تعاني بعض الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية والبناء الفوضوي المتزايد بولاية بن عروس من التهميش والانفلات البيئي الذي لازم أهلها منذ عقود واستمر حتى بعد ثورة 14 جانفي، ولعل رداءة الطرقات ومد قنوات تصريف المياه وترهل البنية التحتية من أهم المشاغل التي بقيت عالقة إلى حد الساعة لتزداد سوءا وتعكرا كلما هطلت الأمطار. "الصباح" انتقلت على عين المكان وزارت بعض أحياء الولاية لمعاينة الأضرار الحاصلة جراء نزول الأمطار الأخيرة رغم أنها لم تدم طويلا. ولعل أكثر هذه الأحياء تضررا حي برج الوزير وحي النخيل والعز بالزهراء وحي الزياتين وكذلك محيط بعض المؤسسات التربوية وسوق الجملة بالمروج ببئر القصعة. فالإطار التربوي والأولياء والتلاميذ والطلبة ببئر القصعة المروج يؤكدون أن هاجسهم الوحيد هو مد قنوات تصريف المياه وإصلاح الطريق المؤدية إلى معهد خير الدين باشا والمارة أمام الكلية وشفط المياه الراكدة بمحيطها لفك العزلة عن مؤسساتهم التعليمية والتي تزداد حالتها سوءا كلما نزلت الأمطار فهم يتكبدون الكثير من المشاق على مدار الساعة للوصول إلى أقسامهم نتيجة الأوحال والإنزلاقات والبرك التي كانت سببا في تعطيل الدروس عديد المرات. كما طالب أيضا عديد المواطنين بهذه الجهات الذين التقيناهم بدراسة أكيدة وعاجلة للحالة السيئة للبنية التحية لا سيما مع كثرة الأوحال والمستنقعات وكذلك النظر وبصفة جدية في وضعية الطرقات والتي تآكل معظمها كما تهرأت قنوات صرف المياه وأصبحت مصدر إزعاج دائم كلما نزلت الأمطار فالبنية التحتية بهذه الأحياء ظلت ولسنوات عديدة خارج دائرة التجديد والتهيئة رغم تنامي الحركة التجارية والكثافة السكانية خصوصا وأن عددا من المشاريع التنموية بالولاية باتت قريبة من الانجاز وقد لاحظنا انه مع تهاطل الأمطار الأخيرة انسدت المواسير بعدة جهات وعادت المياه أدراجها وما تبعها من فضلات لتسبح في العديد من المنازل متسببة في أضرار صحية وبيئية فالحل كان دوما إتباع سياسة الترقيع من خلال فتح بعض المواسير والقنوات عند كل فيضان مائي لتنظيفها من الأتربة والأوساخ ومثل هذه الحلول الظرفية تتكرر دوما كلما نزلت الأمطار مدرارا لصغر حجم قنوات صرف المياه التي لا تستوعب منسوب المياه. كما أن الطرقات التي تآكلت بعديد الأنهج والشوارع بحي العز وبرج الوزير بالزهراء كثيرة والتي بدت شبيهة بطرقات حي الزياتين ونعسان والمسالك المؤدية إلى سوق الجملة. هذه الطرقات تشبه معظمها إلى حد كبير المسالك الفلاحية الضيقة لكثرة حفرها ومنعرجاتها وانزلاقاتها زيادة على الانكسارات والتصدعات الجانبية الخطيرة والتي تجردت من طبقة الإسفلت وأزعجت المواطنين وأصحاب السيارات لأنها أصبحت غير قابلة للاستعمال. كما طالب ايضا العديد من سكان هذه الأحياء بتبليط أرصفة الأنهج التي مرت عليها عدة عقود وهرائها الأمطار مما أدى ببعض المتساكنين إلى ترصيف العديد من الأمتار أمام منازلهم على نفقاتهم الخاصة للحيلولة دون دخول مياه الأمطار إلى منازلهم. حبيب وهو بائع خضر وغلال وصاحب شاحنة صغيرة تعود ارتياد سوق الجملة ببئر القصعة بن عروس يقول:"لقد فضحت الأمطار الأخيرة الحالة الهشة للبنية التحتية بهذه الجهة فمستعملو السيارات والشاحنات بمنطقة سوق الجملة ببئر القصعة خاصة يواجهون يوميا الحالة السيئة للطرقات والانهج داخل الأحياء والتي أصبح من الصعب عليهم الدخول إلى السوق أو الوصول إلى محلاتهم التجارية نتيجة اهتراء الطرقات حيث توجد برك الماء والحفر والأخاديد والتي تصبح غير مرئية في فصل الشتاء ويتفاجأ بها السواق وتؤدي في غلب الأحيان إلى أعطاب على مستوى مغازل العجلات وما يتبعها من هدر لوقت عمل وضياع فرصة تنمية الأرزاق والمداخيل.