يوجد معهد خير الدين باشا ببئر القصعة المروج وسط حي شعبي ذو كثافة سكانية عالية تحيط به عديد حضائر البناء الفوضوي ومصبات الفضلات العشوائية، ورغم أن هذه المنارة التربوية تعد حوالي 1000 تلميذ و80 إطارا تربويا فإنها تشتكي من عديد النقائص التي تؤثر سلبا على سير العمل اليومي بها منها ماهو متعلق بالبنية التحتية والتجهيز ونقص الإطار ومنها ماهو متعلق بالنقل المدرسي والمحيط. إذ يعاني التلاميذ وبعض المربين من قلة خدمات النقل المدرسي حيث تقف الحافلات أمام سوق الجملة وعلى مسافة بعيدة جدا من المعهد فيتكبد الوافدون على المؤسسة وكذلك طلبة المعهد العالي للتجارة ويلات السير على الأقدام شتاء بين الأوحال والمنزلقات وأغادير المياه الراكدة ليلتحقوا بالدروس يوميا متأخرين. أما حالة الطرقات والمسالك الفلاحية فهي رديئة ولطالما طالب الأهالي بتهذيب الطرقات المؤدية إلى هذه المؤسسات التربوية المذكورة وإقامة مخفضات السرعة وحواجز الأمان على مستوى السكة الحديدية وتقاطعها مع الطرق الفرعية الأخرى لحماية أبنائهم من الأخطار التي تهدد حياتهم في كل لحظة. مدير المعهد الثانوي خير الدين باشا جمعة بن عبد الله أفادنا بأن التلاميذ يخرجون جميعا إلى الشارع في أوقات فراغهم نظرا لعدم وجود قاعة مراجعة ليجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام مخاطر عديدة أولها خطر الطريق وسرعة السيارات والدراجات النارية وثانيها عوامل الطقس وثالثها عنف الشارع. فهؤلاء التلاميذ يخرجون من الأقسام عند الانتهاء من الدروس زوالا للجلوس على الأرصفة وأمام عتبات المنازل متحملين حرقة الشمس صيفا والمطر والبرد شتاء فضلا عن مشاكسات المنحرفين الذين يتحرشون بالفتيات ويسلبون الفتيان أموالهم وهواتفهم الجوالة وذلك لعدم توفر فضاء تربوي نظيف يأويهم كقاعة مراجعة أو منشات ترفيهية وثقافية وتنشيطية تحميهم خارج المعهد لاستغلال أوقاتهم إما للمراجعة أو للترفيه بدل إضاعة هذا الوقت بين الأنهج والأزقة أو على الأرصفة يفترشون محفظاتهم وكتبهم ويبقون الساعات الطوال في انتظار انتهاء وقت الفراغ والعودة إلى الفصل مجددا، علما وان معظم هؤلاء التلاميذ ينحدرون من أماكن ريفية بعيدة كمنطقة شبدة ونعسان ومرناق ولا يمكنهم العودة إلى منازلهم إلا عند نهاية الفترة المسائية)الخامسة مساء(سيرا على الأقدام بين غابات الزيتون وعبر مسالك ريفية ليست بها إنارة كما عبر عديد أساتذة المعهد عن أملهم في تعزيز البنية التحتية للمؤسسة وخدمات التطهير والإنارة بالحرم التربوي وكذلك تعبيد الطريق المارة أمام المعهد على الأقل وتهيئة المسالك الفلاحية الرابطة بين نعسان والمعهد فعند نزول الأمطار تكثر برك المياه الراكدة التي تختلط بها كميات كبيرة من المياه المنزلية المستعملة فتنبعث منها الروائح الكريهة وتعم الأوحال وأكداس القمامة التي تجرفها المياه فتنقطع المسالك المؤدية إلى داخل المعهد والذي يصبح في عزلة تامة عن الحي وتتعطل الدروس عديد المرات رغم مجهودات المدير في فتح المنافذ وذلك بمد قطع الخشب ووضع القطع الأسمنتية والآجر أمام الباب الرئيسي لتمكين التلاميذ والأساتذة من الدخول واستئناف الدراسة رغم الظروف المناخية الصعبة. كما اشتكى الأساتذة أيضا من عدم توفر عدد القاعات الدراسية وضيق مساحتها فمعظمها لا تستوعب إلا فوجا واحدا من التلاميذ رغم وجود أقسام يفوق عدد تلاميذها 36 تلميذا زيادة على النقص الفادح في الطاولات والكراسي والتجهيزات وبعض آليات العمل الضرورية الأخرى كآلة ناسخة لطباعة الدروس والفروض. كما يحتاج المعهد أيضا إلى حارس ليلي قار وثلاثة عمال تنظيف وزيادة في ارتفاع السياج الخارجي للمؤسسة)الذي لا يتعدى مترا ونصف(للحد من اقتحام المتسكعين للساحة وتعطيل سير العمل وبث الفوضى بين التلاميذ واستفزاز الإدارة على مدار الساعة.