقيض المرض». ما الفرق بين العفو والغفران؟ أجبت «الغفران يقتضي اسقاط العقاب ونيل الثّواب ولا يستحقّه إلاّ المؤمن، ولا يستعمل إلا من الله تعالى ومع غيره قليلا. والعفو يقتضي اسقاط اللّوم والذّمّ ولا يقتضي نيل الثّواب» وعاد الفريق الأوّل فتساءل عن التّناسي والنّسيان؟ أجبت بقول الشاعر عن ذلك "أتناسيت أم نسيت إخائي والتّناسي شرّ من النّسيان أحسن إلى جارك فالإحسان للجار قد أوصى به القرآن" وتساءل الفريق الثّاني عن الفرق بين العبادة والطّاعة؟ أجبت «العبادة غاية الخضوع، ولا تكون إلا لله تعالى. والطّاعة الموافقة والانقياد لله غيره» فتساءل الفريق الثالث عن الفرق بين الإجابة والقبول؟ أجبت «القبول يكون للأعمال والإجابة تكون للأدعيّة» وتساءل الفريق الرّابع عن الفرق بين الإطناب والإسهاب؟ أجبت: «الإطناب بسط الكلام لكثرة الفائدة والإسهاب بسطه مع قلّتها». فقلت لهم «من تأنّى نال ما تمنّى» وأذكّر أولي الأمر بقول الشاعر "وإنّما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض" وكما قيل «وغير تقيّ يأمر النّاس بالتّقي طبيب يداوي النّاس وهو عليل» قال علي بن أبي طالب «من أعجب برأيه ظلّ، ومن استغنى بعقله ذلّ ومن تكبر على الناس ذل». فاجعلوا أمام ضمائركم أن أولادنا مسؤوليّة عظمى من تربيتهم وإنارة سبل الخير والحقّ واجبة علينا حتّى نرفع عنهم جهل الجاهلين وتلك هي وصيّة أوصى بها منذ العهد الجاهلي عمر وبن كلثوم في قوله "ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين وهي موجهّة للسفهاء استهزاء بهم