إيداع المحامي مهدي زقروبة السجن    رئيس الجمهورية يركّد على ضرورة انسجام العمل الحكومي    قيس سعيّد: "لا وجود لأي مواجهة مع المحامين ولا أحد فوق القانون"    لجنة التربية والتكوين المهني والبحث العلمي تبحث تنقيح قانون التعليم الخاص    درجات الحرارة ليوم الخميس 16 ماي 2024    نمو مستمر للإسلام في فرنسا    يوميات المقاومة .. تحت نيران المقاومة ..الصهاينة يهربون من حيّ الزيتون    جلسات استماع جديدة ضد الصهاينة في محكمة العدل ...الخناق يضيق على نتنياهو    العدوان في عيون الصحافة العربية والدولية ..أمريكا تواصل تمويل حرب الإبادة ..دفعة أسلحة جديدة بقيمة مليار دولار    عاجل: بطاقة إيداع بالسجن في حق المحامي مهدي زقروبة ونقله إلى المستشفى    بعد تعرضه لمحاولة اغتيال.. حالة رئيس وزراء سلوفاكيا خطيرة    عقارب: أجواء احتفالية كبرى بمناسبة صعود كوكب عقارب إلى الرابطة المحترفة الثانية.    متابعة سير النشاط السياحي والإعداد لذروة الموسم الصيفي محور جلسة عمل وزارية    ينتحل صفة ممثّل عن إحدى الجمعيات لجمع التبرّعات المالية..وهكذا تم الاطاحة به..!!    الكشف عن شبكة لترويج المخدرات بتونس الكبرى والقبض على 8 أشخاص..    دعوة الى إفراد قطاع التراث بوزارة    أولا وأخيرا .. «شي كبير»    سليانة: إلقاء القبض على سجين بعد فراره من أمام المحكمة    صفاقس: اشتباكات بين المهاجرين غير النظاميين فيما بينهم    القرض الرقاعي الوطني 2024: تعبئة 1،444 مليار دينار من اكتتاب القسط الثاني    البنك الاوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يتوقّع انتعاش النمو في تونس    أمراض القلب والجلطات الدماغية من ابرز أسباب الوفاة في تونس سنة 2021    الديوانة تطلق خدمة التصريح بالدخول الخاص بالإبحار الترفيهي    مندوبية التربية بقفصة تحصد 3 جوائز في الملتقى الوطني للمسرح بالمدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية    عاجل : أحارب المرض الخبيث...كلمات توجهها نجمة'' أراب أيدول'' لمحبيها    أغنية صابر الرباعي الجديدة تحصد الملايين    بمناسبة عيد الأمهات..البريد التونسي يصدر طابعا جديدا    الإعلان عن تركيبة الإدارة الوطنية للتحكيم    حاحب العيون: انطلاق فعاليات المهرجان الدولي للمشمش    الفلاحون المنتجون للطماطم يطالبون بتدخل السلطات    مكثر: وفاة شاب واصابة 5 أشخاص في حادث مرور    مجلس عمداء المحامين يصدر بيان هام..#خبر_عاجل    في اليوم العالمي للأسرة: إسناد 462 مورد رزق لأسر ذات وضعيّات خاصة ب 15 ولاية    قطر تستضيف النسخ الثلاث من بطولة كأس العرب لسنوات 2025 و2029 و2033    لاعب الأهلي المصري :''هموت نفسي أمام الترجي لتحقيق أول لقب أفريقي ''    وفاة عسكريين في حادث سقوط طائرة عسكرية في موريتانيا..#خبر_عاجل    وزير الشؤون الدينية يؤكد الحرص على إنجاح موسم الحج    على هامش الدورة 14 لصالون للفلاحة والصناعات الغذائية صفاقس تختار أفضل خباز    وزير الفلاحة يعرب عن إعجابه بصالون الفلاحة والصناعات الغذائية بصفاقس    قضية سرقة وتخريب بمصنع الفولاذ: إصدار بطاقات إيداع بالسجن في حق 7 أشخاص    أكثر من 3 آلاف رخصة لترويج الأدوية الجنيسة في تونس    علاجات من الأمراض ...إليك ما يفعله حليب البقر    من بينهم طفلان: قوات الاحتلال الصهيوني تعتقل 20 فلسطينيا من الضفة الغربية..#خبر_عاجل    وزارة المالية تكشف عن قائمة الحلويات الشعبية المستثناة من دفع اتاوة الدعم    وزير الرياضة في زيارة تفقديّة للملعب البلدي بالمرناقية    صورة/ أثار ضجة كبيرة: "زوكربيرغ" يرتدي قميصًا كُتب عليه "يجب تدمير قرطاج"..    ما حقيقة سرقة سيارة من مستشفى القصرين داخلها جثة..؟    عاجل - مطار قرطاج : العثور على سلاح ناري لدى مسافر    أنشيلوتي يتوقع أن يقدم ريال مدريد أفضل مستوياته في نهائي رابطة أبطال أوروبا    الأهلي يصل اليوم الى تونس .. «ويكلو» في التدريبات.. حظر اعلامي وكولر يحفّز اللاعبين    اليوم إياب نصف نهائي بطولة النخبة ..الإفريقي والترجي لتأكيد أسبقية الذهاب وبلوغ النهائي    أول أميركية تقاضي أسترازينيكا: لقاحها جعلني معاقة    قابس : اختتام الدورة الثانية لمهرجان ريم الحمروني    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الأمريكيون في غنى عن وسامتي وموهبتي هي جواز سفري إلى هوليوود»
ظافر العابدين في حوار خاص ب«الصّباح»:
نشر في الصباح يوم 20 - 08 - 2009

ينفلت كالضوء الهارب فما تكاد تسمع عن حلوله بتونس حتى تعلم أنه غادرها... "دون جوان" الدراما التونسية ظافر العابدين ظفر باهتمام المشاهد رغم ندرة أعماله المحلية التي لم تتجاوز مسلسلين هما "إخوة وزمان " و"مكتوب" وشريط تلفزي هو "طلاق إنشاء" وبعض الأعمال السينمائية التي لم يتسنّ للجمهور مشاهدتها بعد.
ورغم أن دوري "قيس" في العمل الأول و"دالي" في الثاني قدّماه كشخصية منفّرة إلا أن المتلقي قابل تصرّفاته الكريهة بالحب....
البعض لا يذهب بعيدا في بحثه عن مفاتيح لغز "القبول" اللافت الذي يحظى به ظافر فيقول أن في وسامته وقدّه الميّاس مكمن السرّ .... استنتاج قد يكون صحيحا لو كانت شهرة ظافر العابدين انحصرت في تونس فقط ولكن أن ينجح في مشاركاته في سلسلات انقليزية تعرض في الخمس قنوات الرئيسية في بريطانيا من ضمنها "بي بي سي" و"شانيل 4" وقناة "سكاي" و"شانيل أي تي في " وأن تمتد أرجله إلى هوليوود التي يحظى نجومها بمراكز متقدمة في تصنيفات أكثر الرجال وسامة وجاذبية في العالم عندها تتخذ المسألة منعرجا آخر فهناك "بونوس" الشكل غير قابل للصرف ومبدأ التعامل مرتكز على معادلة "تقنع أو لا تقنع".
ويبدو أن ظافر شمّر على ساعديه واتكل على موهبته التي صقلها بدراسة أولا التمثيل في أعرق معاهد بريطانيا وثانيا اللغة الانقليزية وكان هذا التكوين فضلا عن مؤهلاته الخاصة جواز عبوره للعالمية.
قبل أكثر من شهر حضر ظافر العابدين مهرجان "ساندانس" الذي ينظمه النجم العالمي روبير ردفورد وحضوره يأتي من منطلق مشاركته في شريط انقليزي بعنوان " أخي الشيطان"... أول أمس عاد ظافر إلى لندن لاستكمال بعض الارتباطات الفنية.... يوم 24 أوت يطير إلى جنوب إفريقيا أين يمكث 3 أسابيع لتصوير مسلسل بعنوان"سترايك باك" من 4 إلى 12 سبتمبر ستكون صورته حاضرة في مهرجان البندقية عبر شريط "الدواحة" لرجاء لعماري ضمن الاخيارات الرسمية «آفاق».
يوم 24 سبتمبر سيسجله التاريخ في مسيرة ظافر العابدين ففي هذا اليوم تنطلق مغامرته الهوليوودية مع الفيلم الثاني "المدينة والجنس" الذي يصور أولى مشاهده في نيويورك.
في زحمة انشغالاته وارتباطاته التقيناه وحملنا إليه دفعة من الأسئلة أجاب عليها برحابة صدر وبشاشة... وهي إحدى الصفات - فضلا عن الوسامة - التي لمسناها في شخصه.
* لننطلق من الحدث، من "مكتوب2 " هل سنرى وجها آخر ل"دالي" عقب تلك النهاية المفتوحة في النسخة الأولى أم ستتواصل مغامراته الطائشة ؟
- "مكتوب 1 " كما لاحظ الجميع انتهى بحادث مرور كان "دالي" طرفا فيه... "دالي" لم يمت هذا أمر أكيد لكن الصدمة التي تلقاها ستؤثر عليه...تبقى مسألة أن تغيّر الحادثة الأشياء التي تربى عليها والمغروسة فيه مرتبطة بعمق الضررين النفسي والجسدي الذي لحقاه جرّاء الحادث.... لا أريد أن أفسد على المتفرّج متعة الانتظار والاكتشاف خصوصا أن لقاءه بهذا العمل أوشك من وشيك.
* عقب مشاركتك في "إخوة وزمان" من تأليف وجيهة الجندوبي وظافر ناجي واخراج حمادي عرافة ظل الجمهور لفترة يرى فيك "قيس" ثم جاء "دالي" في مكتوب ليكسّر تلك الصورة سؤالي هو إلى أي مدى بإمكان الممثل امتلاك القدرة على استمالة المتلقي إلى كل دور يقدّمه حتى لو كانت هناك نقاط تشابه في الشخصيات؟
- لا بدّ من الاختلاف في الأدوار والإقناع فيها... الجانب الأول تؤمنه الكتابات المنوّعة والثاني منوط بعهدة الممثل الذي عليه أن يخرج نفسه من الشخصية التي لعبها حتى لا يسقط في النمطية.... بين "قيس" "إخوة وزمان" و"دالي" مكتوب" هناك بالفعل نقاط التقاء لكن هناك أيضا زوايا مختلفة ف"دالي" شخصية مركّبة ومعقّدة مساحة ظهورها في العمل أكبر من مساحة ظهور "قيس" في العمل الأول... زد على ذلك أن هذا الأخير بدا من خلال دوره شخصية واضحة ومستقلّة بعكس "دالي" الذي يتحرّك في العمل انطلاقا من علاقته بمحيطه بأمه وزوجته وإخوته.
* هل يمكن للجانب الفزيولوجي للممثل أن "يورّطه" في أدوار بعينها... إذ انطلاقا من تجربتك نلاحظ أن الاختيار يقع دوما عليك لتجسيد شخصية "الدون جوان" و"البزناس "؟
- من الخطإ الحكم على الممثل من خلال شكله الخارجي فقد ينقلب إلى سلاح ضدّه وهذا الأمر يتوقف على الفنان الذي عليه أن يتفق مع المخرج على العمل ضد "التايب كاست" أي القالب الجاهز بالنسبة لتجربتي في العملين الدراميين الرمضانيين أعترف أنه ثمة تشابه نسبي في شخصيتي "قيس" و"دالي" خاصة فيما يتعلق بجانب الأنانية والانتهازية لكن الشريط التلفزي "طلاق إنشاء" للمنصف ذويب قدّمني في شخصية مختلفة تماما شخصية "الشاذلي" الذي يحاول بأقصى جهده التقريب بين والديه حتى لا يفترقا.
عموما مسألة "اللّوك" معمول بها في جميع البلدان والمشاهد غالبا ما يستهويه الشكل الجميل للفنان ذكرا كان أم أنثى لكن بماذا ينفع الشكل إذا لم يتزامن مع الموهبة ؟ قد يتقبّلك الجمهور في مرة أولى فثانية وثالثة... وفي النهاية قد يملك إن أنت لم تقنعه.... الحكاية حكاية مسيرة بأكملها لا يمكن أن يبنيها الوجه الحسن فحسب.
* لا تنقصك الموهبة هذا مؤكد لكن بماذا تفسّر أمر رفض البعض تشريكك في أدوار كدور المربي في مدرسة لأنهم رأوا أن وسامتك لا تليق به وقد حصل هذا فعلا معك؟
- لا يمكنني إلا أن أقابل سؤالك بسؤال: ألا يمكن للأستاذ أو المدرّس أن يكون وسيما أم أن الوسامة حكر على طبقة اجتماعية دون غيرها؟ التمثيل مهنة وحرفية ولا بدّ أن يدقق في موهبة الممثل قبل تقليب شكله وعموما هذه معضلة الكاستينغ في تونس فبعض المخرجين يحرمون الممثل من توظيف موهبته في أنماط مختلفة من الشخصيات لكن هل نجاح الممثل في دور معيّن يعني أن نسجنه فيه طوال مسيرته ونحكم على موهبته الدفينة أن تظل محبوسة ولا ترى النور.
* لماذا انتفت هذه المعوقات في أعمالك خارج تونس حيث شاهدناك في أدوار مختلفة.... جسّدت الإرهابي واللاجئ والطبيب والملاح و"الكوارجي" وبجنسيات مختلفة؟
- لا يمكننا أن نلوم أحدا في هذا الاتجاه ففي الخارج يتعامل مع التمثيل على أساس صناعة قائمة الذات لكن في بلد كتونس لا ينتج إلا مسلسلين و3 أفلام في العام فمن الطبيعي أن لا تكون هناك مساحة للممثل ليظهر في أكثر من دور وأكثر من شخصية.
* أليس غريبا أنه ضمن مسيرة 10 سنوات لم تقدّم محليا سوى 3 أعمال تلفزية وعملان سينمائيان على أقصى تقدير بينما جاوزت مشاركاتك في الخارج ال25 عملا؟
- دعيت إلى أدوار فأديتها ولا بد لي من الاعتراف أن التزاماتي حالت دون مشاركتي في شريط خالد البرصاوي لكن الجواب الحقيقي على سؤالك يملكه المخرجون مع إصرار كبير مني على التوضيح أنني لست دخيلا على الميدان الفني فقبل دخولي مضمار التمثيل عملت مساعد مخرج للمنصف ذويب لمدة سنتين يعني أنني ابن الميدان.
* تقول أن الجواب في حوزة المخرجين هل تعتقد أنهم بالإمكانيات المتواضعة وضعف الإنتاج قادرون على الاستجابة إلى شروط ومتطلبات ممثل في حجمك له صولات وجولات في الأعمال العالمية ولا عجب أن نستفيق يوما فنراك "نجما عالميا"؟
- لا أحب تضخيم الأمور. لست نجما بل أنا أحاول جاهدا أن أعمل حتى أثبت موهبتي ومسألة النجومية هذه "مازال بكري عليها برشة". أنا رجل طموح بالفعل لكن لا أسبح في دنيا الخيال أما عن مسألة الشروط والمتطلّبات فاعلمي أنني لو كنت ممن يبحث عن الثراء الفاحش لتطرقت إلى ميادين أخرى أكثر مردودية... أنا أمارس التمثيل لأنني مولع به وتأكيدا لكلامي سأعلمك أيضا أن المفاوضات حول "كاشي" "مكتوب 1" لم تدم سوى 5 دقائق أبلغت فيها الجهة المنتجة أن تعاملني ماديا كبقية زملاء جيلي لا أكثر ولا أقل وهو نفس الشرط الذي تعاملت به مع المخرج معز كمون الذي قبلت المشاركة في شريطه لإعجابي يالسيناريو ورغبة مني في التعامل معه، رغم أن الفيلم ليس مدعما.
الممثل كأي مواطن عادي، مسؤول على عائلة ولا بد له من جني المال أما الطريقة فبالإتقان والإقناع فالمرء عندما يقدّم عمله بحرفية وإخلاص يصبح الحديث عن المستحقات المادية أمرا أكثر من طبيعي.
* إذا كانت المفاوضات حول "مكتوب 1" دامت خمس دقائق فلا شك أنها وبعد نجاح التجربة الأولى امتدت لساعات في النسخة الثانية و"الفاهم يفهم"
- العمل في جزئه الأول كان ناجحا إنتاجا وإخراجا وتمثيلا وطبيعي أنه مادامت قد تمت برمجة نسخة ثانية فإن "الكاشي" ارتفع وفقا لصيغة التفاهم المبدئي ولا تقولي لي كم قبضت؟
* بعيدا عن الخوض في المسائل المادية... سنوات من العمل في تونس وفي ديار الغربة هل أوصلتك إلى ما ترضى وتطمح؟
- أحمد الله على ما حققته لحدّ الآن فليس من السهل على أي ممثل لم يكن يحذق اللغة الانقليزية أن يجد نفسه بين أبطال سلسلة بريطانية لمدة سنتين كاملتين وأقصد سلسلة "فريق الأحلام" التي عرضت على مدى 10 سنوات كاملة على قناة "سكاي" لكن طموحي أبعد وأحلامي أكبر ومشاريعي أوسع أحب دوما أن اتقدم في كل ما له علاقة بمسيرتي وكوني حققت جزءا من النجاح لا يعني أنني وصلت فمازالت الطريق طويلة وشاقة ووعرة.
* علاقتك بزملائك في تونس ألا يشوبها شيء من التوتر كونك من المحظوظين... فأنت تعمل باستمرار في الخارج وموجود لسنتين متتاليتين في عمل محلي بينما قد لا تتاح الفرصة لغيرك للظهور؟
- أولا أنا تونسي من حقي أن أشارك في إنتاج بلادي ثم أن مشاركتي في الأعمال التونسية لا يعني أن "على رأسي ريشة" فإذا كنت أستحق أن أعمل فسأعمل والعكس... أنا انتظرت 10 سنوات لأقدم 4 أعمال وقبلت بقانون اللعبة ولم أقل لماذا غبت في الوقت الذي تمكن غيري من آداء 20 دورا في هذه الفترة.
أما عن الحظ فأنت الذي توظفه فإما أن تقرّبه إليك وإما أن تدفع به بعيدا... فأنا لم يدق بابي أحد ليعرض عليّ دورا في الأعمال الانقليزية مثلا... ذقت عذابات الغربة ومرارة البعد عن العائلة واشتغلت في المطاعم... مسحت الأرضيات ونظفت الطاولات وعملت نادلا لأتعلّم اللغة الانقليزية كنت أعمل من 50 إلى 60 ساعة في الأسبوع لجمع نفقات دراستي في معهد التمثيل في انقلترا لم أحصل على شيء في طبق لا في تونس ولا في الخارج.
* من منطلق تجربتك خارج الحدود ما هي السبل التي يجب انتهاجها حتى تكون الدراما المحلية حاضرة في نفس مصاف مثيلاتها العربية؟
- في اعتقادي أن بلادنا لا تعوقها الطاقات فهي متوفرة وبكثافة في كل المجالات ولنا في أسامة الملولي مثال صارخ ما ينقصنا حقا للمزاحمة هو خلق صناعة تتجاوز حدود العملين الموسمين لأنه بالصناعة تكثر التجارب وتتحرّر السوق.... لا بدّ من توفير الدعم ليس فقط للدراما وإنما أيضا للأعمال السينمائية والمسرحية وسائر الفنون الأخرى والأهم انه حان الوقت للخروج من أعمالنا من الإطار المحلي الضيق وملامسة الحدود العربية ولم لا تجربة الإنتاج العربي المشترك التي أثبتت جدواها.
* وصلنا نبأ مشاركتك في الفيلم الثاني " المدينة والجنس" لمايكل باتريك كينغ» ثم تقول لي أن لا دخل لشكلك في اختيار المخرجين لك..
- هل تتصورين أن نجاح مسلسل "المدينة والجنس" الذي اقتبست منه فكرة الفيلم ولمدة 6 سنوات متتالية ونجاح الفيلم الأول الذي تجاوزت مداخيله 450 مليون دولار مبني على شكل أبطاله ؟ المسلسل تضمن 94 حلقة وحصّل على جوائز عالمية في التمثيل والإخراج هل يعقل أن يهتموا به لمجرّد جمال أبطاله.
* إذن كيف وصلت إلى هوليوود؟
- كأنك تسألينني كيف وصلت إلى تونس ؟ أنا أعيش في الخارج منذ 10 سنوات وأكثر أعمالي التلفزيونية التي تعرض في لندن بالانقليزية زد على ذلك أنني درست التمثيل في أعرق المدارس في انقلترا "برمنغهام دراما سكوول" ولا أظن أن الأمريكيين يمنحون الأدوار "مزيّة" فإما أنهم اقتنعوا بي أم لا ثم أنني لم أكن الممثل الوحيد الذي تم ترشيحه والذي يحمل المواصفات الضرورية للدور فقد جربوا ممثلين كثر ولكنهم اقتنعوا بمؤهلاتي التي اكتسبتها جراء 10 سنوات من العمل تدرّجت فيها في الممارسة على الميدان وأيضا في الأمور التنظيمية المتعلقة بإدارة أعمالي.
* عندما نعلم أن وكالة أعمال ظافر العابدين وهي "وكالة هاملتون هودل" هي ذاتها التي تدير شؤون النجمة إيما تومسون صاحبة الأوسكار في مناسبتين و"هيو لوري" بطل سلسلة " الدكتور هاوس"، نعلم أن نواياك أبعد مما نتصور؟
- مثلما تدرجت في أدواري اتبعت سياسة المراحل مع إدارة الأعمال بدأت مع وكيل أول وبعد أن توسع نطاق عملي وصلت كما ذكرت إلى وكالة هاملتون هودل... بخصوص الشق الثاني من سؤالك أكتفي بالقول أنه عليّ بالعمل وما سيأتي في المستقبل لا يعلمه إلا الله.
* إضافة إلى تجاربك التلفزيونية والسينمائية كانت لك إطلالة تنشيطية ضمن البرنامج الخليجي" أمير الشعراء"... تجربة لم تتواصل رغم نجاحها... أهي الالتزامات؟
- كانت مغامرة أردت أن أكتشف من خلالها عالم التنشيط خصوصا باللغة العربية الفصحى ... ورغم اقتناعي بأن مهنتي ليست تقديم المنوعات فقد انخرطت فيها لأنها من الفرص التي لا يمكنها أن تتاح كل يوم.
* كثرت تجاربك على ما يبدو حتى طالت الومضات الإشهارية فأصبحنا نراك في عديد المحطات العربية تروّج لأحد منتجات الألبان.... ألا ينقص "استهلاكك" بهذه الطريقة من قيمتك كممثل؟
- مطلقا فظافر العابدين ليس أول ممثل في تونس أو في العالم يقدم الومضات الإشهارية .... قدمت الإعلانات التجارية حتى من قبل أن أمثّل ولا يخجلني ذلك أبدا ولا ينقص من قيمتي كممثل ولا أرى فرقا بين أن تقدم ومضة تجارية أو ومضة تحسيسية.
* يلقبونك ب"مهند "تونس هل ترى وجها للشبه بينك وبين الممثل التركي "كيفانتش تاتليتوغ"؟
- الشبه الوحيد أننا من عالم واحد هو التمثيل.... لا تهمني التسميات والتصنيفات والتشبيهات فقط ما يعنيني أن أقدم عملا ينال رضا الأشخاص الذين وضعوا فيّ ثقتهم وإعجاب جمهوري الذي هو "راس مالي "
سهام بلخوجة
( مديرة بالي)
ماذا يمكنك القيام به حتى تكون خير سفير لثقافة تونس بأمريكا التي لا تعرف تونس ؟
تونس معي أينما كنت في القلب وفي اللسان ... أنا عندما أنجح فنجاحي باسم تونس وكل التونسيين ...سأستمر في إيصال رسالة تونس كأبهى ما يكون ولن أبخل بأي جهد في سبيل ذلك هذا وعد مني مع أنني مؤمن بأن اسم تونس معروف في جميع أصقاع العالم بفضل نجاحات طاقاته في مختلف المجالات
الطاهر الفازع
( سيناريست)
حينما ظهر مسلسل "مكتوب" قوبلت بحسن استقبال الجمهور له كيف كان رد فعلك ورد فعل زوجتك الإنقليزية؟
التونسي يسعده نجاح التونسي ... وعندما نجح "مكتوب1" كان يعبّر لي على طريقته كلما التقاني بإعجابه وتقديره للعمل وهذا يشعرني شخصيا بسعادة لا توصف كون الجمهور تقبلني في دور"دالي" رغم خبث الشخصية ومكرها .
أما بالنسبة لزوجتي فأعتقد أن كل نجاح يحققه ظافر في حياته هو نجاح لها نحن نتقاسم كل شيء فكيف لا نتقاسم النجاح؟
لطفي العماري
( إعلامي)
اكتشفك الجمهور التونسي فجأة لكن في دور البطولة المطلقة هل معنى هذا أنك أعلنت بداية موضة النجم الواحد الذي تصنعه الصدفة وتكون الوسامة رأس ماله الوحيد لكي يضرب في العمق مسألة التكوين الأساسي للممثل؟
لنتفق من الأساس أن الموهبة ليست مسألة أكاديمية ...وإنما هي عطاء من الله صحيح أنها إذا تدعمت بالدراسة تصبح نتيجتها مضاعفة شخصيا أنا درست التمثيل وأعتقد أن التجربة والخبرة والاحتكاك هي العناصر التي ساعدتني على البروز أما مسألة الوسامة فهي كما شرحت مسألة نسبية وإذا كان الممثل يطمح إلى بناء مسيرة متكلا فقط على الوسامة فتأكد أنه لا يمكنه المواصلة فمن الصعب أن تخدع الجمهور.
المنصف ذويب
( منتج ومخرج)
هل الشهرة في لندن وأمريكا وهوليوود "باش تكبّرلك راسك" على تونس ؟
حتى يعيش الإنسان متصالحا مع نفسه عليه أن لا ينسى أصله ولا ينسى فضل وطنه ومجتمعه وعائلته عليه ... الشهرة والتمثيل يا سي المنصف جزء من الحياة وليس كل الحياة هكذا تربيت وهكذا أمنا وهكذا سأظل ... لا مجال للغرور في قاموسي والعلاقات الإنسانية تأتي قبل كل شيء حتى لو وصلت إلى المريخ وعموما ليس ظافر العابدين الذي "يغلط في روحو" لمجرد أنه مثل في هوليوود ...
ألفة يوسف
( باحثة)
هل تعتقد أن نجاحك في نظر الجمهور سببه طبيعة الدور الذي قمت به أو شكلك الخارجي أو إتقانك للآداء التمثيلي؟
أجيبك فأقول أن العوامل الثلاثة مجتمعة هي أمر ضروري للنجاح كل عنصر يكمّل الآخر مع تفاوت لمصلحة الآداء التمثيلي لأن العمل مبني في الأساس على قدرة الممثل على إيصال الدور بشكل يقنع المتفرّج إذن المسألة هي استثمار للمؤهلات الفنية وليست عرضا للمؤهلات الجسدية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.