ألبومي الجديد عودة للون الذي نجحت فيه لم تخف الفنانة التونسية علياء بلعيد عدم تفاؤلها بواقع بلادنا اليوم وبالمناخ الثقافي والاجتماعي الذي اعتبرته غير مشجع على العمل والإبداع لاسيما في ظل سعي بعض الجهات والأطراف إلى بثّ أجواء التفرقة والخلافات والرؤى الظلامية في الأوساط الاجتماعية والسياسية والثقافية على حد السواء. في المقابل قالت إن تفشي مظاهر الفوضى وموجة التشكيك وعدم احترام الفنان التونسي بشكل خاص، من العوامل التي استفادت منها أنماط موسيقية أخرى كالراب" وغيره. ولكنها عبرت عن يقينها بقدرة الموسيقى والأغنية التونسيتين على العودة لافتكاك مكانتها التي تستحق. وأفادت عليا بلعيد أنها تستعد للعودة إلى ساحة النشاط والانتاجات من الباب الكبير. وأوضحت في ذات الإطار أنها بصدد وضع اللمسات الأخيرة لإصدار ألبوم جديد تجدد فيه العهد مع الملحن عادل بندقة، يتضمن عشرة أغان تعاملت فيها مع كل من الحبيب لسود وعبدالصمد كورشيد والحبيب المحنوش في كتابة الشعر. بيّنت أنه لم يتم الاتفاق بعد على عنوان الألبوم رغم أن كل المؤشرات تتجه نحو "الغصن الأخضر" وهي أغنية وطنية رات أنها أكثر تعبيرا عن تونس اليوم. وفيما يتعلق بتجربتها مع عادل بندقة قالت محدثتنا :" أعترف أنني أجد راحة كبيرة في التعامل مع عادل بندقة. لأني أشعر في التعامل معه بانسجام وتفاهم فني كبير يصعب أن أجده مع الآخرين بنفس الشكل خاصة أننا بدأنا العمل معا منذ سنة 2000". وأضافت في نفس السياق قائلة :" فما يتميز به هذا الموسيقي من حرص على متابعة كل ما يتعلق بالفنان الذي يتعامل معه من أجل انجاح العمل الذي يجمعه به. ولعل هذه الخاصية تجعلني أقبل على اي مشروع يجمعني به بثقة ورغبة كبيرتين خاصة أنه يجمع في الحانه بين الأغنية الكلاسيكية والإيقاع الخفيف الذي أميل إليه لأن فيه تبرز قدراتي الصوتية". واستدلت على نجاح تجربتها مع عادل بندقة بما قدمته من أعمال لا تزال رائجة ومطلوبة في مختلف الأوساط التونسية. وأكدت أن هذا الألبوم في انتظار الحصول على دعم من وزارة الثقافة. هذا بالاضافة إلى بعض الأغاني التي أنتجهتها بعد الثورة والتي جمعتها برياض الصيعي على غرار "ادلل" و"يا غزالي" للزهر شعير. المهرجانات الكبرى من جهة أخرى نفت علياء بلعيد أن تكون اختارت بمفردها عدم المشاركة في مهرجان قرطاج لصائفة 2013. وقالت في ذات السياق:"كان بودي أن أصعد على ركح مهرجان قرطاج كل ستة أشهر خاصة أنه لي من التجربة والإمكانيات والأعمال الكافية لتقديم حفل ناجح في كل مرة. فبعد مسيرة أكثر من خمسة وعشرين سنة أجد نفسي مبعدة عن أكبر التظاهرات والمهرجانات في تونس رغم أن من يشاركون في هذا المهرجان ليسوا أفضل مني". في المقابل أوضحت أنها ستشارك في مهرجان الحمامات الدولي لهذه الصائفة بعرض قد تقدم فيه أغانيها الجديدة. فيما أعربت عن نيتها في عدم تفويت دورة العام المقبل لتكون على ركح قرطاج. كل ما قدمته خلال مسيرتها الطويلة تقول علياء بلعيد كان بجهد جهيد رغم ما تمتلكه من قدرات فنية ترجحها لتكون من بين أكبر وأجمل الأصوات العربية ليس فقط التونسية حسب تأكيدها. نشاط مدني كما عبرت صاحبة "هبت نسمة شالها" و"هو شي وهي شي" عن تسمكها بدورها كمواطنة تونسية أولا وفنانة ثانية في القيام بدروها في هذه المرحلة الحرجة والصعبة في تاريخ بلادنا وذلك من أجل تصحيح المسار على نحو تكون تونس على النحو الذي ناشده وطمح له شبابها الثائر وشهدائها الذين قدموا دماءهم من أجل مطالب العيش الكريم والحرية والديمقراطية بعديا عن قمع الأحلام والرؤى والأفكار من ناحية ورنوا للابداع والحق في الاستمتاع بما يتيحه واجب المواطنة على الجميع. وبيّنت في ذات الإطار أنها تشارك اليوم الأحد في حملة تضامن لمرضى السرطان بأحد النزل بالعاصمة. فضلا عن متابعتها لكل أنشطة المجتمع المدني بعيدا عن أي نشاط حزبي. واعتبرت نفسها فردا فاعلا في هذا المجتمع. وداعمة لكل المبادرات التي تهدف لتوحيد صفوف التونسيين على السواء. لا للظهور العشوائي ورفضت علياء بلعيد أي ظهور أو تحرك في هذه المرحلة يكون غير مدروس. واعتبرت في قبول ذلك انخراط في العشوائية والفوضى التي تعم أغلب القطاعات وفي مختلف الأوساط في بلادنا. كما عبرت عن استغرابها من غياب أبرز الفنانين في تونس في وقت كان من المفروض أن يتحرك فيه الجميع من أجل مصلحة القطاع والوطن. وتساءلت عن سبب غياب الفنانة أمينة فاخت لأنها تراها قيمة فنية وجب أن تكون حاضرة كما الشأن بالنسبة لصوفية صادق وغيرهما.