فائض هي قرية من القرى التابعة اداريا لولاية سيدي بوزيد يقطنها عشرات الآلاف من السكان أناسها مزيج من المجتمع الهش جمعهم الفقر المدقع و البطالة و الظروف الحياتية القاسية و كثيرا ما تغافلت السلطة البائدة عن هذه الجهة و تجاهلت نكبة أهلها و وضعهم الاجتماعي و التنموي المتردي و من بعدها تباطأت الحكومة المؤقتة الأولى ثم الثانية في الاسراع بايجاد الحلول العاجلة لهم فهذه المنطقة ذات الطابع الفلاحي تضم العديد من الأراضي الشاسعة المهملة و غير المستغلة بتعلة أنها أراضي (بيليك) تابعة للدولة و لم يسمح للمتساكنين بالانتفاع بها و هذه مأساة من عديد المآسي من ارث ثقيل لمظالم العهد السابق. يشتكي متساكنو منطقة فائض من عديد النقائص و لعل أوكدها تردي حالة الطرقات و المسالك الترابية التي تربط الجهة بالقرى و المعتمديات المجاورة كالطريق التي تربطها بالرقاب و الأخرى التي تربطها بالحوامد و منطقة الذراع وهذا ما يؤزم معاناة متساكنيها و يحول دون قضاء شؤونهم شتاء عند هطول الأمطار و تكاثر الأوحال و صيفا عند ارتفاع درجة الحرارة و هبوب الرياح . و المار بالمنطقة يلمس عن قرب الحالة السيئة لشوارع و طرقات غير معبدة انتشرت فيها الحفر و النتوءات و أكداس الأتربة و الأوساخ هذه هي الصورة القاتمة للوضع الذي ترزخ فيه المنطقة كما أن أغلب أهلها يفتقدون لأبسط مقومات العيش الكريم كالمسكن اللائق و الماء الصالح للشراب و الكهرباء و أكثر من 80 بالمائة من سكانها عاطلون عن العمل بما في ذلك حاملو الشهادات العليا لانعدام فرص العمل و غياب مواطن الشغل مما حدا بأغلب الشباب الى النزوح إلى المدن المجاورة و قد وقع الحديث في الماضي حول بعث بعض المشاريع التنموية و فضاءات ترفيهية و كذلك إحداث فرع لديوان الأسرة و العمران البشري لكن هذه المشاريع كانت تجهض كل مرة فأغلب النساء ينتقلن إلى المدن للقيام ببعض الفحوصات اللازمة لأ ن المستوصف الصغير الموجود بالجهة يفتقر إلى أبسط التجهيزات و الأدوية و لا يوجد به إطار طبي مختص أو سيارة اسعاف.
غياب الفضاءات الثقافية
"الصباح" رصدت آراء بعض الأهالي و حوصلت بعض مطالبهم الضرورية و مشاغلهم الأكيدة فمحمد صالح عيساوي ( 56 سنة أستاذ تربية بدنية )يقول أن الجميع هناك يأملون الاهتمام بقطاع الشباب و بعث فضاءات رياضية و ترفيهية لتخفيف عبء الروتين اليومي و ضرورة الاحاطة بأصناف الشبان لمختلف الرياضات و خاصة كرة القدم و الرياضات الفردية التي حققت نجاحات باهرة في السابق على المستوى الوطني فقطاع الطفولة و الشباب ظل مهمشا و بات من الضروري إعطاء المكانة الحقيقية لهذه الفئة العمرية و هو ما غاب عن معظم الأحزاب السياسية في برامجها المستقبلية فلا توجد لدينا ملاعب أو نواد ثقافية و رياضية أو ملاعب أو دار للشباب كما يتساءل عبد السميع العيساوي (طالب 21 سنة ) عن أسباب تأخر تشجيعات السلط الجهوية لبعض المستثمرين في مجالي الترفيه و السياحة و ذلك باستغلال الموقع الجغرافي و الاستراتيجي الممتاز للجهة كاحداث منتزه ترفيهي على ضفاف "عين الرباو" التي تحف بها الجبال من كل جانب و هي العين الباطنية الوحيدة التي ظلت مياهها العذبة تتدفق بكل غزارة على مر السنين رغم جفاف العديد من العيون المجاورة الأخرى نتيجة الإهمال و سوء الاستغلال . كما تساءل أيضا مختار الرقام( 50 سنة موظف) عن أسباب عدم تسويغ أو توزيع أراضي "البيليك" المهملة على العائلات المعوزة و بعث بعض المشاريع التنموية بالجهة مما سيوفر مواطن شغل و تدمج أصحاب الشهادات العليا في الدورة الاقتصادية . كما تعالت أصوات عديد المتساكنين المهمشين مطالبين بتحويل المكان الطبيعي الجميل المجاور ل"عين الرباو" إلى محطة مياه معدنية أو مركب استشفائي و سياحي يستقطب الزوار و تستفيد منه كامل المنطقة التي تعيش الحرمان و التهميش .