صرّح وزير الداخلية لطفي بن جدو خلال الحوار الذي أجراه مع صحيفة "المغرب" أنّ "أبو عياض" له قدرة على التخفي إلى حدّ ارتداء النقاب مما صعّب إلقاء القبض عليه. كما تعدّدت التسريبات الأمنية لبعض وسائل الإعلام حول تخفي كمال القضقاضي المتهم باغتيال شكري بلعيد وبعض القادة المنتمين للتيارات الجهادية بالنقاب وذلك هروبا من الملاحقات الأمنية. وعن إمكانية تخفي أبو عياض بنقاب حسب تصريح وزير الداخلية رياض بن جدو، قال القيادي السلفي خميس الماجري ل"الصباح الأسبوعي": "إنّ تخفّي 'أبو عياض' بالنقاب أمر مستحيل ووزير الداخليّة والحكومة يريدان تقنين منع النقاب بهذه التعلّة السخيفة، والأمر سياسيّ بالأساس وليس أمنيّا". وأضاف قائلا: "المسلم لا يلوّث لباس العفة، وتخفّي الرجل بنقاب يهزّ من رجولته ويطعن في شرفه، لأنه سيعرّض فريضة شرعية إلى الانتهاك والقمع وسيزرع بين الأخوات الشكّ والريبة والخوف من إمكانية اختراق الذكور لمجامعهنّ الخاصة، وهذا لا يقبله شريف". كما اعتبر القيادي السلفي البارز خميس الماجري أنّ تصريح الوزير الجديد بيّن أنه لا يزال على عهد من سبقه في التضييق والتمييز ومحاصرة الشباب الملتزم، قائلا: "الحكومة تسعى إلى الضرب في "اللَحْمَة الحيّة" و"كسر العظام" بانتهاك حرمات الأخوات لتخويفهن حتى يتخلين عن النقاب تحت تعلة إلقاء القبض على الفارين من مُسمّى العدالة". تصريحات.. و"أمور خطيرة" ويرى محدثنا أنّ هذه التصريحات تندرج ضمن المزيد من الضّغط على "التيّار السلفي" المضطهد من قبل السلطة التي تمارس التمييز ضدّه، قائلا: "رغم كلّ ذلك لم يستجب التيّار للاسفتزازت المريرة الكثيرة المتعدّدة، وهذه التصريحات تكشف بكلّ جلاء عن أمور خطيرة". وعن هذه الأمور الخطيرة، قال خميس الماجري: "إنّ هذه التصريحات تهدف إلى الطعن في المنقبات والمسّ من أعراضهنّ والكشف عن حرماتهن وخصوصيّاتهن، إضافة إلى السعي إلى إلزام النساء بارتداء ما يريده البوليس، لا ما يريده ربّ العالمين". وذكر القيادي السلفي أنّ هذه التصريحات تهدف إلى إيذاء المسلمات المنقبات بتعريتهنّ وتخويفهنّ تحت حجّة سخيفة، قائلا: "أنا أتحدّى وزير الداخليّة أن يتعرّض ليهود تونس بالكلام ولو بالإشارة، ولا أقول باستفزازهم". وعن تحرّك السلفيين في صورة اتباع وزارة الداخلية هذه الخطوة حرصا على حماية الأمن العام، قال القيادي السلفي: "لئن فكّر وزير الدّاخليّة ووراءه حكومته في هذه القذارة، فسيقعون في حفرة عميقة خطيرة لا يخرجون منها أبدا. إن وقع هذا فهو ظلم كبير وحركة طائشة عمياء لأنّ المسّ من الحرمات والأعراض خط أحمر ولن نترك هذا الأمر يمرّ أبدا، لأنهم سيدخلون البلد في حرب باردة مدنيّة مفتوحة، ونقول إنّ الشّباب ليسوا متطرّفين بل هم متمسّكون بدينهم الذي أنزله الله عزّ وجلّ، والتطرّف هو في الحكم الذي يقتلهم في الشوارع وفي السجون". إعداد الرأي العام لضرب النقاب وفي اتصالنا بعضو مكتب الإعلام لحزب التحرير عماد حدوق، ذكرنا بموقف حزب التحرير غير المتبني لفرض ارتداء النقاب مشيرا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الحَاجَة لاَ تَتنقبُ حتى تُعرَف". ورغم تأكيده أنّه من المستحيل أن تعود تونس لمرحلة التضييق على الحريات ومنع ارتداء النقاب، فقد اعتبر عضو حزب التحرير أنّ هذه التصريحات تتنزّل في إطار جسّ النبض وإعداد الرأي العام لضرب النقاب، قائلا: "إنّ الواضح هو أنّ الحكومة أصبحت تصنع الأحداث وكلّ مرّة تخرج عنوانا لتنفيذ فكرة معينة". ويرى خميس الماجري أن هناك إرادة واضحة لاستدراج الشّباب إلى فخّ ردود الأفعال، قائلا لأنصارهم من الشباب: "لا تقعوا في الفخّ. واعملوا لصالح التونسيين، قال تعالى: "إِنّ الَذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا".