التهور هو الوقوع في الشيء بقلة مبالاة، ويثمر الحدة والعنف، يأ احفادي اسكندر، وسليمة، ومحمد يونس، ومريم، واحفاد بني وطني، وعقيدتي، وهو ضد الحلم الذي هو ملكة الطمأنينة عند محركات الغضب، وعدم هيجانه، الا بسبب قوي كمن ضرب او سلب منه ضروراته كالقوت والمسكن لابد ان يغضب. وتمكن دفعه عنده بلا تعب، ويثمر الحلم اللين والرفق. فتساءل اسكندر، وكريم، وحسان، ووسيم، وعمر عن امكانية علاج التهور؟ أجبت هو مرض عظيم الضرر، صعب العلاج، فلابد من شدة المجاهدة بسعي حثيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم» رواه الطبراني وغيره. فتساءلت سليمة واسماء وسارة بماذا يعالج؟ أجبت بالعلم والعمل وازالة السبب، وتحصيل الضد وهو الحلم. فالعلاج العلمي معرفة افاته وفوائد كظم الغيظ. فتساءل محمد يونس، واحمد، ومحمد عزيز ما هي افات التهور؟ أجبت: انها افساد رأس الطاعات وهو الايمان، لانه كثيرا ما يصدر عن شدة الغضب قول او فعل يوجب الكفر، كذلك خوف المكافآت من الله تعالى فان قدرة الله عليك اعظم من قدرتك على هذا الانسان. فلو امضيت غضبك عليه لم تأمن ان يمضي الله تعالى غضبه عليك، وايضا حصول العداوة فيشمر العدو لمقابلتك، والسعي في هدم اغراضك، والشماتة بمصائبك، فيشوش عليك معاذك ومعاشك، فلا تتفرغ للعلم والعمل، وكذلك قبح صورتك عند الغضب، ومشابهتك للكلب الضاري والسبع العايد. وتساءلت مريم، وايناس، ومنتهى عن فائد كظم الغيظ؟ اجبت قال تعالى «سارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس» (آل عمران ايتان 133 134). ودفع العذاب عنه «من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه ومن حفظ لسانه ستر الله عورته» رواه الطبراني. وعظم الاجر، حفظ الله تعالى ورحمته ومحبته حسب الاحاديث النبوية. وتساءل الفريق الاول عن العلاج العملي؟ أجبت التوضؤ «إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وانما تطفأ النار بالماء فإذا غضب احدكم فليتوضأ» رواه ابو داود، ثم الجلوس فاذا ذهب عنه والا فليضطجع «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع» رواه ابو داود، ثم الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ثم الدعاء الوارد فيه «اللهم اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من الشيطان» وفي رواية «وأجرني من مضلات الفتن» وتساءل الفريق الثاني عن ازالة السبب. فأجبت «السعي بازالة الحرص على الجاه، والتكبر، والعجب. وصاحب هذه الثلاثة يغضب بأدنى شيء يوهم نقصا فيه، وتساءل الفريق الثالث عن الحلم؟ فأجبت: هو افضل من كظم الغيظ وطريق تحصيله التحلم أي حمل النفس على كظم الغيظ مرة بعد اخرى بالتكلف، حتى يكون ملكة وطبعا، فتساءل الفريق الرابع هل من مثال؟ أجبت، قال ممن سبقنا «اني حصلت الحلم بمساكنة متهور بذيء اللسان مدة مديدة وكنت أصبر على أذاه وأكظم غيظي حتى صار لي ملكة. وأضفت هكذا تحصيل كل خلق حسن. فقد دخل عمر بن عبد العزيز المسجد ليلة في الظلمة، فمر برجل نائم، فعثر به، فرفع رأسه وقال: أمجنون أنت؟ فقال عمر: لا. فهمّ به الحرس، فقال عمر: مه، انما سألني: أمجنون؟ فقلت: لا. حفظ الله شبابنا واطفالنا من التهور.