قام المجلس الجهوي بالولاية في الأسابيع القليلة الماضية بتبني مطالب أهالي أوتيك وبازينة وغزالة باحداث بلدية مستقلة، بينما بقيت جرزونة خارج دائرة الاهتمام من جديد، وهو تجاهل لم يفهمه الأهالي، خاصة والثورة احتفلت بعيدها الثاني، وهي الثورة التي قامت لتحقيق قيم سامية ومنها العدالة، لذلك اجتمع بعض اطارات جرزونة بممثليهم في بلدية بنزرت لطرح المسألة مجددا، والتحاور حول طريقة التحرك مستقبلا لابلاغ صوتهم كالمسيرات ومواقف الاحتجاج والاعتصامات وغيرها من أشكال النضال والمطالبة بالحق المشروع. جرزونة هي معتمدية منذ أكثر من عقدين من الزمن، وتضم أكثر من 30 ألف ساكن، وجرزونة مدينة جامعية تحتضن 4 كليات تأوي حوالي 10 الاف طالب، وهي كلية العلوم والمعهد الأعلى للصيد البحري، والمعهد العالي للتجارة والمحاسبة، والمعهد التحضيري للدراسات الهندسية، وجرزونة مدينة صناعية بأتم معنى الكلمة، فهي تحتضن العديد من المؤسسات الصناعية ومنها 3 مؤسسات وطنية كبرى، وهي الشركة التونسية لصناعات التكرير "ستير" ومعمل تكرير الزيوت "سوتوليب" وعجيل غاز، وجرزونة الشاطئ والقنال وميناء الصيد البحري وسوق الجملة للخضر والأسماك، وجرزونة المؤهلة بحكم ما تشتمل عليه من مقومات كثيرة لأشكال متعددة من التطور والازدهار عاشت عقودا من الحرمان والعذاب، وعانى أهلها الكثير من التهميش والفقر في عشريات الطغيان والمحسوبية والوساطة.. وذلك رغم التضحيات التي قدموها في العهدين البائد والبورقيبي، حتى تكاد تكون المدينة صاحبة الرقم القياسي في عدد المساجين السياسيين.. وهو ما يعرفه عدد من وزراء اليوم، ومع ذلك هاهم يحرمون اليوم من حق قانوني، وهو أن تكون لهم بلدية مستقلة كغيرهم، وليس الاكتفاء بدائرة بلدية لا تتوفر بها المستلزمات الضرورية التي هي عليها اليوم، فلا مستودع، ولا مصالح فنية للنظافة لأنها بكل بساطة مرتبطة في هذه المصالح ببلدية بنزرت، لذلك تحول صباح أمس الجمعة وفد من ممثلي جمعيات المجتمع المدني والأحزاب السياسية الناشطة بجرزونة الى والي الجهة وسلموه عريضة الى وزير الداخلية تحت موضوع تذكير بمطلب احداث بلدية مستقلة بجرزونة ممضاة من قبل 9 ممثلين عن المجتمع المدني والاحزاب السياسية، يدعون فيها الى الاستجابة الى هذا المطلب الشعبي ويؤكدون العزم على مواصلة النضال من أجل تحقيقه.