يعيش متساكنو منطقة "أولاد خميسة" المتاخمة للحدود الجزائرية حياة من الفقر والتهميش وأوضاعا اجتماعية هشة وتزداد قسوة الحياة في هذه الربوع مع حلول فصل الشتاء والثلوج إذ أن معظم السكان إن لم نقل جلهم يتخبطون في الفقر ويعيشون واقعا اجتماعيا أليما. العطش صيفا والغرق شتاء.. السكان في منطقة أولاد خميسة لم يستفيدوا شيئا من الثورة وأوضاعهم هي نفسها سواء قبل 14 جانفي2011 أو بعده فقد أكد لنا العديد من المواطنين أن المنطقة محرومة من أبسط الضروريات حتى وسائل الإعلام المسموعة والمرئية تجاهلتهم ولم تهتم بأصوات السكان وإيصالها إلى المسؤولين. فالطرقات كما قال لنا أحد المواطنين عبارة عن مسالك ريفية غير معبدة وتتحول إلى برك من المياه الوسخة والأوحال خاصة في فصل الشتاء. فيما بين بعض المتساكنين الآخرين أن نزول الأمطار بغزارة يتسبب في منع التلاميذ من الذهاب إلى المدرسة ويحرم المواطن من قضاء شؤونه. فضلا عن ذلك يضيفون أن المنطقة تفتقر إلى كل مرافق التنمية فلا طرقات ولا إنارة عمومية ولا مستوصف ورغم نداءات المتساكنين فان السلط المحلية والجهوية في العهد البائد لم تحرك ساكنا وتجاهلت مطالبهم. الدواء العربي هو الحل.. ونحن نقوم بعملنا الميداني بهذه المنطقة الحدودية الساحرة أكد لنا العديد من الأهالي أن اللجوء إلى الدواء العربي لعدد من المرضى خاصة وأن المستشفى المحلي بعين دراهم يبعد عنهم الكثير من الكيلومترات لذا يجبر المرضى في غالب الأحيان على عدم الذهاب إليه لصعوبة العبور من المسالك الريفية والأودية خاصة في فصل الشتاء وتتسبب هذه الأوضاع في وفاة للبعض منهم نتيجة عدم القدرة على الوصول في الوقت المناسب. منبع الحياة.. حلم الجميع.. بالنسبة الى الماء الصالح للشراب فهو حلم كل أهالي المنطقة فهو مفقود تماما والأهالي يجدون صعوبات كبيرة لجلب الماء صيفا شتاء. الهجرة نحو المدن الساحلية.. يعيش شباب منطقة أولاد خميسة حالة من الفقر والتهميش والبطالة ويضطر أغلبهم للهجرة إلى العاصمة والمدن الساحلية في أغلب الأحيان للبحث عن القوت اليومي وتوفير مصروف الجيب ومساعدة أهاليهم التي تعيش أوضاعا اجتماعية قاسية فالمنطقة تفتقر إلى مشاريع تنموية صغرى توفر الشغل للشباب وهناك أكثر من عائلة ترزخ تحت خط الفقر ورغم الاحتجاجات والمطالب المشروعة لهؤلاء لضمان العيش الكريم وتوفير الشغل فان واقع الجهة لم يتغير منذ العهد البائد وفق ما أكده لنا المتساكنون. ويبقى أهالي منطقة "أولاد خميسة" في انتظار لفتة من السلط المعنية حتى يتمكن هؤلاء من فك عزلة ظلوا يعانون منها على مدى عقود من الزمن.