تونس الصباح: "لا يكفي أن يكون الشباب متعلما وأن يحصل على عمل لائق ومسكن وأن تتوفر له فضاءات الترفيه وإنما تقتضي واجبات المواطنة منه أن يهتم اكثر بالشأن العام وأن يكون حاضرا في الفضاءات المدنية والسياسية".. هذا ما بينه السيد الصادق شعبان رئيس اللجنة الوطنية للحوار مع الشباب خلال لقاء صحفي عقده أمس بمقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي لتسليط الأضواء على أهداف هذا الحوار وكيفية تنظيمه وأجندته.. فالشباب على حد تعبيره يجب أن تكون لهم رؤية للوطن فمشاغل التعليم والترفيه والتشغيل مشروعة ولكن مع هذه المشاغل يجب أن يكون لهم تصورا لمستقبل تونس وهي الروح التي نريد أن نحييها في هذه الحوارات. وبين بالمناسبة أن هذا الحوار الذي سيكون تحت شعار "تونس أولا" سيفضي إلى ميثاق وآلية وأن كل ما سوف يقال بين الشباب سيتم أخذه بعين الاعتبار عند إعلان إستراتيجية وطنية حول الشباب. ولكن قبل الإستراتيجية هناك ميثاق وطني سوف يركز على الخيارات الكبرى والمبادئ التي سيقوم عليها العمل الشبابي في المستقبل. وذكر أن الحوار سيكون بين مجموعات صغيرة تتكون من ثلاثين أو أربعين شابا على أقصى تقدير وذلك لإعطاء الفرصة للجميع للتعبير عن آرائهم.. ويتمثل هدف الميثاق على حد قوله في تحقيق مشاركة أكبر للشباب في الحياة العامة.. فالشباب "يجب أن ينخرط في الحياة العامة من أحزاب ومنظمات وذلك ليحدد خياراته المستقبلية". وينظم الحوار بالاستعانة بنحو خمسين شابا يمثلون كل الجهات فهم شباب المنظمات وشباب الأحزاب السياسية وشباب الفئات الخصوصية والشباب غير المهيكل. وتمت دعوة هؤلاء الشبان لوضع ثلاث أجندات أولها أجندة المنتديات المحلية وستتولاها لجان في الجهات وتم تنظيم 2600 منتدى والثانية أجندة قطاعية تنفذها الوزارات المعنية بالشاب مثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا وفيها مائة حوار ووزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية ولها أكثر من ألف حوار إضافة إلى وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ووزارة المرأة والطفولة والمسنين ثم الغرف الفتية والغرف التجارية وكل المنظمات الشبابية والأحزاب الوطنية أما الأجندة الثالثة فهي إعلامية وتم فيها ضبط برنامج مفصل للحوار مع الشباب. القرب الجغرافي بين رئيس اللجنة الوطنية للحوار مع الشباب أنه تم الاختيار على أن تكون هذه الحوارات في فضاءات متنوعة وقريبة من الشباب مثل المكتبات وفضاءات الابداع والبلديات والمقاهي المحترمة. وأضاف أنه تم تصميم موقع على شبكة الانترنيت وهو يحتوي على عدة معلومات. ويمكّن من متابعة الحوارات ونشر أجندتها وتحيينها كلما طرأ عليها تغيير وفيه تغطية لأفضل الحوارات مباشرة أو إذاعية أو تلفزية أو في الصحف ويحتوي على مدونات لشخصيات وطنية معتنية بالشباب وهو الآتي ذكره www.pactejeunesse.tn ومن أدوات الحوال نجد رقم نداء مجمع وهو 1820 للاستماع إلى الشباب ورقم نداء للهاتف الجوار 87222 للاستخدام للمراسلات القصيرة وسيتم تجميع الأفكار الواردة في تلك الإرساليات حول تونس. وسيشرف على تنسيق الحوارات وتنشيطها وصياغة التقرير حوالي 1700 شاب وشابة من كامل تراب الجمهورية ينضاف إليهم حوالي 300 شاب لاستغلال المعطيات على الصعيد الوطني.. وستكون الحوارات محلية ووطنية وفي الخارج وسيكون يوم 20 سبتمبر القادم يوم الحوار الشبابي الوطني وبعدها سيتم إعداد الميثاق ثم سوف يتم الإعلان عنه في شهر نوفمبر. وقد انطلقت الحوارات أمس في معتمديات المنيهلة بأريانة والزهراء ببن عروس وطبربة بمنوبة والمرسى بتونس وغزالة ببنزرت ومجاز الباب بباجة وعين دراهم بجندوبة وتاجروين بالكاف وكسرى بسليانة وفريانة بالقصرين وسيدي عيش بقفصة وأولاد حفوز بسيدي بوزيد ونفطة بتوزر وسوق الأحد بقبلي والبئر الأحمر بتطاوين وميدون بمدنين والحامة بقابس وساقية الداير بصفاقس والجم بالمهدية وحفوز بالقيروان وطبلبة بالمنستير ومساكن بسوسة وبئر مشارقة بزغوان وبني خيار بنابل. وأكد رئيس اللجنة الوطنية للحوار مع الشباب على أن الحوارات الشبابية ستكون بألوان مختلفة من كل المنظمات والأحزاب ولا إقصاء فيها لأحد.. فهل ستتوفر الظروف المناسبة لتحقيق هذه الرغبة حتى يكون الميثاق الشبابي معبرا بحق عن شباب تونس على اختلاف فئاته وجهاته سواء كان داخل البلاد أو خارجها؟