عاشت كامل يوم أمس الأربعاء ولاية سيدي بوزيد مثل بقية ولايات الجمهورية على وقع إضراب أساتذة التعليم الثانوي الذي دعت له النقابة العامة للسلك على خلفية تنصل وزارة الإشراف عن الاتفاقيات الممضاة ورفضها إدراج التقاعد ومشاق المهنة ضمن المطالب الرئيسية للقطاع واستنادا إلى مصادر نقابية فإن نسبة الانخراط في هذا التحرك الاحتجاجي على مستوى الجهة بلغت 98%. في سياق متصل أشار الأولياء بكثير من القلق إلى تراجع المستوى التعليمي لمنظوريهم بعد الثورة نتيجة لعديد العوامل من بينها الاهتمام بالكم على حساب الجودة والبحث عن النتائج الحينية والأرقام التي لا تعكس واقع الأشياء زد على ذلك موجة الإضرابات التي شهدها القطاع وغياب المعدات والوسائل التعليمية العصرية وضعف البنية الأساسية وتدني المحيط التعليمي، وإجمالا يمكن إقرار حسب قولهم أن التلميذ لا يتوفر على عوامل المساندة الفعلية التي تمكنه من النجاح والتميز. وقد ذكر عبد الكريم بكاري الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الأساسي بسيدي بوزيد في تصريح ل"الصباح" أنه وعلى إثر احتجاج المعلمين عن انقطاع الماء عن مدارس المزونة انعقدت مساء أول أمس جلسة عمل طارئة بمقر الولاية خصصت لتدارس الإشكال القائم وعقب تشخيص الوضع المتسم بالاحتقان تم الاتفاق بين كافة الأطراف المهتمة بالموضوع على تزويد مدارس بوهدمة وهداج وطلح المراقب والقوارص آليا أي في الظروف العادية "اشتغال الكهرباء" وتخصيص صهاريج في الغرض تغطي مدارس البوع1 وهداج 2 والقزقازية وغدير الربايع والفوني والخبنة وفرجان مع تعهد المديرين بالحفاظ عليها والتنسيق مع معتمد الجهة قصد توفير الماء كلما دعت الحاجة إلى ذلك. وأكد محدثنا أن النقابة بصدد ضبط قائمات دقيقة في المدارس الابتدائية التي تفتقد للماء الصالح للشرب وتشريح وضعها بتبرير بناء فساقي بها وتجهيزها بمحركات كهربائية وذلك بالتعاون مع المصالح الجهوية المختصة والسلط المعنية بالإضافة إلى برمجة جلسة عمل ومتابعة في موعد لاحق لتقصي الحلول الجذرية الكفيلة بتجاوز معضلة الانقطاعات الدورية للماء وعلاقتها بالمجامع قبل موفى الشهر الجاري. وفي سابقة خطيرة أثارت صدمة واستغراب الرأي المحلي والجهوي قرر الأولياء منذ يوم 8 أفريل منع أبنائهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة في إعدادية هنشير القلال الراجعة بالنظر لمعتمدية منزل بوزيان والتي تضم حوالي 492 تلميذا وتلميذة وبين بعض المواطنين في اتصال ب"الصباح" أنهم اتخذوا هذا القرار احتجاجا على عدم الاستجابة لمطلبهم الوحيد المتمثل في إحداث معهد ثانوي بالمنطقة يعفيهم من مصاريف إضافية هم في غنى عنها ويجنب أبناءهم متاعب ومخاطر التنقل إلى المعتمديات المجاورة كما أكدوا استعدادهم للتبرع بقطعة أرض لتسهيل عملية انجاز هذا المشروع الذي صار في سلم أولوياتهم العاجلة على حد تعبيرهم.