تونس في عقلي وقلبي دوما يوجد الممثل التونسي ظافر العابدين حاليا في القاهرة أين يصوّر مشاهد ثاني أعماله الدرامية المصرية وهو مسلسل مرشح عرضه في عديد المحطات التلفزيونية في الشبكة الرمضانية المرتقبة من تأليف محمد أمين راضي وإخراج خالد مرعي في إنتاج لطارق الجنايني. داخل استوديو شريف عرفة بمدينة السادس من أكتوبر يقف ظافر العابدين إلى جانب كل من منّة شلبي, محمد شاهين, كندة علوش, رانيا يوسف وعمرو يوسف لتجسيد دور بطولة في مسلسل "نيران صديقة"... نقول بطولة لأن أحداث العمل ترتكز على بطولة جماعية وبالتالي سيكون ظافر واحدا من أبطال المسلسل كما سيبينه بنفسه لاحقا. مباشرة من مصر يتحدث ظافر العابدين ل"الصباح" عن "نيران صديقة" وعن تجربته الجديدة مع ال"بي بي سي" وعن غيابه عن الدراما التونسية في هذا الموسم. - بعد إطلالة أولى في مسلسل "فرتيغو" إلى جانب هند صبري نراك تتقدم شوطا آخر هذا الموسم لتخطف دور بطولة في "نيران صديقة"... ضربة حظ... أم اقتناع بمهارتك.. أم أشياء أخرى؟ لا أنكر أن تجسيدي لدور"ضياء" الشاب الحامل لإعاقة في "فرتيغو" فتح أمامي عديد الأبواب وخدمني كثيرا وكان من بين الأسباب التي جعلت بعض المخرجين يلتفون اليّ طبعا دون اعتباري مشاركتي في العمل العربي "ذاكرة الجسد".. وللعلم فإن "نيران صديقة" لم يكن العمل الوحيد الذي عرض عليّ لكني اخترته لأنه من الأدوار المركبة وانا يستهويني الدور المركب لأنه ينتزع مني الجهد ويجعلني اقدم افضل ما عندي حتى انجح فيه كما يستهويني كل عمل يحمل مشروعا وفكرة غير مستهلكة.. في "فرتيغو" مثلا قدّمت دور شاب مصاب بإعاقة سمعية وايضا بالتأتأة والحمد لله اني نجحت فيه بشهادة النقاد والفنانين وفي "نيران صديقة" اقدم دورا لا يقل صعوبة عن دوري في العمل الاول لأنه يرتبط ارتباطا وثيقا بجميع ابطال المسلسل. - ما هو دورك بالضبط في"نيران صديقة" وهل تعتقد انك قادر على البروز والنجاح في تجربة البطولة الجماعية؟ ألعب دور"رأفت" أكبر صديق في مجموعة تضم 6 رفاق.. مشكلة "رأفت" انه شاب يرفض الواقع الذي يحيا فيه رغم أنه من عائلة ميسورة, لديه طموحات وأحلام أكبر من واقعه بكثير.. حياته ومستقبله مرتبطان ارتباطا تاما ببقية اصدقائه والعكس بالعكس.. فإذا أخطأ أحد الاصدقاء فإن المجموعة بأكملها تتحمل تبعات هذا الخطإ... وعليه فان مسؤولية نجاح العمل سوف لن يتحملها ظافر أو منّة او محمد او بقية الابطال وانما هي مسؤولية جماعية. الدور اعجبني كثيرا لانه جديد ومعقّد بالاضافة الى ان السيناريو مكتوب بروح شبابية وبطريقة ذكية كما أن المخرج رغم كونه شاب الا انه حصد نجاحات كثيرة خصوصا في الاعمال السينمائية التي قدمها خاصة مع الممثل احمد حلمي. - لن نراك هذا الموسم في الدراما التونسية فهل ان رياح الشرق اخذتك من عائلتك الفنية في وطنك؟ أبدا.. انا قلبي وعقلي دائما مع تونس ما حدث هو انه بالفعل عرضت عليّ المشاركة في أعمال تونسية لكن التزاماتي حالت دون ذلك... لا أريد أن تؤثر كثرة تنقلاتي على أدواري في الاعمال المحلية فقد كونت قاعدة جماهيرية في تونس لا اريد أن أخسرها واحتراما لجمهوري ادركت انه سيكون من الصعب علي التوفيق بين عدة اعمال في نفس الوقت خصوصا انني انتهيت مؤخرا من تصوير دور "آليكس كروز" في سلسلة بوليسية لفائدة تلفزيون ال"بي بي سي" بعنوان "نيو تريكس"... الدور اقتضى تنقلي المستمر بين انقلترا وجبل طارق لملاحقة اماكن التصوير حيث اقوم بدور شرطي من جبل طارق يطارد مرتكبي سلسلة من الجرائم... واذا اضفنا الى ذلك رحلاتي الى القاهرة بسبب "نيران صديقة" الذي تستوجب بطولته الجماعية تواجدي باستمرار في مواقع التصوير ودون اعتبار احداث العمل المركبة التي تستوجب تركيزا تاما(المسلسل يروي حكاية تمتد ل23 سنة) فطبيعي انه سيكون من الصعب علي المشاركة في عدة اعمال في نفس الوقت لكنني ابقى دوما وفيا لدراما بلادي وفن بلادي وان شاء الله تجمعني بجمهوري في تونس اعمال جديدة ومقنعة. - حتى وقت قريب ساد الاعتقاد بأن المشاركة التونسية في الدراما المصرية مقتصرة على الجنس اللطيف لكن يبدو انك كسرت القاعدة واقتحمت بوابة الشرق... هل لشكلك فضل في ذلك؟ لا دخل للشكل في الموضوع ولو كانت المسألة مرتبطة بشكلي لعرضوا عليّ في فرتيغو دور"دون جوان" وليس دور شاب حامل لإعاقة ..وحتى دوري في "نيران صديقة" سيكشف للجمهور أن القضية ليست قضية "لوك" او وسامة... ثم هناك حقيقة ثابتة لا يختلف فيها اثنان وهي ان ابواب مصر مفتوحة ومنذ القدم لكل من يملك الموهبة والإضافة ولكل من له القدرة على الاقناع والتميّز إذ ليس من السهل ان تنجح في بلد يعد فيه الفن صناعة قائمة الذات لو لم تكن اهلا للنجاح ولا ننسى ان قبل ظافر العابدين غزت اسماء عربية كثيرة الدراما المصرية آخرها السوري جمال سليمان والاردني إياد نصار مما يعني ان استوديوهات مصر مفتوحة لكل من يحمل نفسا فنيا جديدا وليس مظهرا جميلا فقط.