خدمات المصحات وتعاملها مع ال«كنام» لا تتعارض مع اعتمادها على طبيب غير منخرط في المنظومة تونس الصباح: يمثل القطاع الصحي الخاص في تونس سندا هاما للمجال الصحي العام في البلاد، ويضطلع بدور بارز في الخدمات الصحية المسداة، وفي دعم التوجهات العامة للسياسة الصحية . ولعل مبادرة القطاع ووحداته الصحية على اختلاف أنشطتها واختصاصاتها في التعاقد المبكر مع منظومة التأمين على المرض لدليل على تمشيها ضمن الاختيارات والتوجهات الصحية العامة لسياسة الدولة. لكن ماذا يعطل بعض المصحات في تطبيقها للإجراءات الخاصة بالتأمين على المرض؟ اشكالية أطباء الاختصاص غير المتعاقدين مع ال"كنام" يثير جدلا داخل المصحات الخاصة تعتمد المصحات الخاصة في تعاملاتها مع أطباء الاختصاص على إختلاف أنواع اختصاصاتهم وذلك طبقا لتشريعات وقوانين في هذا المجال، ولم تكن هناك اشكالية في السابق يمكنها أن تحول دون هذا التعامل على إعتبار أن للطبيب المختص الحق في عمل تكميلي يؤديه في المصحات. لكن وبإبرام المصحات الخاصة إتفاقية الانخراط في منظومة التأمين على المرض ظهرت بعض الاشكايات، خاصة أن أطباء الاختصاص المتعاملين معها لم ينخرطوا بعد في منظومة التأمين على المرض، مما عطل على ما يبدو تطبيق تعاقد المصحات مع ال"الكنام"، والدّخول في تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل . ولم تتوقف الامور عند هذا الحد بل نلاحظ الان تسببها في ضياع حق المضمونين الاجتماعيين في استرجاع مصاريف العلاج الذي يتم داخل هذه المصحات الخاصة. لكن أين الاشكال حتى تتعطل حقوق المضمونين لهذا الحد؟ التعامل مع الطبيب المختص لا يعطل مسار التعاقد مع ال "اكنام" لو نظرنا في روح إتفاقية التعاقد المبرمة بين منظومة التأمين على المرض ومصحات القطاع الخاص، لوجدناها جلية في كامل فصولها، وهي لا تعني أطباء الاختصاص الذين يسدون خدمات داخلها، بل تتعلق بالخدمات التي تسديها المصحة للمضمون الاجتماعي، وهذا البعد في الاتفاقية يمثل بابا لتعامل المصحات مع المضمون الاجتماعي لايعطله جانب تعاقد الطبيب مع المنظومة من عدمه. بعض المضمونين الاجتماعيين اتصلوا بنا ليطرحوا إشكالا تعرضوا له هذه الأيام مع المصحات. وهو يتمثل في عدم تلبية رغباتهم في تكوين ملف الخدمات التي اسدتها لهم وتوجيهه لمنظومة التأمين على المرض لاسترجاع مصاريف خدمات المصحة . وقد أشار بعض هؤلاء المضمونين أن إمتناع المصحات عن تكوين الملف قد جاء بتعلة تعامل المصحة مع طبيب غير منخرط في المنظومة. فما العلاقة بين هذا الطبيب غير المنخرط في المنظومة وخدمات المصحة والمصاريف التي دفعها المضمون حتى لا يحق له استرجاعها من ال"كنام" مادامت المصحات قد تعاقدت مع صندوق التأمين على المرض؟ هذه الإشكالية لا تهم في الحقيقة المنظومة بقدر ما تهم المصحات وتطبيقها لاتفاقية التأمين على المرض، ونعتقد أن عرقلة مصالح المضمونين في استرجاع مصاريف خدمات المصحات التي يقصدونها لا تشجع في جانب آخر على اختيار المنظومات العلاجية التي تجري الآن وتم التمديد فيها الى أواخر شهر أفريل القادم. ثم ما ذنب المضمون الذي إختار التوجه الى مصحة وهو يعرف مسبقا أنها متعاقدة مع منظومة التأمين على المرض ولا يجد امكانية في استرجاع مصاريف الخدمات التي اسدتها له؟