تعرض في الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس المعهد الثانوي بالمظيلة لعمل إجرامي فظيع ينم عن حقد دفين وكره شديد للمؤسسة التربوية بعد أن عمد مجهولون إلى إضرام النار في مقر الإدارة ومقر مخبر العلوم الطبيعية بواسطة عجلات مشتعلة في غياب مفاجئ ومستراب لأربعة حراس ليليين، وهو ما أدى وفق حصيلة أولية إلى خسائر مادية فادحة تتراوح بين 120 ألف دينار و250 ألف دينار، ورغم وقع الصدمة والفاجعة التي حلت بالتلاميذ والإطارين الإداري والتربوي فقد بذلت مجهودات كبيرة أمس لتأمين السير العادي لامتحانات الباكالوريا البيضاء قبل أن يقرر تلاميذ بقية الأقسام الخروج في مسيرة حاشدة بمشاركة عدد من الأساتذة والقيمين والعمال جابت شوارع المدينة للتنديد بالاعتداء على المؤسسة التربوية. ولمزيد تسليط الضوء على هذه الجريمة اتصلت"الصباح" بمدير المعهد الثانوي السيد علي معامرية فأفادنا بأنه تلقى في حدود الساعة الحادية عشرة و20 دقيقة ليلا مكالمة هاتفية من المرشد التربوي الذي يقطن بأحد المساكن الإدارية يعلمه فيها بتصاعد النيران من الإدارة، مضيفا:"لقد تحولت على جناح السرعة إلى المعهد رفقة الناظر والمرشد التربوي أين فوجئنا بالنيران تندلع داخل الإدارة ومخبر العلوم الطبيعية اللذين يبعدان عن بعضهما حوالي المائة متر فسارع أحدنا إلى المغامرة والدخول إلى بهو الإدارة بحثا عن الحراس خشية أن يكونوا تعرضوا لأذى وعندما لم يجد أي كان منهم عاد إلينا". الأهالي: برافو وذكر مدير المعهد الذي كان في حالة نفسية سيئة أن"الأهالي هرعوا جميعا بالأسطل إلى المعهد للحد من انتشار النيران، وقد تمكنوا فعلا من ذلك إلى حين قدوم أعوان الحماية المدنية بعد نحو أربعين دقيقة من زمن الاتصال بهم والذين تمكنوا من إخماد الحريق ليتبين أن المجرمين أشعلوا النار داخل الإدارة والمخبر باستعمال إطارات مطاطية مشتعله". خسائر فادحة وعن الخسائر المادية أكد مدير المعهد أنها فادحة وتتراوح مبدئيا بين 120 ألف دينار و250 ألف دينار، مضيفا:"لقد طالت النيران قاعة الأساتذة ومكتب المدير ومكتب الضبط وبهو الإدارة والدورة المائية للإدارة إضافة إلى مخبر العلوم الطبيعية الذي دمّر بالكامل تقريبا"، وأشار في سياق حديثه عن الخسائر:"النيران والحمد لله لم تأت على الملفات المهمة أو الخاصة بالامتحانات، وطالت فقط بعض ملفات التلاميذ غير المهمة. وأكد المدير أن التلاميذ أبدوا إصرارا كبيرا على تحدي الاعتداء ووقع الصدمة واجتياز امتحانات الباكالوريا البيضاء بفضل الإحاطة التي قام بها الإطاران التربوي والإداري. غياب 4 حراس ليليين الغريب في هذه القضية والنقطة الغامضة التي تطرح أكثر من سؤال تتعلق بالغياب المفاجئ لأربعة حراس ليليين ليلة الواقعة بالتزامن مع الاعتداء، وهو ما دفع أعوان الأمن إلى التحري معهم ليلة أمس الأول وصباح أمس على أمل الكشف عن المتورطين في هذا الاعتداء الإجرامي غير المبرر.