نظمت ادارة مارينا بنزرت أمس الثلاثاء يوما مفتوحا أداره رئيس مجلس الادارة بحضور والي الجهة وذلك للتعريف بالمشروع وأهميته في خدمة السياحة الترفيهية فضلا عن مزاياه الاقتصادية والاجتماعية نظرا للعدد الهائل لليد العاملة القارة والموسمية التي يشغلها هذا القطاع. وقد أكد رئيس مجلس الادارة في كلمته أن السياحة الترفيهية هي سياحة راقية باعتبار أن الأرقام تشير الى أن السائح في هذا المجال ينفق 400 أورو في اليوم، وأنه يقضي 30 يوما سياحة في العام، وهو ما يجعل عائدات هذا القطاع معتبرة، وأضاف أن ما تحصل عليه المارينا من هذا الانفاق هو في حدود 5 بالمائة، بينما تعود 95 بالمائة الى الصيانة والنزل والتسوق وغيرها، علما أن أعمال الصيانة تجني لوحدها ثلث ما ينفقه السائح، وهو ما يبرز أهمية تركيز ورشات الصيانة والاصلاح خصوصا وأن أهم عامل في هذا المجال متوفر بالجهة، وهو وجود اليد العاملة المختصة، لكن أشغال انجاز ورشات الصيانة لم تبدأ بعد، ويبقى الأمل في الحصول على الترخيص لانطلاق الأعمال في الأسابيع القادمة حتى يتم الانتهاء منها خلال الأشهر القليلة القادمة. وبين رئيس مجلس الادارة أن الضفة الشمالية بالمتوسط غصت بالموانئ الترفيهية مما يجعل بلادنا لقربها من أوروبا في موقع تنافسي متقدم، علما بأنه يوجد بفرنسا 250 ألف مربط للمراكب السياحية، بينما يوجد67 ألف مركب على قائمة الانتظار، وبالتالي فان آفاق مشروع المارينا تبقى واعدة بتونس، وأشار الى أن دراسات هذا المشروع بدأت في 2005، ودامت 3 سنوات، وتم الأخذ بعين الاعتبار الأثر على البيئة نظرا لأهمية الموضوع، باعتبار أن الشركة ستكون الخاسر الأكبر في صورة عدم توفر شرط احترام البيئة، موضحا تعهد الشركة بتجديد عمل آلات تنقية الماء بالمرسى القديم، لكن لا بد من حل مشكلة المياه التي تصب به والتي كانت وراء عطب آلات التنقية، وهذا موضوع يخص ديوان التطهير والبلدية. وفيما يتعلق بالميناء الترفيهي ذكر المتدخل أن أشغاله قد انتهت ولم يبق الا موضوع الربط بالماء والكهرباء، وأن الشركة وأمام الصعوبات التي صادفتها في هذا المجال تقدمت بطلب ترخيص لتحلية الماء الى وزارتي الفلاحة والتجهيز، وهي في انتظارالرد الايجابي حتى تنطلق الأشغال التي يحتاج اتمامها الى بضعة أشهر، وهو المؤمل حتى يفتح الميناء صيفا. وأكد رئيس مجلس ادارة مارينا أن هذا المشروع يفتح الباب أمام مشاريع استثمارية متعددة ستعود بالفائدة على الجهة خاصة والبلاد عامة. وفي رده على أسئلة الاعلاميين بخصوص التحفظات التي عبر عنها بعض ممثلي المجتمع المدني في مواقف احتجاجية سابقة، وأن تحفظاتهم مازالت قائمة، أجاب بأن الشركة اهتمت بالموضوع البيئي لأن من مصلحتها أن تكون مياه الميناء الترفيهي وكذلك بالمرسى القديم نقية، وأنها أوفت بتعهداتها فيما يتعلق بموضوع البحارة، وأنها عبرت أكثر من مرة عن استعدادها للايفاء بالتعهدات التي قطعتها على نفسها، مؤكدا أن موضوع العمارة ذات الطوابق التي كثر الحديث بشأنها لا يمثل في الحقيقة أي اشكال باعتبار أن عمارة أعلى منها توجد غير بعيد عنها، وأن الشركة الفرنسية التي أشارت الى أن هذه العمارة ستحرم المدينة العتيقة والمرسى القديم من أن تكون من التراث العالمي توجد بدانكارك التي يقول رئيس بلديتها بأن الميناء الترفيهي ببنزرت سيكون منافسا لهم، مذكرا بأن نية الشركة كانت في البداية شراء نزل سيدي سالم المجاور لتحويله الى نزل من فئة 5 نجوم، ولما تعذر ذلك قامت ببناء هذه العمارة، علما بأن الشركة قد أنفقت الى حد الآن أكثر من 18 مليارا، وقبل أن تدخل طور الاستغلال، والحال أن مثل هذه المشاريع العائدة بالنفع على البلاد تحتاج الى الدعم لا الى التعطيل.