تتواصل بمعتمدية جرجيس مظاهر التهميش والنسيان لتزيد من عمق المعاناة التي يعانيها المواطن في عاصمة الزياتين وفي واحدة من أكبر المدن إنتاجا للأسماك والخيرات البحرية فلم تراع لها خصوصياتها الجغرافية تحقيق أدنى مقومات المدينة الفلاحية السياحية رغم اقتراب الموسم السياحي وعودة أبنائها المهاجرين وما يتطلبه من استعدادت مبكرة لتلافي النقائص والصعوبات العديدة وخاصة في مستوى البنية التحتية المهترئة، فالخدمات ضعيفة ودون المأمول في التطهير والماء الصالح للشراب في غياب الرقابة وضعف المتابعة ولعل ما يحدث بين اليوم والآخر من انقطاع في الماء في أكثر من جهة بإعلام أوبدونه وآخرها يوم الجمعة الفارطة حيث انقطع الماء كامل اليوم وعرفت المؤسسات التربوية مشاكل بالجملة مما دفع بعض المديرين إلى اقتناء المياه المعدنية للحالات الإضطرارية بسبب الإنقطاع الناتج عن تواضع الإمكانيات في الأعوان والمعدات وغياب المخططات والتصورات العملية السريعة للحالات الطارئة. الجمعة الفارطة لم تكن عادية إطلاقا فعدوى انقطاع الماء انتقلت لتصيب فرع الشركة الوطنية للكهرباء والغاز لينقطع الكهرباء في عديد الأحياء السكنية والمؤسسات الخدماتية بسبب انفجار في أحد المولّدات ذات الطاقة العالية حسب رواية بعض المواطنين في أحياء البساتين ورأس الظهرة وحمادي القبلي وغيرها. انقطاع الكهرباء مألوف لدى الأهالي ومعروف بطابعه الفجئي في أغلب الأحيان لكن لاأحد تعوّد على الظّلام ليلتين متتاليتين ويوم الجمعة لتتعطل ورشات النجارة والطولة والكهرباء ومعامل الخياطة والإعلامية وغيرها أمام تواصل غياب الرقابة والتفعيل وتجاوز مخلفات فترة الفراغ التي عرفتها مؤسساتنا بعد الثورة رغم الوعود والبرامج وكثرة المجالس.