غيب الموت صباح أول أمس الممثل التونسي لطفي الدزيري الذي يعد أحد أبرز رموز التمثيل وقيمة ثابتة في الساحة الفنية والثقافية في تونس. رحل لطفي الدزيري عن عن الحياة عن سن يناهز 67 سنة بعد صراع مرير مع المرض إثر عملية جراحية على المخ أجريت له الشهر الماضي. وشاءت الأقدار أن يغادر لطفي الدزيري الوجود في وقت كانت الساحة الثقافية في أمس الحاجة إلى كل الكفاءات. ليخلف حرقة لدى زملائه وكل معجبيه لفقدان مبدع عزيز على المشاهدين وعلى التونسيين ككل. فقد كان ملهما للحب والحياة لكل من شاهده في أعمال درامية مسرحية وسينمائية خلال مسيرته التي تربت عليها أجيال. كما تميز بحضوره المميز وثقافته الواسعة فكان محدثا بارعا ومفكرا ملهما وممثلا وفنانا مبدعا. علما أن الراحل شارك في ما يقارب عن أربعين فيلما سينمائيا أجنبيا وفي بطولة ثمانية أفلام تونسية من بينها «آخر فيلم» لنوري بوزيد و«كسوة : الخيط الضائع» لكلثوم برناز و«فوس نوت» لمجدي السميري و«فيزا» لإبراهيم اللطيّف. وكان آخر عمل شارك فيه هو الفيلم الروائي القصير «دنيا أحلى» للمخرجة الشابة شيراز البوزيدي. ولم يكتف خلال مسيرته بالتمثيل فقط بل أخرج أيضا عددا من الأفلام الوثائقية آخرها «كيف ولماذا» الذي يروي تفاصيل ما حدث في تونس من انتفاضة شعبية انتهت بسقوط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي . كما شارك المرحوم لطفي الدزيري في بطولة عدد من الأعمال التلفزيونية من بينها «قمرة سيدي محروس» و«دروب المواجهة» و«قهوة جلّول» و«شوف لي حل» و«دار الخلاعة» و«نجوم الليل». وقدم عددا كبيرا من الأدوار المسرحية من بينها مسرحية «ما تعلقّش» وهي من نوع مسرح الوان مان شو.