بعد سنوات طويلة من العمل، عرفت خلالها فترات جميلة وأخرى صعبة، تمكنت المطربة علياء بلعيد خلال عام 2004 من تحقيق أحد أهدافها البارزة والحلم الذي عاشت على أمل ان يتحقق ذات يوم ونقصد الصعود على ركح قرطاج الدولي في حفل خاص بها... مرور علياء من قرطاج لم يكن مرور الكرام كما يقال ولكنها أعلنت من على ركح المسرح الأثري بقرطاج ميلاد نجمة غنائية تونسية... والنجاح الذي حققته المطربة علياء في قرطاج وفي عدة مهرجانات أخرى، لفت الانتباه ورسخ في أذهان الناس، لذلك أجمعت كل الاستفتاءات على أن المطربة علياء من الأسماء البارزة في مجال الغناء بالنسبة لعام 2004... عن هذا التتويج، والنجاحات والمشاريع المستقبلية، كان هذا الحوار مع الفنانة علياء بلعيد... * ماذا تقول علياء بعد نجاح قرطاج، وبعد اختيارها ضمن نجوم عام 2004؟ هذا التتويج اعتبره من الحوافز لمزيد العمل، ويحملني مسؤولية أكبر تجاه الجمهور وتجاه الاعلام التونسي الذي دعمني ووقف الى جانبي، وأرجو ان أكون في مستوى الثقة التي وضعها في شخصي هذا الجمع الكريم. * هل يمكن القول ان حفل قرطاج كان حلم علياء بلعيد؟ قرطاج حلم كل الفنانين في تونس وخارجها، وقد عملت سنين طويلة من أجل تحقيق هذا الحلم... * وماذا بعد قرطاج؟ قرطاج محطة في مسيرتي الفنية، صحيح هي محطة مهمة، لكنها ليست نهاية المشوار، بعد قرطاج انطلقت في مرحلة فنية جديدة... * ما هي ملامح هذه المرحلة الجديدة؟ الآن بدأت التفكير في الانتشار عربيا، وان شاء الله يبدأ العمل فعليا على تحقيق هذا الهدف... * كيف ستكون البداية؟ لقد كان من المنتظر ان أتحول الى القاهرة منذ فترة، لكن وفاة والدي رحمه الله، جعلتني أؤجل الرحلة الى وقت لاحق، وان شاء الله ستكون في بداية عام 2005. * اليوم تسيطر على الساحة موجة من الأغاني الهابطة، أو كما تسمى أغاني غرف النوم، ماذا ستفعل علياء، هل ستتمسك بخطها الطربي، أم ستركب الموجة؟! لا، لن أحيد عن توجهاتي، ولن أنزل الى مستوى «آه ونص» وبقية الأغاني الهابطة، سأحرص على تقديم أغان تواكب العصر، لكنها راقية وذات مستوى فني... * وهل لك مراجع ونماذج في هذا المجال؟ أكبر مثال الفنانة العزيزة الراحلة ذكرى، فأغان مثل «الأسامي» و»حياتي عندك» من أجمل ما تسمع، وهي مواكبة للعصر لكن دون اسفاف... هذه النوعية هي التي سأسعى لتقديمها، اما النوعية الأخرى فلو قدمت لي مجانا ومعها الملايين فلن أقبل... * نعود الى تونس، هل صحيح ان القطيعة حصلت بينك وبين الملحن عادل بندقة؟ لا، ليس صحيحا بالمرة، وشخصيا استغرب من نشر هذا الخبر وتداوله في الساحة، تعاملي متواصل مع عادل، وان شاء الله سنلتقي في أعمال جديدة... * الشاعر الحبيب لسود، هل ستتعاملين معه مستقبلا؟ لا، لأنه أساء لي بكلامه، والغريب ان ما قاله ليس صحيحا، وإساءته لي كانت مجانية لذلك من الصعب أن أتعامل معه مجددا على الرغم من أنه من خيرة الشعراء في تونس... * على ذكر الشعر والشعراء، هل صحيح أن الأغنية التونسية تعيش أزمة كلمات؟ غير صحيح، الساحة تعج بالشعراء الجيدين، وهناك شعراء مغمورون في شمال تونس وجنوبها أصحاب موهبة شعرية لا يرقى اليها الشك، وستستمعون الى أغان تحمل امضاء هؤلاء الشعراء في أعمالي المقبلة. * تحدثت عن رحلة الى مصر، فهل ثمة مشروع تعاون مع ملحنين أو شركة؟ الحقيقة هناك اتفاق مع الملحن حسن أبو السعود حول تسجيل أغنيتين، كما أن هناك مشروع تبنّ مع شركة انتاج مصرية ان شاء الله يتم انجازه، لكن الثابت في الوقت الحاضر هو تسجيل أغان من تلحين أبو السعود. * ونحن في مستهل عام جديد، ماذا تقول علياء، ما هي أمنياتها؟ أتمنى عاما سعيدا للجميع، والخير لكل الناس، وان شاء الله نشهد نهضة غنائية بعد الركود الذي عاشته الساحة الغنائية، وان شاء الله تعرف الأمة العربية في هذا العام الجديد السلم، ويخرج الاحتلال من فلسطين والعراق...