صرح عبد اللطيف حمام الرئيس المدير العام لدار المصدر ل"الصباح " ان المهمة الاقتصادية المتعددة الاختصاصات التي نظمتها دار المصدر بالتعاون مع الخطوط الجوية التونسية بمناسبة افتتاح الخط الجوي الجديد تونس-بوركينا فاسو من 14 الى 17 من الشهر الجاري، عرفت اقبالا كبيرا حيث تجاوز عدد المشاركين ال100 مشارك واكثر من 80 مؤسسة. كان ذلك على هامش اللقاء الاعلامي الذي اقيم مؤخرا في دار المصدر حول "فرص الاستثمار في بوكينا فاسو" وبحضور سفيرة بوركينا فاسو في تونس والوفد التونسي المشارك في البعثة. واضاف عبد اللطيف حمام ان مركز النهوض بالصادرات يولي اهمية بالغة في اطار الخطة الترويجية الى الاسواق الافريقية لاسيما اسواق جنوب الصحراء، مشيرا الى البلدان الافريقية الستة التي تم اختيارها في مخطط 2013 للتعامل معها اقتصاديا تضم السوق البوركينية كوجهة هامة لما لها من ميزات تفاضلية يمكن ان تستفيد منها المؤسسات الصغرى والمتوسطة . كما افاد حمام ان مركز النهوض بالصادرات وضع هندسة تشاركية مع الشركة التونسية لتامين الصادرات لانجاح هذا المشروع، مشيرا الى الدعم الهام الذي لقيته هذه المهمة من قبل العديد من المؤسسات المساندة للاقتصاد على غرار القطاع البنكي وقطاع التامين. القطاعات الاكثر مطلوبية في افريقيا... وبشان القطاعات التي تلقى قبولا في الاسواق الافريقية ويمكن الاستثمار فيها، بيٌن عبد اللطيف حمام ان اهم هذه القطاعات هي التي تعنى بالخدمات الصحية وقطاع الخدمات الجامعية والتربوية والتكوينية ، مضيفا ان " تونس اليوم لها نسيج من المؤسسات الاستشفائية في القطاع الخاص وفي القطاع العام ولها سمعة طيبة كما تشهد اقبالا مكثفا من العديد من الجنسيات الاوروبية والافريقية والعربية .." الى جانب قطاع الخدمات الجامعية والتربوية والتكوينية التي "تعتبر هي الاخرى مطلوبة لدى البلدان الافريقية لتكوين قدرات وكفاءات في العديد من الاختصاصات الحيوية ..وبما ان تونس لديها مؤسسات خاصة وعمومية يمكن ان تصبح من خلالها قطبا جامعيا اكاديميا لكل النخب الافريقية فلملاتطبق هذه الفكرة المتبادلة وتعم الفائدة لكلا الطرفين .." على حد تعبيره استقطاب الأفارقة واضاف مدير مركز النهوض بالصادرات انه لابد من تهياة مناخ ملائم في تونس لاستقطاب اكثر ما يمكن من الافارقة على غرار تسهيل الاجراءات الادارية بين تونس والبلدان الافريقية، مشيرا في ذات السياق الى ضرورة توفير الخدمات المتلاصقة والمتكاملة مع القطاعات المعنية من خدمات التنقل وخدمات الاقامة والسفر .. وافادنا شهاب شماخي مدير عام مصحة خاصة ان الهدف الاساسي من هذه المهمة الاقتصادية هوالتعرف على القطاع الصحي في بوركينا فاسو واستقطاب المرضى "لاننا نعرف جيدا ان البنية التحتية في المجال الصحي في دول افريقيا خاصة دول الساحل والصحراء متواضعة جدا" على حد قوله. واضاف شماخي ان نسبة المرضى القادمين من الدول الافريقية لديهم كهيكل صحي خاص وصلت ال 15 بالمائة من العدد الجملي للمرضى..موضحا ان هذه المهمة الاقتصادية تعتبر فرصة كذلك للاستقطاب اطباء من المنطقة للرسكلة والتكوين. كما اعلن عن البرنامج الذي ستنظمه هذه المؤسسة الاستشفائية الخاصة والمتمثل في تنظيم قوافل صحية مجانية متكونه من اطارات طبية لجلب واستقطاب اكثر ما يمكن من المرضى الافارقة للتداوي في تونس. وبخصوص قطاع الخدمات الجامعية والتكوين اعتبرت شادية بن تركية مديرة "IMSET" وعضوة مكلفة بالشراكة الدولية في الجامعة المركزية بتونس ان الوجهة القادمة لتنمية الاقتصاد الوطني والنهوض به هي الاسواق الافريقية و"تمثل هذه المهمة الاقتصادية الكبرى اكبر فرصة للانفتاح على الاسواق الافريقية خاصة في قطاع الخدمات الجامعية والتكوين والتربية" على حد تعبيرها. كما اضافت بن تركية ان هذه الفكرة هي مشروع استثماري ضخم في العديد من الاختصاصات الحيوية على المدى القصير والبعيد محققا نتائج هامة للنهوض بالاقتصاد الوطني.