انعقدت أول أمس بمقر وزارة الفلاحة جلسة عمل لمتابعة تنفيذ المخزونات من المواد الفلاحية لشهر رمضان القادم أشرف عليها وزير الفلاحة وبحضور مختلف الأطراف المعنية والهياكل المهنية. وقد تم خلالها استعراض مؤشرات برنامج التخزين على ضوء التقدم في مواسم الإنتاج واستشراف القادم منها.ولئن أكد محمد بن سالم على أن الاعتماد على المنتوج المحلي هو الأساس والمبدأ في تزويد السوق في رمضان الذي يعد الشهر الذي تقفز فيه معدلات استهلاك المواد الغذائية بشكل لافت فإنه لم يستبعد فرضية اللجوء إلى التوريد لتأمين المخزونات المضبوطة ما لم تلب المنتوجات المحلية البرمجة المحددة. البطاطا الموردة ب800 مليم تقدر الكميات المبرمجة بالنسبة لمادة البطاطا المعدة للخزن ب40ألف طن منها 10آلاف طن محمولة على المجمع المهني للخضر والغلال والبقية على الخواص. وتم في الصدد التأكيد على ضرورة مراجعة كراس الشروط لمزيد إحكام عملية متابعة التخزين والترويج. تبعا لتوقعات الإنتاج المقدرة ب200ألف طن بالنظر للتوسع المسجل في المساحات المخصصة لهذه المادة فإن التزويد سيكون بالوفرة المطلوبة. علما أن الأنظار الآن تتجه نحو البطاطا البدرية التي تطورت مساحاتها بشكل ملحوظ مسجلة أقصى مداها من الاستغلال بزراعة2600هك مقابل 2300 الموسم المنقضي. وينتظر أن تصل الأسبوع القادم الدفعة الأولى من البطاطا المستوردة من مصر بكميات تناهز 3000طن من مجموع 6000طن مبرمجة. ويبدو أن سعر بيعها سيكون في حدود800مليم. وإزاء السعر المقترح فإن المستهلك يتطلع إلى أن تكون مقبولة الجودة وليس من النوع الرديء الذي يتم جلبه عادة. عودة لموسم الوفرة في الحليب حدد المخزون المبرمج تأمينه من مادة الحليب ب50مليون لتر منها 38مليون لتر مخزونات تعديلية و12مليون لتر مخزونات فنية ويتوفر إلى حد الآن مخزون ب 20مليون لتر. ومع التقدم في موسم الإنتاج أجمعت الأطراف الحاضرة في جلسة أمس على استعادة السوق لوفرة التزويد بعد أن ارتفع حجم المبيعات إلى1.6مليون لتر يوميا. لكن على أهمية تقديرات الإنتاج المتوقعة للسنة الجارية فإن هاجس التهريب يظل في البال سواء تعلق الأمر بمادة الحليب أو بالأبقار وقد تم مؤخرا وفي ظرف48ساعة ضبط 13شاحنة قادمة من جندوبة نحو الحدود الجزائرية محملة بالمواشي. وقد أكد المؤتمنون على الإنتاج والتزويد على ضرورة تفعيل الآليات الثلاث للحيلولة دون اختلال حلقات المنظومة عند الوفرة وهي التخزين والتصدير والتجفيف . وقد قام وزير الفلاحة اول امس بتوقيع المقرر الضابط لمنحة الدعم المخصصة لوحدة التجفيف التي ستدخل حيز الاستغلال هذه السنة في انتظار استكمال إمضاء بقية الوزارات المعنية. وفي نفس السياق ولضمان جودة المنتوج من الحليب ومساندة صغار المربين وتحفيزهم على توفير معدات التبريد اقترح وزير الفلاحة إحداث لجنة تسهر على تقديم التشجيعات اللازمة للفلاحين بما يؤهلهم لتحسين ظروف حفظ الحليب إلى حين نقله إلى مراكز التجميع. أما في مستوى منتوجات الدواجن التي يكثر الطلب عليها في رمضان فقد تمت برمجة تخزين50مليون بيضة فضلا عن الإنتاج الشهري لكن معضلة التهريب تبقى قائمة وتستهدف أساسا ليبيا والجزائر. وبالنسبة للحم الدجاج فلا تتوقع مواجهة اشكالات تذكر لتوفر الإنتاج وتبلغ الكميات المتوفرة حاليا ب1855طنا إلى جانب وجود وفرة في إنتاج الديك الرومي. هكذا إذن ومن حيث تنوع المواد ووفرتها قد لا تواجه قفة الصائم في رمضان صعوبات لكن تبقى الأسعار هاجس المواطن الأول وهو ما يستوجب منه ترشيد استهلاكه بالتوازي ومن السلط تشديد المراقبة الإقتصادية على الأسواق منذ الآن.