لا احد ينكر الدور الكبير الذي يلعبه الطب والمتابعة الصحية العلمية في تطوير الرياضة وبلوغها مستويات عالية باتجاه تحسين الطاقة البشرية. وعلى هذا الاساس، يتفق الجميع على مناصرة تدخل الطب ومباركته وتشجيعه ودعمه من اجل الرفع من القدرات الرياضية طالما لم يتم الاستنجاد بالمنشطات. ومنذ نشأته لعب مركز الطب الرياضي التونسي دورا ذا بال في الحصول على نتائج طبية من خلال توفير اطباء اكفاء تم تعيينهم لمتابعة الفرق او المنتخبات الوطنية في مختلف الاختصاصات الرياضية، حيث انه تم على سبيل الذكر ولا الحصر اقتران اسماء الدكاترة منذر بن مبارك بمنتخب كرة اليد وفتحي الكواش بمنتخب الكرة الطائرة وياسين بن احمد باكابر الترجي الرياضي... وبالرغم من النجاحات الحاصلة، يبقى هذا المجهود منقوصا لانه يفتقد الى الاستمرارية والاستئناس برأي الاخصائيين وتطبيقه على ارض الواقع. وما جرنا الى الحديث عن هذا الموضوع هو ما عاشه المنتخب التونسي لكرة القدم في الفترة الاخيرة من مشاكل تتعلق بالاطار الطبي بدءا من التربص الذي اقيم بالخليج قبيل نهائيات كأس أمم افريقيا وصولا الى الاصابة التي تعرض لها محترف فريق باستيا الفرنسي الخزري وما تلاها من تداعيات وتطورات. وما يثير الاستغراب هو ما حصل مع الطبيب محسن الطرابلسي الذي كان حضوره مميزا في «كان» جنوب افريقيا حيث كان وراء الاستغناء عن خدمات المدافع فاتح الغربي بعد اصابته حتى لا يكون عنصرا معطلا ضمن اعضاء الفريق وكان قد دعا الى عدم الاعتماد على خدمات يوسف المساكني الذي يعاني الارهاق قبل مواجهة الطوغو ولكن كان للمدرب سامي الطرابلسي رأي آخر فخسر الرهان... لقد كان الاجدى مواصلة التجربة معه حتى نستفيد منه في هذه المرحلة ولكن تم تعيين طبيب آخر مع الاكتفاء بتسميته صحبة دكتور آخر لا يقل شهرة وهو منصف بن عبيد كمستشارين لدى الجامعة. ويبدو ان هذه التسمية لا تدعو ان تكون سوى اجراء شكلي وصوري لا اكثر. ويبقى الامل قائما في مزيد الاستفادة من الخبرات الطبية لصالح منتخباتنا الرياضية وعلى رأسها المنتخب الوطني لكرة القدم. ولا شك ان المدرب الوطني نبيل معلول يؤمن اشد الايمان باهمية التدخل الطبي في اعداد الفريق ويدرك تمام الادراك نجاعته في تحقيق النجاحات والنتائج الايجابية. ولا بد من الاشارة ايضا الى ضرورة مزيد تفعيل دور الطب الرياضي واستثماره وتشريكه في عملية تقييم العناصر التونسية خارج ارض الوطن من حيث لياقتها البدنية قبل انتدابها لتعزيز المنتخب الوطني حتى نقطع بدون رجعة مع الاساليب العشوائية.