مع انتهاء اليوم العاشر من عمليات التمشيط الجارية بمرتفعات الشعانبي بحثا عن المجموعة المسلحة المتحصنة هناك، شهدت استراتيجية القيادة العسكرية والامنية التي تشرف عليها منذ مساء اول امس تغيرا نوعيا تمثل في بداية تفجير المغارات والكهوف واقتحام الدواميس التي يشتبه ان مسلحي "خلية عقبة بن نافع" يختبئون فيها.. وتم التفجير بواسطة القذائف النارية والقنابل اليدوية مما تسبب في اندلاع ثلاثة حرائق باماكن مختلفة شوهدت السنة النيران المتصاعدة منها من مدينة القصرين لكن سرعان ما تمت السيطرة عليها بتعاون بين وحدات الجيش وادارة الغابات بعد ان عجزت شاحنات الحماية المدنية في الوصول اليها نظرا لصعوبة التضاريس.. وخلافا لما تردد من ان الحرائق كانت ناتجة عن قصف الجيش لبعض مخابئ الارهابيين في الجبل بالمدفعية الثقيلة والدبابات ووجود تبادل لاطلاق نار معهم فان مصادر أمنية وعسكرية اكدت ل"الصباح" ان هذا الامر غير صحيح وان وحدة المدرعات الموجودة على عين المكان لم تتحرك بعد من مواقعها ولم يتم استعمالها بعد. تمشيط جوي بالتوازي مع تفجير الكهوف والمغاور التي ثبت ان المسلحين استعملوا بعضها ووسعوا مساحتها الداخلية لتكون بمثابة بيوت نوم للاقامة فيها، تواصلت عمليات التمشيط الجوي بالمروحيات في مختلف جوانب الجبل مع تعزيز الحزام الامني الذي يطوق محيط الشعانبي على دائرة طولها عدة كيلومترات بوحدات جديدة من الحرس الوطني مع تجهيزها مؤخرا بواقيات الرصاص والاسلحة الفردية الكافية لغلق كل المنافذ المؤدية الى مرتفعاته بما في ذلك الاودية العديدة التي تشقه لمنع اي تسرب داخله او خارجه اتساع العمليات لجبل "السلوم" في غياب اي مواجهة مع الارهابيين او العثور على اي منهم اصبحت الشكوك تتجه الى امكانية تحول بعضهم في وقت سابق لعمليات التمشيط التي انطلقت قبل اكثر من 10 ايام الى جبل "السلوم" القريب الذي يوجد جنوب مدينة القصرين لان عناصر منهم سبق لها التحصن به ليلة 28-29 جانفي الفارط لما حاصرت وحدة خاصة في مقاومة الارهاب 4 مسلحين منهم تم ضبطهم باحد منازل حي الزهور بالقصرين ووضع كمين للايقاع بهم، الا انهم نجحوا في الفرار نحو الجبل المذكور القريب بمساعدة من مواطني المنطقة بعد ان جرحوا العون يوسف العايدي برصاصة وتركوا وراءهم رشاش "كلاشينكوف" تم حجزه .. ورغم مطاردتهم ليلتها وتكثيف عمليات البحث عنهم فانه لم يعثر الا على مخبئ لهم هناك فيه بقايا مؤونة.. ايقاف مشتبه به جديد لليوم الثاني على التوالي تمكنت الوحدات التي تحاصر جبل الشعانبي من ايقاف احد المشتبه بهم في تمويل المجموعة الارهابية بالمؤونة وايقافه حيث افادتنا مصادر امنية انه في حدود الساعة الواحدة من ظهر امس الخميس تم رصد شخص على متن دراجة نارية متجها عبر احدى المسالك الضيقة نحو مرتفعات الشعانبي داخل المنطقة العسكرية المغلقة فتمت مطاردته والقاء القبض عليه فوجدت معه كيسا من السميد وبعض الخضر والمواد الغذائية المتنوعة فتم نقله الى مقر اقليم الحرس الوطني للتحري معه والتثبت من اسباب تواجده هناك والى اين كان يحمل الاغراض التي كانت معه. وبالنسبة للشخص المشتبه به الذي وقع ايقافه اول امس في احواز الشعانبي وبعد تسخير طائرة عسكرية لتوجيهه الى ثكنة القصرين ومنها الى اقليم الحرس للتثبت من امره بعد ان ادعى انه مختل المدارك العقلية وبالتاكد من هويته بعد الاتصال بعمدة المنطقة اتضح انه بالفعل "معتوه" وله بطاقة اعاقة وانه كان عائدا من منزل قريب له يقطن قرب الشعانبي فتم اطلاق سراحه.