أخذت حدة تفشي "القريب" الموسمية في التراجع هذه الفترة بعد أن سجلت الجهات الصحية الساهرة على رصد حركة تنقل الإنفلونزا منذ أيام خفوتا ملحوظا في عدد الإصابات تزامنا مع تحسن حالة الطقس. وأرجحت مصادر طبية إمكانية تجاوز ذروة العدوى في غضون أسبوع إذا ما حافظ الطقس على استقراره. يذكر أن موسم "القريب" هذه السنة تميز بقوة كثافة الإصابات وحدة بعضها بحكم توفر الفيروس على تركيبة ثلاثية الفيروسات منها H1N1 الذي سجل عودته هذا الشتاء لكن دون أن يكون بالحدة والمخاطر التي حفت بانتشار جائحته في 2009 على الصعيد العالمي. وفي تقييمه لخصائص الوضع الوبائي لانتشار "القريب" الموسمية أشاررئيس المرصد الوطني للنزلة الوافدة الدكتور أمين سليم إلى أن موسم الإنفلونزا تميز بتأخر في موعد ظهوره المعتاد وهوموفى ديسمبر ليبرز هذه السنة في موفى جانفي. وانحسرت ذروة التفشي الفيروسي في الفترة الفاصلة بين منتصف فيفري ومنتصف مارس،مع ملاحظة بؤر عدوى مكثفة عند ظهور الإصابة. وبخصوص نسبة التغطية بالتلقيح ضد "القريب" قال إنها بلغت أقصاها وتم استنفاذ كامل الجرعات المتوفرة والمقدرة إجمالا 280ألف جرعة بعد خصم 10 آلاف جرعة ستخصص لتلقيح المرشحين لآداء فريضة الحج هذا العام. وحول عدد الإصابات المصرح بها هذا الموسم قدرها الدكتور نورالدين بن جمعة عن المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة بنحو330حالة مؤكدة من مختلف أنواع فيروسات الإنفلونزا المسجلة دون احتساب بقية الحالات التي لم يقع التصريح بها، وهي أرفع في نظره. وبلغ عدد الوفيات 20حالة مؤكدة مع تسجيل 8أو9حالات يشتبه في علاقتها بالقريب لكن لم تؤكد مخبريا حسب محدثنا الذي بيّن أن معظم الإصابات وحالات الوفاة تعود إلى الصنف الفيروسي H1N1 باعتباره الأكثر انتشارا بمعدل 15وفاة و4حالات وفاة من صنف -ب- ووفاة واحدة من الصنف الفيروسي H3 . وناهز حجم الإصابات بهذا الصنف 65بالمائة،مقابل35بالمائة من بقية الفيروسات. وفي تقييمه للوضع الوبائي الحالي ل"القريب" قال إنه عادي مقارنة بمواسم سابقة على مستويي الوفيات وعدوى الإصابة. وبدوره أكد الدكتور بن جمعة أن حالة التفشي العامة تتجه نحو الزوال ومن غير المستبعد الإعلان رسميا بانتهاء موسم القريب الأسبوع القادم ما لم تثبت العينات الخاضعة للتحاليل إلى موفى الأسبوع الجاري وجود فيروسات الإنفلونزا الأكثرانتشارا. هي إذن نهاية موسم "القريب". لكن بأية حال ستعود الموسم القادم؟