تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مزيد تكثيف الجهود واستنباط الحلول لتوسيع آفاق التشغيل
خطاب رئيس الدولة في ذكرى عيدي الاستقلال والشباب
نشر في الصباح يوم 22 - 03 - 2008


مؤتمر «التحدي» للتجمع من 30 جويلية إلى 2 أوت
قرطاج (وات) اكد الرئيس زين العابدين بن علي لدى اشرافه صباح امس الجمعة على موكب الاحتفال بالذكرى الثانية والخمسين لعيد الاستقلال وعيد الشباب العزم على مواصلة البذل والتضحيات بكل تفان واخلاص في سبيل الوطن حتى يبقى مكسب الاستقلال منيعا شامخا وحتى يزداد رسوخا مع كل انجاز جديد.
واوضح ان الهدف من مسيرة التحول هو بناء الغد الافضل لكل التونسيين والتونسيات في ظل مجتمع متماسك متضامن راسخ في
هويته ومقومات شخصيته الوطنية متمكن من اسباب الحداثة ومن ارقى ما بلغته الحضارة الانسانية من تقدم في كل المجالات.
وبين رئيس الدولة انه سيبقى على العهد من اجل تونس وسيادتها ورقيها وان عزمه على الاصلاح والتحديث متواصل ومتجدد معلنا في هذا الاطار عن جملة من القرارات تتعلق بتنقيح الدستور بما يوسع المشاركة السياسية الى ما يزيد عن نصف مليون شاب في انتخابات سنة 2009 ويضمن امكانية ان يترشح المسؤول الاول عن كل حزب سياسي للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 ودعا مختلف الاحزاب السياسية الى التعويل في المقام الاول على قدراتها وعملها القاعدي وعلى التصاقها بمشاغل المواطنين.
واكد سيادة الرئيس في هذا السياق ان التجمع الدستوري الديمقراطي الذي اؤتمن على مسيرة التغيير والاصلاح كان في مستوى الثقة والرهان معلنا عن الاذن بانطلاق اشغال اللجان الوطنية لاعداد المؤتمر الخامس للتجمع وعن قراره بان ينعقد من 30 جويلية الى 2 اوت القادمين تحت شعار «التحدي» تحدي الصعاب لنيل المنى ومن اجل التالق والارتقاء الى كوكبة البلدان المتقدمة.
واشار الرئيس زين العابدين بن علي الى المكانة المتميزة التي يحظى يها الشباب في المشروع الحضاري للتغيير والمنزلة المركزية التي يحتلها في اختياراته للحاضر والمستقبل معلنا عن الاذن بان ينطلق اليوم الحوار الشامل مع الشباب تحت شعار «تونس اولا» وبالشروع في تنظيم منتديات محلية وجهوية تشارك فيها كل فئات الشباب التونسي وقطاعاته في الداخل والخارج لتختتم بمنتدى وطني خلال شهر سبتمبر القادم.
واشار الى ان نتائج هذا الحوار ستكون مرجعا لاعداد استراتيجية وطنية للشباب بالنسبة للمرحلة القادمة.
ودعا في هذا السياق مختلف وسائل الاعلام والاتصال الى التفاعل مع هذا الحوار الذي قال «اننا نريده حوارا بدون مواضيع محرمة او رقابة على الرأي والتعبير في اطار احترام الثوابت الوطنية والقيم الاخلاقية المتعارفة في مجتمعنا».
كما اكد ضرورة ابراز منزلة هوية تونس والقيم الحضارية الوطنية وايلاء مبادئ التفتح والاعتدال والتسامح والحداثة المكانة الجديرة بها في تلك الثوابت.
وذكر رئيس الجمهورية من جهة اخرى بالاهمية التي يحتلها التشغيل الذي جعله التحول هدفا وأولوية مشتركة لكل السياسات القطاعية معربا عن الامل في ان تكون الاستشارة الوطنية حول التشغيل التي كان سيادته اذن بتنظيمها في عشرينية التحول فرصة لكل الاطراف لاجراء حوار معمق حول أهم المسائل المرتبطة بالتشغيل واقتراح حلول عملية لتوظيف الطاقات المتوفرة لدى الشباب.
وأذن في هذا السياق بانطلاق فعاليات هذه الاستشارة على المستويين المحلي والجهوي ليتم الاستئناس بنتائجها في الاستشارات الاقليمية التي ستنظم في ما بعد تمهيدا للندوة الوطنية حول التشغيل.
كما ذكر رئيس الدولة بالاستشارة الوطنية التي كان اذن بها بنفس المناسبة لتحديث الوظيفة العمومية ودعم قدرتها على مواكبة التحولات معلنا عن الاذن بانطلاق أشغالها امس وداعيا الى توسيع مجالها حتى تشارك فيها مختلف الاطراف المعنية مع الاستئناس بتجارب البلدان الاكثر تقدما في هذا المجال.
واكد الرئيس زين العابدين بن علي العزم في المرحلة الجديدة التي تقدم عليها البلاد على تحدي الصعاب وعلى بذل المزيد من الجهد والعطاء مجددا التاكيد على ان التفاني في خدمة تونس والذود عن حماها وصيانة مكاسبها واجب مقدس على كل التونسيين والتونسيات.
وجرى موكب الاحتفال بحضور النائب الاول لرئيس التجمع الدستوري الديمقراطي والوزير الاول ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين وأعضاء الديوان السياسي للتجمع وأعضاء الحكومة.
كما دعي لحضوره الامناء العامون للاحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية والهيئات القائمة والمجالس الاستشارية وعدد من المناضلين والشخصيات الوطنية.
وفيما يلي النص الكامل لخطاب الرئيس زين العابدين بن علي:
«بسم الله الرحمان الرحيم
ايها المواطنون
ايتها المواطنات
بكل فخر واعتزاز يحيي شعبنا الذكرى الثانية والخمسين للاستقلال وعيد الشباب عيدان تلتحم فيهما معاني التضحية والحرية والكرامة والسيادة بمعاني الامل والتفاؤل بالمستبقل.
وهي مناسبة نقف فيها بكل اجلال واكبار ترحما على شهدائنا الابرار الذين بذلوا دماءهم الزكية حبا للوطن وذودا عن حماه كما نستحضر بكل تقدير نضال زعماء الكفاح الوطني وقادته ومقاوميه وتضحياتهم وفي طليعتهم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.
ان امانة الاستقلال امانة مقدسة في اعناق التونسيين والتونسيات كافة وقد واصل شعبنا نضاله منذ تحقيق الاستقلال بكل عزم واصرار لتركيز الدولة الحديثة وبناء مقومات السيادة.
واذ لبينا نداء الواجب يوم السابع من نوفمبر 1987 وانقذنا البلاد مما تردت فيه من وهن وتفكك وفاء لتلك الامانة واعدنا السيادة الى الشعب وحققنا المصالحة الوطنية واسسنا مشروعا حضاريا طموحا فاننا نواصل اليوم بكل تفان واخلاص البذل والتضحيات في سبيل الوطن حتى يبقى ذلك المكسب العظيم مكسب الاستقلال منيعا شامخا وحتى يزداد رسوخا مع كل انجاز جديد.
ان هدف مسيرتنا هو بناء الغد الافضل لكل التونسيين والتونسيات في ظل مجتمع متماسك متضامن راسخ في هويته ومقومات شخصيته الوطنية متمكن من اسباب الحداثة ومن ارقى ما بلغته الحضارة الانسانية من تقدم في كل المجالات.
وقد جعلنا من الديمقراطية وتكريس حقوق الانسان في ظل دولة القانون والمؤسسات اسسا جوهرية لمشروع التغيير ومبادئ محورية للحكم الرشيد بما يزيد دعم استقلال البلاد ويعزز مكاسبها ويدفع بتنميتها.
فالديمقراطية تفقد معناها في غياب تنمية مستديمة ومتضامنة كما ان التنمية تفقد جدواها وعدالتها في غياب مناخ ديمقراطي سليم.
وقد راهنا على تلازم الديمقراطية والتنمية وكسبنا الرهان بفضل وعي شعبنا والتفافه حول خياراتنا التي ظلت دوما في مستوى طموحاته وتطلعاته.
واننا ماضون بكل حزم وعزيمة على درب توطيد اركان اليمقراطية في بلادنا وتعزيز مقومات الاستقرار والطمانينة لا تثنينا الصعاب والتحديات.
اننا على العهد من اجل تونس وسيادتها ورقيها وعزمنا على الاصلاح والتحديث متواصل متجدد.
واذ كنا اعلنا بمناسبة الذكرى العشرين للتحول جملة من الاصلاحات في هذا الاتجاه كان من بينها التخفيض في العمر اللازم لاكتساب حق الانتخاب الى ثماني عشرة سنة فاننا ناذن اليوم بتقديم مشروع قانون دستوري لتنقيح نص الدستور في هذا الخصوص وهو ما يوسع المشاركة السياسية الى ما يزيد عن نصف مليون شاب اضافي سوف يتاح لهم حق الانتخاب سنة 2009 وحرصا منا على توسيع امكانية تعدد الترشحات لرئاسة الجمهورية وفي صورة عدم توفر شرط تقديم المترشح من قبل عدد ادنى من النواب ورؤساء المجالس البلدية المنصوص عليه في الفصل 40 من الدستور فاننا سندرج في مشروع التنقيح وبصورة استثنائية بالنسبة الى الانتخابات الرئاسية القادمة لسنة 2009 امكانية ان يترشح كذلك لرئاسة الجمهورية المسؤول الاول عن كل حزب سياسي سواء كان رئيسا او امينا عاما او امينا اول لحزبه شريطة ان يكون منتخبا لتلك المسؤولية وان يكون يوم تقديم مطلب ترشحه مباشرا لها منذ مدة لا تقل عن سنتين متتاليتين منذ انتخابه لها.
وتاكيدا لما ورد في خطابنا يوم 10 ديسمبر الماضي بان هذه السنة ستشهد دفعا جديدا لمنظومة حقوق الانسان في بلادنا فقد اتخذنا عديد المبادرات والاجراءات سواء لمزيد تطوير الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية او لاستكمال التزامات بلادنا بالاتفاقيات الدولية في هذا المجال ومن ذلك سحب جل الاحترازات التي كانت لنا بشان بعض فصول اتفاقية الامم المتحدة لحقوق الطفل وكذلك اعتماد بلادنا البروتوكول الملحق باتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة.
وهكذا يتدعم دور تونس في تعاونها مع هياكل الامم المتحدة واجهزتها ذات الصلة وتحظى بشرف الحصول على عضوية اول دورة لمجلس حقوق الانسان.
وسنواصل جهودنا لمزيد النهوض بحقوق الانسان وحمايتها نصا وممارسة وفقا للمقاربة التي ارسينا دعائمها والقائمة على شمولية تلك الحقوق وترابطها وتكاملها.
وان احترامنا لحياة الانسان هو الذي حدا بنا في اكثر من مناسبة الى تاكيد موقفنا من مسالة تنفيذ عقوبة الاعدام وامتناعنا عن الاذن بذلك بما لدينا من صلاحيات دستورية كما قمنا في بعض الحالات وفي اطار نفس الصلاحيات بابدال عقوبة الاعدام بعقاب اخر نص عليه القانون وذلك كلما سمحت الظروف الموضوعية التي تاخذ في الاعتبار حقوق الضحايا ومشاعرهم وتاثيرات العامل الزمني والحالة الجزائية والاجتماعية للمحكوم عليهم.
ايها المواطنون
ايتها المواطنات
ان التعددية الحزبية من مقومات منظومتنا السياسية ونحن حريصون على دعمها في كل مرحلة وهي شرط للتنافسية الحقيقية لذلك سبق ان اكدت ان الحزب القوي في حاجة الى معارضة قوية لان في التعددية اثراء للحياة السياسية.
ومن هذا المنطلق فاننا ندعو مختلف الاحزاب السياسية الى التعويل في المقام الاول على قدراتها وعملها القاعدي وعلى التصاقها بمشاغل المواطنين ويبقى دور الدولة اساسيا في ضمان مناخ المنافسة الديمقراطية بين الاحزاب التي عليها كسب ثقة المواطنين من خلال تقديم البرامج وطرح البدائل المقنعة للراي العام والتفاعل الايجابي مع اهتمامات المواطن.
فالاحزاب السياسية في نظرنا هي قبل كل شيء مدرسة للوطنية والمواطنة والتربية على الحوار والمشاركة.
وان التجمع الدستوري الديمقراطي بتاريخه المجيد وبجليل الاعمال والتضحيات التي قدمها رواده وزعماؤه من اجل الاستقلال وبناء الدولة الحديثة يتحمل الدور الاساسي في كسب الرهانات الوطنية بعزيمة واقتدار وصيانة مكاسبنا والاجتهاد في اثرائها بالفعل والانجاز وهو مدعو الى المثابرة على ان هذا المنهج وتوسيع دائرة تحركه واشعاعه وتفاعله مع مشاغل المواطنين وتطلعاتهم وامالهم ومزيد الانفتاح على كل الطاقات والعزائم الصادقة لتتحمل قسطها من المسؤولية في بناء تونس التغيير وتعزيز تقدمها ونمائها باخلاص وروح وطنية عالية.
وهو مدعو ايضا الى استشراف التحولات والتفاعل معها وتعميق النظر في ما يحدث في العالم من مستجدات ليعد العدة للمستقبل بكل عزيمة ومسؤولية حتى يبقى على الدوام في موقع المبادرة والفعل والريادة.
وقد شرع التجمع الدستوري الديمقراطي بكل حماس واعتزاز في الاعداد لمؤتمره الخامس منذ التغيير وفق ما رسمناه له من توجهات وما وفرناه من شروط ليكون هذا الموعد السياسي الوطني فرصة متجددة لحزبنا العتيد لمواصلة مسيرته الريادية على درب الانجاز والاصلاح.
وسيعمل المؤتمر على تعميق النظر في اقوم الطرق وانجعها لاثراء طاقات التجمع في كل المجالات ومزيد تطوير خطابه وتنظيم اساليب عمله وتحسين ادائه ودعم قدراته على التواصل والاستقطاب والتعبئة والتحرك الميداني بما يعزز مكانته على الساحة الوطنية باعتباره الحزب المعبر عن ارادة الاغلبية والفضاء المفتوح امام كل من يتفانى في خدمة تونس وشعبها. وقد ائتمناه على مسيرة التغيير والاصلاح وكان في مستوى الثقة والرهان .
واذ اعرب عن ارتياحي لحركية اللجان الجهوية والمحلية لاعداد المؤتمر داخل الوطن وخارجه وما ميز اشغالها من حضور متنوع وحوار جاد مسؤول ونقاش مستفيض ومشاركة واسعة للمناضلين والاطارات والشباب والمرأة فاني اذن اليوم بانطلاق اشغال اللجان الوطنية لاعداد المؤتمر وفق المنهجية التي رسمناها لها وباعتماد ادبيات التجمع السياسية ووثائقه ومراجعه الفكرية وما تضمنته تقارير اللجان المحلية والجهوية من مقترحات وتوصيات.
واننا حريصون على تامين الترابط والتكامل بين مختلف مستويات العمل التجمعي ومراحله لصياغة مشاريع لوائح المؤتمر التي ستعرض على اللجنة المركزية في دورتها القادمة والتي نريدها نابعة من مشاغل شعبنا واهتماماته وطموحاته ومما يحدث في مجتمعنا وفي العالم من تغيرات.
واذ نؤكد اعتزازنا بالحركية الفكرية والسياسية التي سجلها التجمع في المرحلة الاولى لاعداد المؤتمر في الداخل والخارج فاني اوصي بان تكون اعمال اللجان الوطنية فرصة حقيقية لتمكين الطاقات التي يزخر بها التجمع واطاراته النسائية والشبابية وكفاءاته الفكرية والثقافية وخبراته في مختلف الميادين لاعطاء الروح النضالية المتجددة واللازمة للمرحلة القادمة وبعث النفس القوى والضروري لرفع التحديات القادمة وكسب رهانات المستقبل.
فبهذه الروح يكون مؤتمرنا الخامس مؤتمر الاضافة والخطط والبرامج الطموحة التي تثري رصيد انجازاتنا وتجسم بحق كل اهدافنا وتعمق وعينا وتزيد في يقظتنا وتحفزنا الى مزيد البذل والعطاء.
واذ تقبل بلادنا على مرحلة جديدة من مسار تقدمها الشامل وعلى تحول حاسم في علاقاتها مع محيطها ومع الاتحاد الاوروبي خاصة بعد ارساء منطقة التبادل الحر معه واذ نواجه اليوم تحديات هامة ولاسيما على المستوى العالمي فاننا ندرك ان كسب الرهانات ورفع التحديات يرتبطان بقدرة حزبنا على التغلب على الصعاب وما يتحلى به مناضلوه من روح البذل والمغالبة لذلك قررنا وضع المؤتمر القادم تحت شعار «التحدي» تحدي الصعاب لنيل المنى تحدي الصعاب من اجل التالق تحدي الصعاب من اجل الارتقاء الى كوكبة البلدان المتقدمة.
كما قررنا الدعوة الى عقد مؤتمر «التحدي» من يوم 30 جويلية الى يوم 2 اوت القادمين.
واننا ندعو لجان التفكير الوطنية الى العمل على تحديد الخطاب السياسي وتطوير المفاهيم حتى تواكب مقتضيات المرحلة وتتفاعل مع المستقبل وندعوها الى بلورة فكر سياسي متجدد النفس فكر يستهدف الشباب والنخب ويتفاعل مع التحول العميق الذي يعيشه المجتمع كما ندعوها الى الانكباب على تطوير عمل منظمات الشباب صلب التجمع حتى تضطلع بدورها على احسن وجه.
واذ ينعقد المؤتمر الخامس للتجمع في فترة تشهد فيها المرأة التونسية بفضل ما بادرنا به من اصلاحات وقرارات تعزيزا متميزا لمكانتها في الاسرة والمجتمع وفي مقدمتها المرأة التجمعية التي ستمثل بنسبة لا تقل عن 30 بالمائة في كل قائماتنا الانتخابية لمجلس النواب وللمجالس البلدية فاني ادعوكم الى مزيد توسيع مشاركة الكفاءات النسائية في اعمال اللجان الوطنية لاعداد المؤتمر والحرص على تمثيلها بما يتلاءم مع منزلتها في حزبنا وفي مجتمعنا وذلك في مستوى قائمات نواب المؤتمر وفي قائمات اللجنة المركزية وبنفس النسبة على الاقل.
ان عملنا المتواصل لتطوير مكاسب المرأة عبر الاصلاحات المتوالية والمبادرات المختلفة انما ينطلق من ايمان شخصي بان حماية حقوقها وتفعيلها ودعم اوضاعها من المقومات الاساسية للاصلاح.
وان حضور المرأة التونسية اليوم في مختلف الانشطة والمسؤوليات ومواقع القرار يجسم ما بلغته من كفاءة واقتدار في كل المجالات ويثبت للجميع انها بحق طرف فاعل لارساء مجتمع الحرية والتضامن والتقدم ومواجهة نزعات الرجعية والتطرف.
ايها المواطنون
ايتها المواطنات
اننا لن ندخر جهدا في استكمال البناء التنموي الذي توفقنا اليه واثبت الواقع صواب اختياراته واهمية انجازاته فالنتائج التي تحققت لتونس اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا كانت في مستوى الطموحات الكبيرة التي رسمناها على مدار سنوات التغيير. وهو ما سجلته بكل تقدير تقارير الهيئات والمؤسسات الدولية والمنتديات الاقتصادية التي وضعت تونس في مراتب متقدمة ضمن اقتصاديات البلدان الصاعدة رغم الظروف العالمية الصعبة بسبب الارتفاع غير المسبوق لاسعار المحروقات واغلب المواد الاساسية وفي مقدمتهاالحبوب.
انها ظروف جديدة بالغة الشدة وتحتم علينا اليوم وعيا عميقا بتبعاتها وتاثيرها المباشر وغير المباشر في الاستهلاك وفي كلفة الانتاج وتنافسية الاقتصاد الوطني لذلك بات من الضروري والمتاكد ان يكون الجميع مهما كانت مواقعهم منتبهين الى كل هذه الظروف حريصين على ترشيد استهلاك الطاقة والاقتصاد فيها مساهمين بنجاعة في انجاح الحلول والسياسات والبرامج التي نضعها لمواجهة مختلف المتغيرات.
ونحن نعول في ذلك على الاعلام بشتى وسائله وقنواته المكتوبة والمسموعة والمرئية وعلى الاطراف الاجتماعية ودورها الاساسي في نشر هذا الوعي لدى كل مواطن وارساء هذا السلوك الجديد وتغيير العقليات في هذا الشان.
أيها المواطنون
أيتها المواطنات
لقد حرصنا منذ التغيير على أن يقترن احتفالنا بعيد الاستقلال بعيد الشباب وفي ذلك اكبار لتضحيات أجيال متعاقبة من أبناء هذا الوطن للظفر بالحرية والكرامة وتكريس تواصل التفاني في حب تونس والاخلاص لها والذود عن حماها.
ان للشباب مكانة متميزة في مشروعنا الحضاري. وقد بوأناه منزلة مركزية في اختياراتنا للحاضر والمستقبل ووجهنا كل المخططات التنموية لفائدته. وهيأنا له سبل الانخراط الفاعل في مسيرة البناء والتشييد. وعملنا على دعم مشاركته في الحياة العامة وفتحنا له أبوابا متجددة من الثقة والامل مؤكدين بذلك حرصنا على تشريكه في وضع البرامج الموجهة اليه بدرجة أولى من خلال فضاءات الحوار والاستشارات وكذلك عبر المجالس الاستشارية والهياكل الجمعياتية.
كما جعلنا من الحوار مع الشباب أحد مقومات السياسة الشبابية باعتباره منهجا يوفر له فرصا للتعبير عن مشاغله بكل حرية ومسؤولية وحرصنا على تفعيل آلياته ومزيد تطويرها من خلال اقرار دورية الاستشارات الشبابية وتوسيعها لتجمع بين الاستطلاع العلمي الواسع وسبر الاراء والتحاور مع جميع فئات الشباب في مختلف مجالات حياته الاجتماعية.
وفي هذا الاطار وتجسيما لقرارنا بمناسبة الذكرى العشرين للتحول نأذن اليوم بانطلاق الحوار الشامل مع الشباب وقد اخترنا له شعار «تونس أولا». كما نأذن بالشروع في تنظيم منتديات محلية وجهوية تشارك فيها كل فئات الشباب التونسي وقطاعاته في الداخل والخارج وتختتم بمنتدى وطني خلال شهر سبتمبر القادم.
واننا ندعو كذلك مختلف وسائل الاعلام والاتصال الى التفاعل مع هذا الحوار ومزيد توسيع المساحات المخصصة للشباب سواء في الوسائل المكتوبة أو المسموعة أو المرئية أو على شبكة الانترنات والى وضع برامج حوارية حول المواضيع المدرجة ضمن الحوار الشامل مع الشباب ومواكبة مشاغله والى تمكين الشباب من التواصل والتعبير عن آرائه وتقديم تصوراته ومقترحاته بكل حرية وأريحية حتى نقف على تطلعاته وآرائه وأفكاره حول حاضر بلادنا ومستقبلها.
اننا نريده حوارا بدون مواضيع محرمة أو رقابة على الرأي والتعبير في اطار احترام الثوابت الوطنية والقيم الاخلاقية المتعارفة في مجتمعنا.
ولما كان الهدف من تنظيم هذا الحوار هو صياغة ميثاق وطني للشباب حول الثوابت والخيارات الكبرى التي نعمل جميعا على تكريسها فاننا نؤكد مجددا ضرورة ابراز منزلة هويتنا وقيمنا الحضارية والوطنية وايلاء مبادئ التفتح والاعتدال والتسامح والحداثة المكانة الجديرة بها في تلك الثوابت.
ان مستقبل تونس أمانة بين أيديكم أيها الشباب فلتحافظوا على الامانة وليكن سبيلكم لمن بعدكم كسبيل من كان قبلكم في الاخلاص لهذا الوطن والتفاني في خدمته.
وستكون نتائج الحوار الشامل مع الشباب مرجعا لاعداد استراتيجية وطنية للشباب بالنسبة الى المرحلة القادمة تلتزم بها الاطراف المعنية وتشكل اطارا شاملا ومتكاملا للقطاع وآلية للتنسيق والتعاون والشراكة في تسيير شؤونه ودعم أدوار مختلف الاطراف فيه وفي مقدمتها مكونات المجتمع المدني.
أيها المواطنون
ايتها المواطنات
اننا جعلنا من التشغيل هدفا وأولوية مشتركة لكل السياسات القطاعية تماشيا مع ما رسمناه من توجهات في برنامجنا لتونس الغد.
وقد توفقت تونس الى احداث أكثر من مليون و200 الف موطن شغل منذ التغيير بنسق تصاعدي مطرد بلغ معدله 2 فاصل 7 بالمائة سنويا خلال العشرية المنقضية.
ولئن مكن هذا النسق من تراجع نسبة البطالة بنقطتين فان تطور عدد طالبي الشغل الجدد وحاملي الشهادات العليا منهم خاصة يدعونا الى مزيد تكثيف الجهود واستنباط الحلول لتوسيع افاق التشغيل واحداث مواطن الرزق والعمل الحر وبعث المؤسسات.
ان التشغيل مسؤولية مشتركة بين كل أطراف العمل الاقتصادي والاجتماعي ومنظومة التربية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالاضافة الى دور المجتمع المدني في التشغيل وفي المساعدة عليه وفي تحسين نسبة التشغيلية وكذلك دور الاسرة في غرس عقلية المبادرة والتعويل على الذات وروح المنافسة والمغالبة ونبذ السلوكيات الاتكالية.
وقد كنا أذنا بمناسبة احتفال بلادنا بعشرينية التحول بتنظيم استشارة وطنية حول التشغيل خلال هذه السنة ونحن نأمل أن تكون هذه الاستشارة فرصة لكل الاطراف لاجراء حوار معمق حول أهم المسائل المرتبطة بالتشغيل واقتراح حلول عملية لتوظيف الطاقات المتوفرة لدى شبابنا على النحو الامثل في الدورة الاقتصادية.
ولتيسير المشاركة المباشرة لكل القوى الحية في مختلف جهات البلاد في هذه الاستشارة نأذن بانطلاق فعالياتها على المستويين المحلي والجهوى ليتم الاستئناس بنتائج تلك المرحلة الاولية في الاستشارات الاقليمية التي ستنظم فيما بعد تمهيدا للندوة الوطنية حول التشغيل.
كما أذنا في خطابنا في الذكرى العشرين للتحول بالقيام باستشارة وطنية لتحديث الوظيفة العمومية ودعم قدرتها على مواكبة التحولات ادراكا منا لاهمية دور الادارة في دفع مسار التنمية وضرورة الارتقاء بأدائها الى الافضل.
وسنحرص على أن تكون هذه الاستشارة في مستوى طموحاتنا في مجال تحديث الوظيفة العمومية.
واذ نأذن اليوم بانطلاق أشغالها فاننا ندعو الى توسيع مجالها حتى تشارك فيها مختلف الاطراف المعنية مع الاستئناس بتجارب البلدان الاكثر تقدما في هذا المجال.
وأدعو الى مزيد العناية بالجوانب التي تخص قيم العمل في الوظيفة العمومية ومبادئها ومفهوم الحقوق والواجبات فيها وضرورة تحديث تقنيات التصرف في الموارد البشرية ودفع الادارة الالكترونية بشكل عملي متميز وناجع فعال.
أيها المواطنون
أيتها المواطنات
ان رفع تحديات المستقبل يتطلب من الجميع حزم أمورهم فلا مجال للتراخي والانتظار ولا مجال للتواكل والاستكانة.
انها مرحلة جديدة نؤكد خلالها عزمنا على تحدي الصعاب وعلى بذل المزيد من الجهد والعطاء للعمل أكثر وبصفة أفضل حبا لوطننا وولاء له دون سواه.
ان التفاني في خدمة تونس والذود عن حماها وصيانة مكاسبها واجب مقدس نضطلع به بكل اصرار وفاء لمن بذلوا دماءهم الزكية ونفوسهم الطاهرة في سبيل عزة الوطن وجاهدوا حق الجهاد من أجل أن ننعم اليوم بالكرامة والحرية والاستقلال.
لذلك يجدر بكل التونسيين والتونسيات أن يتمعنوا جميعا في نضالات الشهداء والمجاهدين والمقاومين والزعماء فيستلهموا منها العبرة والموعظة ويتخذوا منها القدوة والمثل لتكون مدعاة لهم للشعور بالفخر والاعتزاز والمثابرة على درب الاصلاح والتغيير حتى تبقى تونس حرة منيعة مزدهرة على ادوام.
قال تعالى «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.